نقلا عن اليومى.. بين أحلام الماضى وأمل العودة من جديد يعيش أعضاء الحزب الوطنى المنحل عن «دائرتى شبرا وروض الفرج» والذين اختفوا من المشهد السياسى فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير أمل العودة للبرلمان. عودة فلول الوطنى والاستعداد للانتخابات البرلمانية اختلف عن موقف الأهالى، فمنهم من رفض عودة رجال الوطنى، على اعتبار أن ظهورهم فى مشهد الانتخابات الرئاسية يعد محاولة لإعادة بعث الحزب الوطنى، مؤكدين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لن يسمح لهم بذلك، خاصة بعدما أعلنها صراحة «أنه لا عودة لرجال مبارك»، بينما أيد فريق آخر عودتهم بذريعة أنه لا ضير فى عودتهم للمشهد السياسى من منطلق «أنهم أفضل من نواب الإخوان». المعهد الفنى فى دائرة المعهد الفنى نشط أعضاء الحزب الوطنى بعد اختفاء طويل ومنهم النائب غريب محمد إسماعيل الشهير بمحمد سوسته عضو مجلس الشعب عن العمال فى دورات سابقة، والذى ظهر مجددا فى الدائرة مع بدء الانتخابات الرئاسية، كما حرص «سوسته» على فتح مقره الانتخابى بالدائرة مجددا للالتقاء بالأهالى، بهدف كسب ثقتهم فى إطار الاستعدادات التى يقوم بها للانتخابات البرلمانية، كما أكد عدد من الأهالى. و«سوسته» صاحب العبارة الشهيرة «الملك لله والمعهد الفنى ليوسف بطرس غالى» أثناء مرافقته غالى فى افتتاح حديقة الترعة البولاقية وهى الواقعة التى ما زال الأهالى هناك يتذكرونها له بغضب شديد. ومن جانبهم عبر أهالى الدائرة هناك على قبول أى مرشح طالما لا ينتمى للتيار الدينى سواء لجماعة الإخوان المسلمين أو السلفيين. وقال محمد سامح صاحب محل بيع موبايلات إن دائرة شبرا بها خصوصية معينة، حيث إن أغلب سكانها من الأقباط ويعيشون مع جيرانهم المسلمين فى توافق تام، فهى رمز حقيقى للوحدة الوطنية، وهو ما لم يفهمه أو يستوعبه نواب التيار الدينى، لذلك فإن الأهالى هنا على استعداد لقبول أى مرشح طالما لا ينتمى للتيار الدينى. ويضيف على طه محاسب أنه يجب التخلص من عقدة التقسيم التى ضربت مصر بعد ثورة يناير سواء، والعمل على وجود مصالحة حتى تعود البلاد مرة أخرى، مضيفا أن موافقته على انتخاب الحزب الوطنى مرة أخرى مرهونة بعودة وترشح نائب الشعب «بطرس غالى». ويقول محسن الفنجرى سائق توك توك إن نواب الحزب الوطنى كانت لهم مساوئ، ولكن فى نفس الوقت كانوا يقدمون خدمات لأهالى دوائرهم «يعنى يا باشا لو كانوا موجودين كنا هانقدر نرخص التكاتك». روض الفرج وفى نفس السياق شهدت دائرة روض الفرج ظهورا لعدد من رموز الحزب الوطنى بالدائرة ومنهم أحمد عبدالموجود عضو مجلس المحافظة الأسبق ورئيس مجلس شباب روض الفرج، والذى لم يكن له أى نشاط سياسى منذ فترة طويلة، وخاصة بعد خسارته لانتخابات 2005 أمام غريمه التقليدى عبدالرحمن راضى، والذى ظل حائزا للمقعد لمدة 30 سنة بواقع 5 دورات متتالية مقتصرا على بعض الأنشطة الاجتماعية التى يقوم بها من خلال رئاسته «لجمعية شباب بنجا الخيرية»، والتى تحتوى على دار للمناسبات ومستوصف خيرى لأهالى المنطقة، أو تقديم التهنئة للأهالى فى الأعياد والمناسبات. وجاءت الانتخابات الرئاسية لتشهد عودة عبدالموجود إلى النشاط السياسى مرة أخرى، من خلال تكثيف تواجده داخل مركز شباب روض الفرج. وأكد أحد العاملين بالمركز ل«اليوم السابع» أن تلك اللقاءات تشهد وجود عدد من كبار العائلات بروض الفرج للاتفاق معهم على خطة المرحلة القادمة والاستعدادات للانتخابات البرلمانية. الجدير بالذكر أن عبدالموجود الملقب فى الدائرة الشعبية «بصاحب الكرافتة الشيك»، نظرا لاهتمامه بأناقته، وعدم مخالطته للطبقة الشعبية، سارع عقب حل الحزب الوطنى وصعود نجم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان إلى فتح أبواب المركز لاستضافة العديد من كوادر الجماعة ومنهم وزير الشباب فى حكومة الإخوان «أسامة يس». وعلى عكس أغلبية أعضاء الحزب الوطنى الذين فضلوا الابتعاد جزئيا أو كليا بعد سقوط الحزب وجد جمال أبوالفتوح «عضو مجلس المحافظة السابق عن الحزب الوطنى الفرصة مناسبة لتصدر المشهد والخروج من الوصاية التى كان يفرضها أمين الوطنى السابق على الأعضاء من حيث التواجد يوميًا فى مقره الانتخابى، ومشاركة الأهالى هناك فى جميع مناسباتهم الاجتماعية. كما استأجر العديد من السيارات التى تحمل مكبرات الصوت لحث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية. الدائرة التى كانت تعتبر إحدى قواعد الحزب الوطنى على مدى 30 عاما بات بعض مواطنيها يعلنون رفضهم لأى نائب سابق للحزب الوطنى، حيث قال أشرف مهدى «مهندس»: لن أعطى صوتى لأى عضو من أعضاء الحزب الوطنى أو الإخوان، ويجب على الدولة إقرار قانون يمنع عودتهم للحياة السياسية مرة أخرى، مضيفا «عاوزيين ننضف». ومن جانبه قال أحمد ياقوت -محاسب- إن أعضاء الوطنى غير مرحب بهم فى دائرة روض الفرج، مضيفا: لن أقوم بانتخاب أى مرشح ينتمى للحزب الوطنى أو أى مرشح ينتمى للإخوان أو للسلفيين، خاصة بعد تجربة الأهالى مع ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية نائب الدائرة السابق. وأوضح عمر عصام صاحب محل أقمشة أن وجود الحزب الوطنى فى الدائرة مرة أخرى مرفوض خاصة وأن كوادر الحزب لا يملكون أى خلفية سياسية أو مؤهلات تمكنهم من ممارسة دورهم التشريعى، مكتفين ببعض الخدمات التى كانوا يقدمونها لعدد محدود من أهالى الدائرة.