بداية أوجه اعتذارى لكل من سيكتفى بقراءة العنوان وهذا السطر فقط ويتسرع ويشعر بالضيق من عنوان المقال الذى يقترب من كلمات لحديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وأوضح أننى لا أقصد إلا التيمن بالحديث ولا أقصد أن أسبب أى نوع من أنواع الضيق لأى أحد. فى مثل هذه السنوات منذ قرابة مائة عام بدأت مرحلة من أروع مراحل كفاح الشعب المصرى وكانت ومازالت تعد مرحلة من أهم مراحل تلاحم كل أطياف هذه الأمة المصرية من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها فى نضالها من أجل هدف واحد ومن أجل حقوق شعب واحد والتف شعبنا العريق حول زعيم الأمة سعد زغلول وطال كفاحهم معه وقاموا بثورة تعد من أهم ملامح تاريخ نضالنا الحديث من أجل الحرية إنها ثورة 1919 . نعم ربما يكون قد بدأ سعد زغلول الذى لا يعرف معظمنا عن الكثير من صور نضاله وكفاحه فى مثل هذا الوقت من مائة عام، ولكن ما يعرفه الأغلبية من القشور عن سعد زغلول يكفى لكى نتمنى أن يعود علينا الزمان بمثله، ولأن نقتضى به وبمن التفوا حوله، وندعو الله أن يكون نصيبنا أفضل من نصيبهم ونحقق ما لم يستطيعوا أن يحققوا، وندعو الله أن يرزقنا بخير منه وأن نكون نحن مثلهم الآن وبعد مائة عام. ربما اختلف الزمان واختلفت الأنظمة واختلفت دواعى هذا التلاحم والتحالف ولكن فى النهاية فإن الشعب واحد والهدف واحد والزعيم هذه المرة قد يكون الدكتور البرادعى لو أراد هو ذلك ولو قبل أن يدفع الثمن.... لو أراد أن يقبل بقدره الذى تمنى أن يحظى بمثله غيره الملايين، ولكن للأسف فجميعنا لم تواته الفرصة التى وأتته بما فينا نور ونعمان وغيرهم ممن سيكتب التاريخ لهم أنهم على الأقل حاولوا... ولكنا نحسب أن القدر قد قذف للدكتور البرادعى بعد أن هيأ له الله الظروف المواتية بالكرة فى وقت مناسب ومواكب لإرهاصات نادر حدوثها لأن يقود حركة من أجل التصحيح وتغيير واقع وتاريخ مصر ولأن يقود الأمة فى مرحلة ربما تنطوى على أصعب ما مرت به مصرنا العزيزة فى تاريخها الحديث من صعوبات على مختلف الأصعدة وربما القديم أيضاً... اختاره الله لو قبل لأن يكون زعيماً مستحقاً للأمة لا على غرار من آثروا زعامتهم على سواها، ولكن على غرار من خفضوا هاماتهم ووظفوا زعامتهم وظروفهم لشعوبهم ولصالح شعوبهم من أجل إعطاء الفرصة لملايين الزعامات والزعامات الأخرى أن تتكون وتظهر وتتحول لواقع بيننا. ربما لو كانت الظروف مختلفة لنادينا بأن يؤيد كل منا من يفضل ونمارس الديموقراطية متعددة المتنافسين ولم نطالب بالتحالف والتكاتف حول برادعى واحد ولكن التغيير لو أردناه لن يأتى إلا بالتحالف وإلا بتكاتف الجميع وتحالفهم حول شخص واحد.. برادعى واحد لا من أجل الدكتور البرادعى، ولكن من أجل أن نوفر لأبنائنا فرصة أن يكون كل منهم برادعى فى مستقبله لو أراد.... لو قبل الدكتور البرادعى أن يدفع الثمن فلابد له وأن يقتنص الفرصة التى منحها الله له كى يحب مصر أى لكى يحبنا وكى يستطيع أن يجيب عندما يسأل عن علمه وإمكاناته فيما استخدمهم بثبات وهو واثق "فى حب مصر" وليختبرنا الدكتور لو فعل كم سنحبه وكم سنؤازره وكم سنقدره وكم سنحتفى به أزماناً وأزماناً وكم سيذكره التاريخ وينكر آخرين لو أتى يوماً نحلم بقدومه نراه كما نرى أمالنا تتحقق!!، نراه قد أدى معنا مهمته ودوره فى استرداد حقنا فى القدرة على التغيير السلمى بدون خوف ولا ترهيب ويوم أن يتقاعس بعدها غير مفضل ولا مقدم زعامته على المبادئ تاركاً أرضية صلبة من الحرية وشعبا واعيا ربما يذوق لأول مرة فى عمره الطويل معنى الديموقراطية ومعنى حقه فى التغيير السلمى الديموقراطى يومها فقط سيحظى هو وحده "بعد تركه بإرادته للمنصب" بالزعامة التاريخية لمصر. قد يكون طريقك يا برادعى صعباً وقد ترهب وقد ترغب وقد توضع فى طريقنا معك العراقيل وقد لا تنجح من أول مرة وقد ينكرك البعض وقد يهاجمونك بشتى الطرق وقد تؤلب ضدك الجماعات والنزعات ولكنا نراك لو قبلت أقدر من يستطيع أن يدفع الثمن.. نعم لابد وأن تقبل بدفع الثمن... ثمن التغيير.... فلتقبل بدفع الثمن الذى ربما تدفعه من حريتك وربما من سمعتك أحياناً وربما من حيث لا تحتسب لكن لابد وأن تدفع الثمن فمن قبلك رجال ورجال دفعوا ثمن أن يذكرهم التاريخ على مر العصور وتذكر أنه قبل من قبلك سعد زغلول منذ مائة عام أن يدفع الثمن وظل إلى يومنا هو زعيم الأمة ولكن الفرق أنك لو قبلت فيمكنك- بعون الخالق- تحقيق ما لم يحققه من جاءوا قبلك.... فهل تقبل أن تدفع ثمن حب مصر؟؟ مهندس معمارى