ارتبط اسم ملك أسبانيا خوان كارلوس بالعديد من الإصلاحات الديمقراطية فى أسبانيا، حيث أنهى العهد الديكتاتورى لسلفه فرانسيسكو فرانكو وأنشأ مناخاً ديمقراطياً يشيد به الأسبان حتى اليوم، ولكنه أيضاً ارتبط بعدة فضائح سياسية وشخصية فى سنوات حكمه الذى امتد لأربعين عاماً. وكان رئيس الوزراء الأسبانى "ماريانو راخوى" قد أعلن اليوم أن الملك قد أعلن الملك سوف يتخلى عن العرش لابنه الأمير فيليبى ولكن بعد سن بعض القوانين والتشريعات التى تمهد الطريق للإجراء غير المسبوق فى تاريخ العرش الأسبانى، ولكن نظراً لأسباب صحية اضطر الملك للتخلى عن التاج حيث أجرى 5 عمليات جراحية خلال العامين الماضيين فقط، وقد علق "راخوى" على قرار الملك أن هذا أفضل وقت للتغيير. ولكن ما السبب الحقيقى وراء تخلى الملك الأسبانى عن عرشه؟ قالت صحيفة "ديلى ميل" أنه قد بات من الواضح أن شعبية كارلوس بدأت فى التراجع بعد سلسلة من قضايا الفساد التى ارتبط اسمه بها وأسماء أفراد من عائلته، فقد عرف عن الملك أنه زير نساء حيث أشيع عنه أنه ضاجع حوالى 1500 امرأة، ومن ضمنهم الأميرة الراحلة "ديانا". كما أنه تم إقالته من منصب الرئيس الفخرى للصندوق العالمى للطبيعة بعد فضيحة دولية اندلعت عقب انتشار صورة له ممسكاً ببندقية ويقف على رأس فيل ميت أثناء رحلة صيد فى "بوتسوانا"، ولم يكن أحد ليكتشف تلك الفضيحة إلا أنه تمت إصابته فى فخذه أثناء الرحلة مما فجر تفاصيلها للعالم، وتم جمع توقيعات على عريضة تطالب بإقالة كارلوس من المنصب الشرفى، على الرغم من اعتذاره لشعبه. أما الفضيحة الأعنف التى هزت عرش كارلوس، كانت تورط ابنته "كريستينا" وزوجها "إيناكى يوردانجارين"، لاعب كرة اليد الأوليمبى الذى تحول فيما بعد لرجل أعمال، فقد تورط فى قضية اختلاس المال العام لتمويل بعض الأحداث الرياضية، واضطرت الأميرة كريستينا بعدها أن تتقدم للشهادة فى قضية نصب وغسيل أموال فى يناير الماضى، وتعد تلك القضية الأولى فى تاريخ تاج خوان كارلوس، ومن المفترض أن يصدر حكماً ضد "يوردانجارين" قريباً إن كان سيواجه محاكمة بتهمة اختلاس 6 مليون يورو من المال العام أم لا. ويعد الملك خوان كارلوس، 76 سنة، أقرب لشعبه وأكثر جماهيرية من العائلة المالكة فى انجلترا، فقد سافر إلى كثير من دول العالم كسفير لبلاده، كما كان قوة مؤثرة فى استقرار بعض البلاد المضطربة مثل منطقتى الباسك وكتالونيا. كما كان يختلط بشعبه فى كثير من اللحظات الحاسمة مثل تفجيرات مدريد الإرهابية من 11 مارس 2004، فقد ظهر الملك فى تلك اللحظة كشخص يحزن ويبكى مثل أى شخص آخر، وأصر على أن يحضر جنازة 191 شخصاً رحلوا فى ذلك الحادث المأساوى مع زوجته، يشاركون أهالى الضحايا أحزانهم، يربتون على أيديهم ويقبلونهم لتخفيف خسارتهم. ونجح الملك فى القضاء على انقلاب عسكرى كاد أن يطيح بحكمه عام 1981، كما أنه تغلب على الأزمة الاقتصادية التى واجهتها أسبانيا عام 2012، وعلى الرغم من ذلك إلا أن 62% من الأسبان قالوا أنهم يفضلون أن يتخلى عن العرش فى استطلاع رأى فى يناير الماضى. ويعد الملك المرتقب، فيليب السادس 46 سنة، هو ثانى ملك يرث والده حياً فى تاريخ أوروبا عقب تنازل ملكة هولندا "بياتريكس" عن العرش لابنها الأمير "ويليم ألكساندر" فى أبريل 2013، ويعد فيليب وجهاً مقبولاً للشعب الأسبانى حيث اعتاد أن يظهر فى المناسبات العامة والأحداث الرياضية، كما أن 66% من الأسبان يعتقدون أنه سوف يحسن من صورة العرش قليلاً إذا ما تولاه. تزوج من صحفية تدعى "ليتيسيا أورتيز" فى 2004 وأنجبا ابنتان.