سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 20-5-2025 مع بداية التعاملات    الدولار ب49.99 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 20-5-2025    ترامب يتساءل عن سبب عدم اكتشاف إصابة بايدن بالسرطان في وقت مبكر    نتنياهو يهاجم بيان بريطانيا وفرنسا وكندا: نقبل برؤية ترامب... ومطالبكم جائزة ضخمة لحماس    بعد ترشيح ميدو.. الزمالك يصرف النظر عن ضم نجم الأهلي السابق    «أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور    شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور    فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي    وزارة العمل تعلن توافر 5242 فُرص عمل في 8 محافظات    وزير الرياضة ومحافظ بورسعيد يجتمعان مع مجلس المصرى بعد استقالة كامل أبو على    رابط جدول امتحانات الشهادة الإعدادية 2025 ب المحافظات الحدودية    أثبت أني حي لكن لم يعاملوني مثل عبد الرحمن أبو زهرة، وقف معاش الكاتب الصحفي محمد العزبي    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة    ماذا تفعل المرأة في حال حدوث عذر شرعي أثناء أداء مناسك الحج؟    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    بينهم أم وأبنائها الستة.. استشهاد 12 فلسطيني في قصف إسرائيلي على غزة    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    إصابة طفلين واعتقال ثالث خلال اقتحام الاحتلال بيت لحم بالضفة الغربية    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    التعليم تكشف عن سن التقديم لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الأرصاد تُحذر: شبورة ورياح مثيرة للرمال والأتربة على هذه المناطق اليوم    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    مشروعات عملاقة تنفذ على أرض أشمون.. تعرف عليها    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    رئيس شعبة مواد البناء: لولا تدخل الحكومة لارتفع سعر طن الأسمنت إلى 5000 جنيه    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    حدث بالفن | حقيقة إصابة عبدالرحمن أبو زهرة ب "الزهايمر" وموعد حفل زفاف مسلم    موعد نقل القناع الذهبي لتوت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وزير الاستثمار يتوجه للعاصمة الألمانية برلين لتعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين    هل يوجد في مصر فقاعة عقارية؟.. أحمد صبور يُجيب    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجل المفرقعات الأول فى مصر ل"اليوم السابع": الخطأ فى مهنتنا "معناه الموت".. أصعب ما نواجهه "العبوات المبتكرة".. اللواء محمد جمال: شهيدا تفجيرات الاتحادية أبطلا 127 عبوة

الكلب البوليسى يفحص الأجسام لمدة 20 دقيقة ويتأثر بارتفاع حرارة الجو
الجهاز قد لا يعطى نتيجة صحيحة وممكن أن يتأثر بالحالة النفسية للعنصر البشرى
مهنة لا تحتمل الأخطاء النجاة فيها حياة، والفشل نتيجته الوحيدة الموت، أشخاص يحملون أرواحهم على أكفهم، ثوانٍ معدودات تعرف باسم "تايمر القنبلة" تفصل بين الحياة والموت، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تحولوا إلى درع أمان وحائط صد لجميع المخططات الإرهابية التى تحاول زعزعة الاستقرار فى مصر والتى كان آخرها بمحيط قصر الاتحادية الذى راح ضحيتها العقيد أحمد العشماوى والمقدم محمد لطفى وأصيب 13 آخرون.
"اليوم السابع" اخترق عالم إدارة المفرقعات، والتقى بالخبراء لسؤالهم عن طبيعة عملهم والأجهزة التى توجد لديهم وهل هى كافية وتستطيع مجابة العبوات التى ظهرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
اللواء محمد جمال مدير إدارة المفرقعات بالإدارة العامة، أكد أن الإدارة يوجد بها أعداد كافية لمواجهة أخطار المفرقعات على مستوى الجمهورية وتم تزويد بعض الإدارات بالإنسان الآلى "الربوت" الذى يتعامل مع العبوات الناسفة، وهو بديلا عن خبير المفرقعات ويقوم الخبراء بالعمل طول اليوم لأداء رسالة إنسانية ويعرض حياته للخطر فى التعامل مع العبوات ويقدم روحه فداء للوطن ولا يرهبه أى محاولات إرهابية من خلال التفجيرات التى حدث مؤخرا بل تزيده حماسا فى التعامل مع التفجيرات.
