جلست والدموع بعينيها تتأمل بقايا صورته فى مخيلتها وكيف لها أن تنسى فهل تنسى الضحية جلادها؟ أم تنسى تلك العميقة التى تنظر إليها كلما ذهبت إلى النوم فهل أيضا ستمنعها من النوم مثلما حجبت عنها الرؤية وجعلتها أسيرة لها، فكيف لإنسان قوى أن تتمثل نقطة ضعفه فى محاولة تكسير جبال أو نيل نجمة من السماء أو البحث عن العدم وعن الموضع الذى يأتى منه الألم. ثم أفاقت من أفكارها المسترسلة على هيئة شريط من الذكريات بها نظرات كلمات ضحكات همسات وأيضًا ألم، فهل الآن يفيد الندم؟ و كيف يفيد فهى لا تحبه الآن هى تكرهه؟ هل تفعل !! شىء بداخلها قال نعم، فهل بعد هذا النكران وعدم تذكره لما قمتى به من أجله بل واستبداله بالقسوة الشديدة، فقد بات له عدوًا وكأنه لا يحتمل وجودك بالحياة، فماذا فعلتى له شيئًا كى يكرهك ويفعل بك، هكذا هل قمتى بتعذيبه أم جرحه أم طعنه؟ لا قالت لنفسها بل الذنب كل الذنب أننى أحببته وأسرفت فى حبى له حتى أصبحت الحياة بدونه حطام فقالت نفسها : هل هذا كلام أتمازحينى فهل تحبين أحدًا ويعاقبك بسبب وفائك له؟ فقالت لها: وماذا إن كان جبلا من الجليد أرق من إنسان لا يشعر بالدفء فقد كانت معرفته بى فى الماضى من أجل نفسه فقط، والآن قد اكتفى من العبث بدمى قديمة، فالحياة تحتاج المزيد فإنه عصر التجديد كى يصير سعيدًا. فمن أين يأتى النوم الآن بعد كل هذه الأفكار نهضت وأخذت تردد أنا أكرهه أنا أكرهه أنا أكرهه، اللعنة أنا أعشقه فهل علمتنى قسوته يومًا كرهه؟ إن قلبى دائمًا يبحث عنه فلا حياة بدونه، فاستنكر قلبها وطالبها بسؤال هل من المحتمل أن تموتين من أجله؟ فأجابت من دون تردد ولم لا فأنت لا تستطيع الدق ثانية إذا ما تعرض يومًا لخطر فقال لها أهكذا بعد كل ما فعله بكى فصمتت صمتًا طويلا ثم اتجهت وفتحت صورته كالمعتاد وبهتت أمامها ثم تذكرت كلام الناس لها، فكلما تحدثوا إليها عنه تقل لهم لا تتحدثوا عنه فإنى لا أريد سماع عنه أى خبر ولم الحديث عن شخص استبدل قلبه بكتلة من الحجر! ولا يدرون بلوعة قلبها وألمها حينما أقر بالسفر، وكيف يدرون أنه إذا مر فقط اسمه أمامها تكن على أهبة الخطر فيشرع قلبها بقرع الطبول، وتنصر عيناها فى دموع أشبه بهطول المطر فقط إذا مر اسمه فكيف تكون إذا مر هو؟