سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف يرى الغرب مهمة الرئيس الخارجية؟..ليبيا وفلسطين تنظران «للمشير» باعتباره المنقذ.. واللهجة التصالحية ستغلب فى التعامل مع أزمة سد النهضة.. وسوريا ملف شائك فى علاقاته مع الخليج
قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية إنه على الرغم من أن السياسة الخارجية لم تكن محل اهتمام كبير من كلا المرشحين المتنافسين فى انتخابات الرئاسة، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، عليه أن يتعامل مع تحديات هائلة على طول حدود البلاد وفى المنطقة.والكثير من هذه التحديات يحمل تهديدا، ما لم يكن أكثر، لاستقرار البلاد على نفس القدر من المشكلات الداخلية. ورصد تقرير المجلة أبرز المشكلات التى ستواجه السيسى وأولها قضية سد النهضة الإثيوبى، ووصفت المجلة تلك القضية بأنها مسألة حياة أو موت للسيسى، موضحا أن الصعوبات اللوجيستية المعروفة تقضى على حل التدخل العسكرى ضد إثيوبيا.ولعل النهج التصالحى الذى تتبناه مصر إزاء أديس أبابا يأتى إدراكا لهذا الواقع. ولم تكن ناشيونال إنترست هى الوحيدة التى اهتمت بالتحديات التى تواجه السيسى خارجيا، فكثير من وسائل الإعلام الغربية تحدثت فيها عن الشأن الليبى، وفقا لتقرير نشرته وكالة رويترز فإن الليبيين يرون السيسى الرجل الوحيد الذى يمكنه إنقاذ بلدهم من التمزق.و يرسم البعض أوجه شبه بين السيسى واللواء السابق خليفة حفتر، الذى يقود حاليا ما يسمى الجيش الليبى الوطنى الذى قام مؤخرا بتعليق عمل المؤتمر الوطنى العام «البرلمان» والسيطرة على بنغازى، والذى انضمت له العديد من الوحدات العسكرية. وألمحت رويترز إلى تكرار التاريخ نفسه، فلقد كان الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، الذى تحدى القوى الغربية، مصدر إلهام للقذافى الذى أطاح بالنظام الملكى فى ليبيا عام 1969. سد النهضة وفيما أكد السيسى على تحقيق المصلحة المشتركة، فإن هذا ينطوى حتى على أكثر الملفات الخارجية الشائكة حيث سد النهضة الإثيوبى. وشهدت السنة الماضية اشتداد التوترات بين القاهرةوأديس أبابا حول قضية السد الذى سيؤثر على حصة مصر من مياه نهر النيل، ووصول المحادثات بين الطرفين إلى طريق مسدود. وقال رئيس الوزراء إبراهيم محلب، فى تصريحات مؤخرا، إن بناء السد أصبح أمراً واقعاً يستلزم التعامل معه فى إطار المصلحة المتبادلة من خلال تأمين حصول مصر على المياه وحصول إثيوبيا على الطاقة.وهو ما اعتبرته صحيفة «المونيتور» الأمريكية لهجة تصالحية من مصر فى محاولة لاستخراج جميع الفوائد الممكنة من السد الذى يبدو أنها غير قادرة على منع بنائه. فلسطين وإسرائيل ومثلما يتطلع الليبيون إلى استقرار المنطقة مع استقرار مصر فى ظل فوز الرجل القوى، فإن الفلسطينيين يتوقعون الكثير من المشير السابق، فلقد وصف على جرباوى، الوزير السابق فى السلطة الفلسطينية، فوز السيسى برئاسة مصر بأنه «ومضة أمل» للشعب الفلسطينى الذى سقطت قضيته من حسابات الحكومات العربية وسط اضطرابات سياسية فى الداخل أنهكتهم. ومع ذلك فإن الرئيس المصرى الجديد سوف يبقى على سياسة السلام مع إسرائيل، وفقا للمعاهدة الموقعة بين البلدين فى عام 1979، وهو ما أكده فى حوار لوكالة رويتروز، منتصف مايو الماضى.