وأضاف مدير الإدارة، أن هناك جدية فى التعامل مع البلاغات التى تتلقاها الإدارة لأنه لا يمكن الجزم بمعرفة إذا كان البلاغ إيجابياً أو سلبياً من خلال التليفون بل بعد الانتقال وفحص البلاغ وتتم على خطوات ففى البداية يتم التأكد من صحة البلاغ بالتعرف على اسم ورقم تليفون المبلغ للقيام بجمع معلومات كافية عن البلاغ، والتعرف على مواصفات الجسم أو السيارة المشتبه فيها، وما سبب الاشتباه، كما يتم إخطار مشرف غرفة النجدة بالبلاغ من رقم 180 أو 122 وكل البلاغات بالنسبة لنا إيجابية لحين التأكد منها.
ويؤكد جمال أنه يتم التعامل مع البلاغات بجدية، فيتم إعداد سيارة مجهزة وفريق للوصول لموقع البلاغ فى أسرع وقت، وعند احتياج ضابط المفرقعات إلى الدعم تنتقل باقى القطاعات، ويتم توجيه القطاع الأقرب إلى مكان البلاغ ثم الأبعد فالأبعد ويتحرك أكثر من قطاع للبلاغ حسب خطورته، حتى يصل إخطار من القطاع القريب إلى موقع البلاغ، بانتهاء التعامل أو سلبية البلاغ وإذا كان انفجاراً فيتم الوصول إلى مسرح الانفجار وتمشيط وتطهير الموقع خشية وجود عبوات أخرى مزروعة لم تنفجر بعد.
وعن وجود المتخصصين بداخل الإدارة، أكد أنه يوجد بالإدارة فريقان يتعاملان مع أخطار المفرقعات وهما فريق فحص وتفتيش مع العبوات المتفجرة للكشف عنها وفريق تعامل حيث إن فرق التفتيش معنية بتفتيش مسرح الحدث تحسبا لوجود أى أخطار تهدد القوات المتواجدة فى محيط البلاغ والتى تعتمد على أجهزة تعاونها فى إجراء عمليات التفتيش فى الأجسام التى لا تراها العين المجردة مثل جهاز التفتيش فى الأماكن المظلمة الذى يعمل بواسطة الأشعة فوق الحمراء يوجد بها منظار مزود بكاميرات إضاءة تتحكم عن بعد فى تصوير الأماكن الضيقة والمرتفعة التى لا نستطيع الوصول لها للكشف عن أى أجسام غريبة توجد بها، وكذلك يوجد منظار آخر يخرج منه لون أزرق يتعامل مع الأماكن الضيقة والحوائط المغلقة كما يخرج من الجهاز منظار بها ملحق به لوحة تحكم ويتحكم فى تفتيش تنكات السيارات وأسفلها كما حدث فى سيارة الوايلى بمنطقة العباسية.
كما يوجد جهاز للكشف عن المفرقعات عن بعد يسمى الفا سكس حتى بعد 20 مترا بحسب بصمة المادة المتفجرة التى يتم البحث عنها بالمكان التى يتم زرعها بداخله ويستكشف المواد المتفجرة فى وقت قصير.
وأوضح أن هناك أجهزة أخرى يتم الدفع بها فى أماكن الأحداث وهو جهاز التحليل الكيميائى "الشمام" وهو بديل عن كلب المفرقعات ولكنه ليس فى دقة الكلب فى التعامل مع الأجسام الغريبة وتعتبر الكلاب لديها حاسة شم قوية وصادقة، والكلب طالما أخذ قسطاً من الراحة ووفرت له الرعاية الكاملة، فإنه لا ينافسه أى جهاز فى الكشف عن المفرقعات، كما أن الجهاز قد لا يعطى نتيجة صحيحة لأنه يتأثر بالحالة النفسية للعنصر البشرى الذى يستخدمه، بمعنى إذا دخل الخوف إلى قلب رجل المفرقعات واهتزت يده فإن جهاز الكشف عن المفرقعات يتأثر به ولا يعطى نتيجة صحيحة، لذلك فإن كلب الكشف عن المفرقعات أفضل من الجهاز.
