رسالة إلى الرئيس السيسى

الملايين هتفت باسمك فى الميادين، وملئت الصناديق، ورأت فيك الأمل، أن تنجو بالسفينة الغارقة، ضحت من أجلك بالكثير.
وتنتظر منك الكثير، لقد رأوا فيك المنقذ للسفينة التى أغرقها من قبلك نظامين، أولهما طغى وتكبر، وأفسد وتجبر، وثانيهما، تمكن وتسيطر، وفتت وقسم الشعب، وخلق العداء بين أبناء الوطن الواحد، فلتعلم سيدى الرئيس، أن من صبر ثلاثين عامًا على نظام مبارك الديكتاتورى، لم يصبر على نظام الإخوان الطائفى، فبالتأكيد أنه ربما يصبر معك إذا لم تكن مثل سابقيك، الأمل فيك أن تجمع الشتات، وترسى المصالحة مع الجميع ممن لم يفسدوا أو تلطخ أيديهم بدماء المصريين الأبرياء، أن تتحلى بالعدل، العدل للجميع.
أن تنظر للفقير قبل الغنى، وللجائع قبل الشبعان، أن ترسى العدالة الاجتماعية لكل أبناء الوطن، أبناء الفلاحين والعمال، والطبقة المتوسطة، التى تتآكل يومًا بعد يوم، سيدى الرئيس، عبد الفتاح السيسى، لقد امتلأت الصناديق بأصوات البسطاء والفقراء من الرجال والنساء، والشباب والشيوخ، من أجل مصر، من أجلك أنت، لقد أحبوك لهذا منحوك أصواتهم، كرهوا خصومك، ونبذوهم.
فكن يا سيدى عند حسن ظنهم، لا تسمعهم كلمة شماتة ممن يهاجموك، أو يكروهك، لقد رأوا فيك ناصرًا جديدًا، سادات متدينًا، بطلاً منقذًا، علقوا صورك فوق بيوتهم ومحلاتهم، فى شوارعهم الضيقة وحاراتهم المغمورة، لم نر لك صورة فوق القصور، أو الشركات، أو الأبراج ولكن صورك كانت، فوق بيوت البسطاء، ودكاكين العمال ومقاهى الحارات والقرى، هم من أعطوك أصواتهم ومنحوك ثقتهم، فها أنت ستجلس على كرسى مصر وما أدراك ما كرسى مصر، فهم ينتظرون منك أن تعمل من أجلهم ومعهم وفى خدمتهم، ولن يجلسوا مكتوفى الأيدى بل سيكونون فى ظهرك يدهم بيدك، يعملون وينتجون، ويلبون ندائك حين تقول، أين رجالى.
فستجدهم فى المصانع والميادين فى الأزقة والشوارع، يريدون منك تعليمًا راقيًا لأبنائهم، وخدمة صحية تليق بهم، ودعمًا يصل إليهم لا يسرقه الكبار وتمتلئ به بطون الفاسدين، يريدون منك أمنًا يحترم كرامتهم ويصون آدميتهم، لا ينتهك حرماتهم ولا يهدر آدميتهم.
نعلم سيدى الرئيس، أن العبء ثقيل وأن التركة متهالكة وأن أعداء الوطن فى الخارج والداخل كثيرون وأن يد الإرهاب الأعمى وجماعاته يتربصون بك وبمصر ولكن بعون الله وثقتنا فى الله وفى شخصكم الكريم وفى بطانتكم التى نعلم أنكم ستختارونها بكل عناية رجالاً أوفياء صادقين سوف تقضى سيدى الرئيس على كل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر وشعبها، وفى النهاية لا أملك لك سوى الدعاء بأن يعينك الله على ما ابتلاك بحكم مصر ويعينك على قضاء حوائج الناس والعمل على تلبية مطالبهم.