وقد تحدث العديد من التقارير الإعلامية الأمريكية عن التعاون الأمنى الواسع بين المؤسسة العسكرية، وقتما كان السيسى وزيرا للدفاع، ونظراؤه الإسرائيليون لمواجهة الإرهاب فى سيناء وعلى الحدود بين البلدين. وكشف إيهود يارى، الصحفى والمحلل الإسرائيلى للشئون الخارجية، أن إسرائيل سمحت لمصر بإرسال قوات إلى المناطق المحظور وصول قوات مصرية إليها فى سيناء، وفقا لمعاهدة السلام 1979. وأوضح يارى، فى فيديو يعود إلى 23 فبراير الماضى، خلال كلمة أمام مجلس أستراليا/ إسرائيل للشئون اليهودية، إن إسرائيل تشجع مصر على إستخدام مقاتلات «إف - 16» فى حربها ضد الإرهاب داخل سيناء، وذلك تماشيا مع ما هو متوقع منهم لحماية المصالح المشتركة. وذكرت صحيفة الديلى تليجراف، وفقا لمصادر إسرائيلية فإن «شين بيت»، جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى، وضع وكلاء ضمن شبكة واسعة تتبع أنشطة ما لا يقل عن 15 من الجماعات السلفية المختلفة فى سيناء، بالتعاون الوثيق مع قوات الأمن المصرية.وأشار الجرباوى، فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع، إلى أنه لا يتوقع تراجع السيسى عن معاهدة السلام مع إسرائيل، لأن ذلك أصبح مهما للأمن القومى المصرى.ومع ذلك فإنه يتوقع سلام بارد وأن تأخذ مصر دورا قويا وإستباقيا فى مواجهة التوسع الإستيطانى الإسرائيلى فى القدس والضفة الغربية. سوريا تظل الحرب الأهلية فى سوريا منطقة شائكة فى العلاقات بين مصر ودول الخليج، ولاسيما السعودية التى تدعم قوات التمرد المناهضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد.وتتخذ مصر منذ سقوط الرئيس السابق محمد مرسى، موقف محايد أو ربما تبتعد عن جدل الأزمة.وفى مقابلة مع وكالة رويترز، قبيل الانتخابات الرئاسية، وردا عما إذا كان يرى أن سوريا ستكون أفضل مع بقاء الأسد فى السلطة، قال السيسى إن الحل السلمى هو الأنسب كما أن وحدتها تصب فى مصلحة أمن المنطقة.وأشار إلى أنه لا يجب أن تتحول سوريا إلى بقعة جذب للعناصر الإرهابية المتطرفة، لافتا إلى وجود نحو 2000 مقاتل أجنبى، ربما يذهبون لمهاجمة دول المنطقة بعد انتهاء الأمر فى سوريا. الاتجاه شرقاً رغم توتر العلاقات مع الإدارة الأمريكية منذ قرار الجيش بالتدخل لعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فى أعقاب إحتجاجات شعبية واسعة طالبت برحيله، وجدل استئناف المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، لا يتوقع المحللون الغربيون من السيسى تهميش العلاقات مع الولاياتالمتحدة وإنما يشيرون إلى اتجاهه ناحية الشرق لإحداث توازن فى علاقات مصر الخارجية وهو ما أظهره السيسى خلال لقاءاته الإعلامية، قبيل الانتخابات.وتلفت رويترز إلى أنه خلال لقائه معها، بدا الرئيس الجديد متخذا موقفا أكثر هدوءا فى الرد حيال التوترات مع واشنطن نافيا أن يكون هناك صدام، كما نفى المزاعم الخاصة بمحاولة الإدارة الأمريكية لاستعادة دور الإخوان فى الحكومة. وهو ما أظهرته الإدارة الأمريكية نفسها مؤخرا، مع استئناف جزء من المساعدات العسكرية لمصر وإرسال 10 مقاتلات أباتشى لدعم عمليات الجيش ضد الإرهاب فى سيناء، وأخيرا تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، هذا الأسبوع، فى خطابه ب«ويت بويستن»، قائلاً: «نعترف إن علاقتنا بمصر ترتكز على المصالح الأمنية بدءا من معاهدة السلام مع إسرائيل وصولا إلى الجهود المشتركة ضد التطرف العنيف»، وهو ما وصفه محللون أمريكيون بالسير على خط دبلوماسى رفيع، بحسب إذاعة صوت أمريكا.