لا يوجد أدنى شك بإن رمضان فى عيون الأجيال الجديدة اختلف كثيرا عن رمضان فى عيون جيل الثمانينات، حيث اختلف شكلا وموضوعا وشعورا ما بين هذين الجيلين مما جعل "جيل الثمانينات" يفتقد بكل المقاييس شهر رمضان الفضيل فى طفولته, حيث اعتاد جيل الثمانينات أن يكون لبسه الصيفى "مجموعة تيشرتات (كيلفن كلاين) مع بناطيل تلجى شارل ستون)" واعتادت الفتيات على ارتداء الفساتين الملونة خلال شهر رمضان واللاتى كن يستبدالونها ببناطيل عليها جيبات قصيرة خلال العيد. كذلك كان كل أبناء وبنات الجيل يعشقون متابعة يوميات فطوطه خلال رمضان وكانوا يتسابقون على تقليد فطوطة والاقتداء به كذلك كانوا يذوبون عشقا بعمو فؤاد وبوجى وطمطم وفوازير شريهان وفوازير نيللى التى تربى عليها أغلب أبناء الجيل، ولا ننسى مسلسل ألف ليلة وليلة ومسلسل هوانم جاردن سيتى ومسلسل البخيل وأنا ومسلسل من الذى لا يحب فاطمة- عيون - رحلة المليون - سنبل بعد المليون - مسلسلات حسن عابدين كلها مثل أهلا بالسكان وأنا وبابا فى المشمش - أبنائى الأعزاء شكرا - رأفت الهجان - الطاحونة - الكهف والوهم والحب - شارع المواردى - عمر بن عبد العزيز - السيرة الهلالية ج1 بطولة نرمين الفقى وأحمد عبد العزيز ويوسف شعبان وفادية عبد الغنى وعبد الرحمن أبو زهرة وسميحة أيوب والسيد راضى ومحمد وفيق) ومسلسل عائلة ونيس. حيث نشأ ونضج جيل الثمانينات على تلك المسلسلات بالإضافة إلى فيلم (عنتر ولبلب) و(عفريتة إسماعيل يس) و(طاقية الإخفاء) و(الفانوس السحرى) و(إسماعيل يس فى مستشفى المجانين) و(المليونير) و(البرئ) و(البداية) وأفلام (الفزع الرهيب) و(السجناء جونيز) وكرتون وافلام ديزنى مثل (العودة إلى أوز) و(ويلى ونكا ومصنع الشيكولاتة) و(صراع الأجناس) و(حرب الكواكب) و(سبارتاكوس) وسوبرمان بأجزائه الثلاث حيث حفظ الجيل بإكمله كل كلمة فيها وحفرت فى ذاكرتة وكأنها من التراث الطفولى له. وبالطبع كان أبناء كل الجيل يتابعون بلهفة برنامج (كلام من دهب) ومذيعه طارق علام طيلة ليالى رمضان, ولاينسى مواليد الثمانينات مشاهدتها ليومية بعد الإفطار فى رمضان برنامج (بدون كلام) الذى يقدمه الممثل حسن مصطفى والذى اعتاد أن يستضيف زوجته ميمى جمال وكانوا يختمون يومهم بالضحك مع برنامج "زكية زكريا"، وبالطبع لا يستطيع أحد من أبناء الجيل أن ينسى قيامه بتجميع أكثر من مائتى زجاجة كوكاكولا فى شهر رمضان من أجل رحلة "البحث عن الجادون". ولا يكون رمضان أحلى إلا مع كرتون سلاحف النينجا الأبطال أو مع مسلسل بكار الذى عاصره الجيل وكان جزءا أساسيا فى طفولتهم لا يقل أهمية عن مشاهدة الشيخ الشعرواى مع أجدادهم قبل الإفطار أو سماع المسحراتى بصوت سيد مكاوى فى ليالى رمضان. أما إذا تطرقنا إلى رمضان فى عيون الجيل منذ مواليد ثمانية وتسعون وحتى مواليد الألفين لوجدناه اختلف مائة وثمانون درجة، حيث تربى ونشأ هذا الجيل الجديد على وسائل تكنولوجية حديثه فأصبحوا يقضون رمضان على الفيس بوك مهتمين بإحدث الأخبار وأحدث القصص والشائعات بدلا من اهتمامهم بمتابعة البرامج الرمضانية أو المسلسلات الكرتونية التى تدعو للصلاح والأخلاق. كان من أهم سمات الجيل الجديد هو الميل إلى العنف أو محاكاة الأكبر منهم سنا فتجدهم فى شهر رمضان يلعبون بالصواريخ أو الشماريخ والألعاب النارية الخطيرة كذلك تجدهم يميلون إلى مشاهدة مسلسلات الكبار التى تحكى عن القصص المخلة أو قصص العلاقات فتجدهم يتابعوا ذلك ظنا منهم أنهم سيكتسبون عمرا وخبرة من ذلك الفعل كذلك استبدلت الفوازير واندثرت فى جيلهم وحل محلها برامج المقالب والسخرية مثل التى يقوم بها "رامز جلال " وغيره من المجددين لعنف" الجيل الجديد"، حيث نشأ جيل أواخر التسعينات وأوائل الألفين على أبله فاهيتا وفك شفرتها وسبايدر والجاسوسية لأمريكا ونشأو على فتيات فى الإعلانات متحررين من ملابسهن، ورجال يرقصون، والكارتون أصبح ساخرا، والإعلانات أصبحت سياسية أو اقتصادية تدعو إلى شراء فيلات فى مارينا أو إعلانات غير أخلاقية . وبالرغم من ذلك فإن الوازع الدينى لذلك الجيل كبير فتجد الفتيات الصغيرات منذ سن الخامسة عشر ترتدين الحجاب طيلة السنة وتضيفن إليه الإسدال أو العباءة فى رمضان عند الذهاب إلى المسجد فتتعجب كيف يكون هذا الجيل متقدم تكنولوجيا وفى ذات الوقت يحاول أن يرتدى العباءة الدينيه فأختفت البراءة من فتيات هذا الجيل فماعادت فتيات هذا الجيل ترتدى الفساتين الملونة وماعاد أولاد هذا الجيل يشاركن الفتيات اللعب فى رمضان لاعتقادهم أنهم أصبحوا رجال كبار لا يصح لهم اللعب أو المرح أو انتظار المسحراتى كما كان يفعل أبرياء جيل الثمانينات.