وأشار إلى أن الكلب يتأثر بحرارة الجو لعدم وجود أى غدد بداخله مثل الإنسان ولابد أن يتم إبعاده عن تلك العوامل التى تشتت ذهنه فى التعامل مع الأجسام الغريبة أو يتم وضع مظلة بالمكان الذى يقوم بعمليات فحص به لتهيئة الجو له ويستمر فى التعامل مع الأجسام لمدة 20 دقيقة متصلة ولابد من أن يتم إعادة تهيئته مرة أخرى بواسطة قيام مدربه بإبعاده عن المفرقعات وإخراجه فى مكان هادئ وبعد تهيئته يتم استرجاعه مرة أخرى.
وعن أصعب ما يواجه خبراء المفرقعات أجاب بعدها بصمت طويل: "العبوات المبتكرة من أصعب البلاغات التى تواجه الخبراء لأنها تمثل شخصية ما يصنعها والتى يقوم لأول مرة بتصنيعها ولا يوجد جهاز مضاد لها وفى هذه الحالة يتم استخدام كلاب المفرقعات لأنها ذات حاسة شم قوية وأجهزة الفا سكس وجهاز الشمام الذى يعد بديل للكلب الرقم القياسى فى اكتشاف العبوات فى وقت قياسى بعكس الأجهزة التى تاخذ وقتا طويلا".
ويضيف مدير المفرقعات أن هناك أجهزة يتم استخدامها فى الكشف عن العبوات بواسطة جهاز الكشف عن المعادن وينقسم إلى 3 أنواع منها أحدهم ذو ذراع طويل يستطيع الكشف عن العبوات المزروعة فى الأرض والذى يصل عمق الكشف عنه لمتر مربع تحت سطح الأرض، كما يوجد جهاز آخر يستخدم فى الكشف عن الحزام الناسف الذى يضعه الأشخاص أثناء قيامهم بعمليات إرهابية بداخل ملابسهم وآخر يوجد به كاميرا يتم استخدامه أسفل السيارات للكشف عن أى عبوات يتم زرعها أسفل السيارات كما أن هناك أجهزة كشفية تقوم بالفحص أعلى الأشجار والعبوات المدفونة يتم التعامل معها.
ويقول اللواء جمال، إن هناك فريق التعامل لمواقع الأحداث يكون مزود بسيارة مجهزة وتوجد بها بدلة مفرقعات وجهاز تحكم للربوت وهو الانسان الالى الذى يتعامل مع جميع الأجسام الغريبة بديلا للخبراء فى مسرح الأحداث وكذلك الأمر توجد كاميرات بداخل السيارات لمتابعة التطورات الأمنية للمنطقة أثناء التعامل مع العبوات فهناك طريقتين للتعامل مع العبوات وهى الطريقة الآلية من خلال الإنسان الآلى "الربوت" وهى معدة آلية شبيه للإنسان بوجد بها كتف وذراع وريست مزود بكاميرات ملونة يتم متابعتها من خلال لوحة التحكم بداخل السيارة وبمجرد اكتشاف العبوة يصطحبها بعيد عن الحدث ل500 متر تحسبا لحدوث أى انفجار بالمكان حتى لا يصاب أى فرد من الأمن المتواجد بمحيط البلاغ ويوجد منه نوعين كبير الحجم الذى يعد أكثر دقة وحساسية فى التعامل واقل فى السرعة بعكس الصغير كما انه يتحمل الانفجارات ومزود بكاميرتين لنقل الحدث إلى داخل السيارة لمتابعة الأمنية ويوجد به مدفع مياه قوة دفعة 170 قدم بالثانية ويقوم بتفتيش وتشتيت الدائرة الكهربائية للعبوة وبمجرد الانتهاء منها ينتقل خبير المفرقعات لتصوير العبوة.
وقال مدير المفرقعات إن الخبير يقوم بارتداء البدلة الواقية من أخطار المفرقعات وينتقل إلى مكان العبوات ويتعامل معها بمدفع المياه عن بعد ويقترب منها وهو متردى البدلة الخبير يحتاج إلى تهيئة نفسية وتركيز عالى فى التعامل لان اى غلطة منه ستودى بحياته إلى الخطر ولدينا رجال لديهم إحساس بالانفجار, وغباء الموجة الصادرة من الانفجار, فلا أحد يعلم الإحساس الداخلى للخبير,وكم يعانى خطر الموت فى اليوم مرات عديدة, ففى الغالب يتحرك ثلاثة خبراء ليتقدم للعبوة اللائق نفسيا, برغم أن الكل لائق نفسيا, ولكن يتقدم الأكثر ثباتا, مهما تكن خبرته, وسنه.
وأضاف:" شرط أن يكون هناك إجراءات وقواعد للتعامل مع العبوة فأجاب مدير المفرقعات أن أهم شىء لدينا هو الإحساس وقت التحرك, فلدينا قواعد أساسية دولية, وهى رجل واحد لكل قنبلة, رايح ومش راجع ونسبة النجاح لدينا فى التعامل مع العبوة إما100% أو صفر%, لا وسط بينهما, إما ينجح فى تفكيكها فيحيا وإما يفشل فيموت وإحساسه دائما أنه يجود بنفسه من أجل الآخرين ولديه يقين بالله, وسرعة التجاوب النفسي, وهو عمل على تهيئة أهله نفسيا"، ولفت إلى أن التعامل مع العبوة الناسفة يبدأ من ساعة التحرك حيث نكتشف معلومات جديدة من خلال الحديث مع المبلغ, عن وضع العبوة, وتحركها, وأول وقت للمشاهدة وآخر وقت وتجمع الناس من عدمه, وكل ذلك من أجل جمع صورة كاملة وكيفية التعامل مع الحدث.
وعند سؤاله عن أهمية البدلة الواقية، أجاب أنها تتكون من خوذه تقاوم أى شظايا حرارتها 2000 درجة مئوية وسرعتها 500 متر فى الثانية فى حالة اختراقها لوجه خبير المفرقعات مزوده بكشافات إضاءة تقوم بمعادلة الضغط فى حالة حدوث انفجار حتى لا يتأثر بها وتقوم بحمايته لدرجات متفاوتة التى تتعلَّق بحجم العبوة الناسفة والمسافة التى يقف عندها ضابط المفرقعات" مثلما حدث فى انفجار بتلاندا بسيارة مفخخة لم يتأُثر الضابط بها وأصيب بخدوش بجسده الإدارة تقوم بتوفيرها لجميع المتواجدين بها لافتا النظر إلى ان العقيد أحمد العشماوى، فى تفجيرات الاتحادية، هى المرة الأولى التى تشهد وقوع حالة وفاة فى بلاغ عن عبوات ناسفة.
وشدد على أن البدلة قادرة على حماية مرتديها إن كان حجم العبوة 3 كجم "تى إن تي" على بعد 3 أمتار وما دون ذلك يسمى بدائرة الموت تزداد فيها درجة الإصابة واحتمالية الوفاة وهناك دروع بداخل البدلة وهى الجاكت والبنطلون يوجد بها ثلاثة أنظمة نظام التبريد بوجود جهاز يدعى سبرتينا ب 10 درجات مئوية حتى يكون جسد مرتديها باردا وتوجد بها مياه بداخلها لتهيئة الجو بداخل البدلة لافتا النظر أن البدلة من الممكن أن تقضى على حياة أى خبير مفرقعات من غير أى قنبلة فى حالة وجود درجة حرارة عالية تجعل مرتديها يخرج جميع الأملاح بداخله وتحدث له عملية تشويش لعينيه ثم يفقد الوعى وفى حالة حدوث أى انفجار لا يمكن أن تخترق كرات اللهب البدلة لوجود نظام التبريد بها وهناك نظام آخر للبدلة وهى للتهوية لدفع هواء من خلال فلاتر بداخل البدلة لجعل الخبير يشعر بحالة انتعاش ونظام آخر بالاتصال مع قائد المجموعة حتى يشعره بالأمان فى حالة تواجده بالمكان وإرشاده وإعطاء التعليمات له.
وأكد أن تم التعامل معها خلال الشهور الثلاث الماضية على مستوى الجمهورية حيث تلقى الغرف جميع 112 بلاغا بالاشتباه فى أجسام غريبة وعبوات منهما 51 بلاغا إيجابيا و61 سلبيا حيث كان بشهر إبريل 42 بلاغا منهما 20 بلاغا إيجابيا و22 سلبيا وكذلك بشهر مايو 37 بلاغا منهما 18 إيجابيا و19 سلبيا وكذلك تم رصد 36 بلاغا بشهر يونيو 13 إيجابيا و23 سلبيا.
وعن أهم البلاغات التى تم التعامل معها خلال الفترة الماضية، قال اللواء جمال: "وقوع انفجار بإحدى المزارع الكائنة بدائرة أبشواى بمحافظة الفيوم وقد نتج عن الانفجار انهيار مبنى المزرعة ومصرع أربعة أشخاص وإبطال مفعول 41 عبوة ناسفة جاهزة وكميات كبيرة من المعدات والمواد التى تستخدم فى تصنيع العبوات المتفجرة وأجهزة "كهربائية _ بطاريات _ وتايمر" وبكرداسة التى انفجرت بها عبوة وأدت إلى وفاة شخص وإصابة آخر وبمنطقة الوايلى تم إبطال مفعول 3 عبوات وانفجرت أخرى بسيارة بمنطقة العباسية وهذا يعد مجهودا لرجال المفرقعات".
وقال ماجد محمد ضابط المفرقعات: "نعيش جوا من الارتباك خلال الفترة الماضية ولن ترهبنا كثرة ظهور العبوات والانفجارات لأننا ندافع عن أرضنا والشهداء ضريبة فى حب هذا الوطن حيث إننا ننطلق كفريق مفرقعات إلى مكان البلاغ الذين يتكونوا 5 أفراد يرأسهم أحد الضباط وبصحبتهم كلب مفرقعات وفرد أمن من أكاديمية الشرطة وأما الآخر بفريق الفحص يتكون من 3 أفراد ويرأسهم أحد الضباط إلى مكان البلاغ بحسب تلقى 3 أنواع من البلاغات بلاغ سيارة متروكة لا تعرف الجماهير خطورتها وكيفية التعامل معها، ولفافة أو عبوة مجهولة، وثالثا جسم غريب وهو أخطر أنواع البلاغات لأنة غالبا ما يكون بلاغا إيجابيا، فقد يكون عبوة ناسفة أو مواد متفجرة. ينتقل الخبراء ويتم عمل كردون أمنى من دائرة القسم المختص بالمنطقة لحين قيام فريق الفحص والتفتيش بها ثم يقوم فريق التعامل بالمشاركة فى العملية فى حالة اكتشاف أى عبوة ولابد أن يكون الضابط لائقا نفسيا ولابد أن يكون رياضيا، وغير مدخن، وذلك بسبب التدريبات غير العادية المكثفة والبدلة الحديدية التى يرتديها والتى يبلغ ثقلها أكثر من 38 كيلو ولابد أن تكون سنه صغيرة بحيث لا يزيد على درجة نقيب على الأكثر عند اختياره من الأمن المركزى ويتعامل مع البلاغ أيا كان نوعه.
وكل منهم لهم اختصاصات وأجهزة معينة ويتم تدريبهم وتأهيلهم فى أماكن تدريب وندوات تعقد لتقديم الإرشادات الأولية وفى حالة وجود أى أخطاء فى التعامل مع العبوات يتم جمع العديد من الفيديوهات ويتم عرضها وعليهم وكشف الأخطاء التى يقع فيها البعض لتلاشى تلك الأخطاء والاستفادة منها، موضحا أن مسئولية إدارة المفرقعات تتضمَّن تأهيل وإعداد ضباط المفرقعات.
واستطرد أن ما يحدث من أخطاء عرضية خلال المهام المكلف بها رجال المفرقعات يحدث فى كل بلاد العالم مضيفا أنه فى حالة الخروج إلى أى بلاغ يتم انتداب كلاب مفرقعات بصحبة أمناء من أكاديمية الشرطة وينتقل إلى مكان البلاغ برئاسة أحد الضباط.
كما انتقلنا إلى مدير الحماية المدينة بالقاهرة اللواء ممدوح عبد القادر، مدير الإدارة العامة للحماية المدينة بالقاهرة وسألناه عن امتلاك إدارة المفرقعات للأجهزة الكافية بعد انتقاد الخبراء ووسائل الإعلام لهم بعد تفجيرات الاتحادية فأكد أنه توجد أجهزة كافية بالإدارة لردع أى محاولات تخريبية التى تضع العبوات وتستهدف أى منشأة فأجاب أن جميع الأجهزة والإمكانيات والمعدات بالإدارة متوفرة، ولا يوجد بها أى عجز كما أشيع بعد حادث تفجير محيط قصر الاتحادية وأن معظم أفراد الحماية المدنية والمتواجدين كانوا يرتدون الملابس الواقية من الانفجار.
وعند سؤاله عن وجود الملابس الواقية الخاصة بضباط المفرقعات والتى يتم ارتداؤها خلال إبطال مفعول القنابل فأجاب بأنها متوافرة بالإدارة ولا يوجد عجز بها ونحتاج إلى أى أجهزة جديدة ليتم الدفع بها المفرقعات لكافية الأجهزة وكلاب المفرقعات التى توجد بها وما حدث فى الاتحادية كان قضاءً وقدرًا وإن وجد خطأ فى التعامل مع أى عبوة يتم عقد ندوات لتوعية الضباط والأمناء بها حتى يتم الاستفادة منها خلال التعامل مع أى عبوات أخرى.
عند سؤالنا للعميد جمال عبد المنعم مدير الحماية بالجيزة عن الملابس الواقية الخاصة بضباط المفرقعات قال يتم ارتداؤها خلال إبطال مفعول القنابل ومتوافرة بالإدارة ولا يوجد عجز بها، وأن عدم ارتدائها فى بعض حالات التعامل مع العبوات الناسفة يعود إلى رؤية خبير المفرقعات القائم بعملية الإبطال، حيث توجد قنابل بدائية الصنع وأخرى خالية من المادة الناسفة والدائرة الكهربائية وعبوات أخرى هيكلية لا تحتوى على أى مواد خطرة هدفها إثارة الذعر فقط.
وعقب سلسلة التفجيرات التى شهدها محيط قصر الاتحادية، وأسفرت عن استشهاد ضابطين من خبراء المفرقعات بالقاهرة وإصابة آخرين تم التأكيد على ضرورة الالتزام بارتداء الملابس الواقية الخاصة بإبطال القنابل وهناك اجتماعات مستمرة وليست مرتبطة بحادث مع كافة ضباط الحماية المدنية بالجيزة، لتفادى مثل تلك الحوادث.
وأكد مصدر أمنى، أن المقدم محمد لطفى ضابط المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة الذى استشهد فى انفجارات محيط الاتحادية أبطل مفعول 56 عبوة ناسفة بأماكن متفرقة بالعاصمة ولقى مصرعه أثناء تفكيك وإبطال العبوة رقم 57 بمحيط القصر وكذلك الأمر بالعقيد أحمد العشماوى الذى استشهد فى تلك الانفجارات حيث أبطل مفعول 69 عبوة ناسفة بأماكن متفرقة فى ميدان التحرير وبمحيط قصر الاتحادية والقبة ومدينة بدر والمعادى، وأماكن متفرقة أخرى، ولقى مصرعه أثناء تفكيك وإبطال العبوة رقم 70 التى كانت بمحيط القصر.
وأشار المصدر إلى أنهما من أكفأ الضباط بمجمع الأديان، حيث كان يتعاملان مع كافة البلاغات بدون خوف ولا يفكران سوى فى إنقاذ الأرواح التى من الممكن أن نفقدها بمجرد التأكد من إيجابية البلاغ.
موضوعات متعلقة:
خبراء المفرقعات يمشطون ميدان مصطفى محمود ومحيط سفارتى قطر وأنجوﻻ
بلاغ عن جسم غريب برمسيس.. وخبراء المفرقعات: حقيبة "إكسسوارات حريمى"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.