سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رويترز: رجال الأعمال يؤيدون خفض الدعم.. أبو هشيمة: أنا رجل أعمال فلماذا تدعمنى الدولة؟.. حسين صبور: لا نستطيع العيش بينما تدعم الحكومة كل شىء.. شريف الجبلى: نحن بحاجة لاستقرار المواطنين جميعا
قالت وكالة رويترز الإخبارية المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى استخدم لغة حذرة فيما يتعلق بالتعامل مع دعم الطاقة، وهى واحدة من أكثر القضايا المتفجرة التى تقف أمامه فى حال انتخابه رئيسا. وأشارت الوكالة إلى أن هذا الحذر يدل على أنه يدرك جيدا أن قطع الدعم الذى قد يساعد فى إصلاح السياسة المالية للحكومة المدمرة، قد يثير أيضا اضطرابات كتلك التى أطاحت برئيسين فى غضون 3 سنوات. إلا أنه قد يجد دعما له فى وقف الإنفاق على الطاقة من جانب قطاع غير مرجح، وهم بعض من أغنى أثرياء مصر الذين استفادت أعمالهم كثيرا من سخاء الدولة. وقالت رويترز "إن عددا من الشخصيات الرائدة فى مجال الأعمال ومنهم فى قطاع الطاقة والصناعات التحويلية كثيرة الاستهلاك للطاقة، قد صرحوا لها أنهم يأملون أن يتحرك السيسى فورا ليتعامل مع مسألة دعم الوقود والطاقة، حتى فى ظل مخاطر بإثارة غضب الشارع، وذلك من أجل تجنب تفادى انهيار النظام المالى العام. وأوضحت الوكالة أن الشركات التجارية الكبرى التى ظلت حصنا لحكم حسنى مبارك، الذى استمر 30 عاما، وتم خلالها تعزيز نظام الدعم، فإن قد تعول على السيسى. ويقول رجال الأعمال الذين التقتهم رويترز "إن النظام الاقتصادى الذى يعانى من عملة ضعيفة وارتفاع كبير فى معدل البطالة وعجز متزايد فى الميزانية، لم يعد قادرا على الاستدامة، ويمثل تهديدا أكبر للاستقرار، ولمصالحهم أكثر من تأثير اضطرابات قطع الدعم". ونقلت رويترز عن شريف الجبلى، رجل الأعمال الملقب بملك الأسمدة، قوله "إننا بحاجة إلى استقرار المواطنين جميعا، لا نستطيع أن نعمل فى وضع نعيش فيه وحدنا، فقط، وننمو ونجنى أموالا ونعيش حياتنا فى مجمعات مغلقة فى حين أن باقى البلاد فى حالة من الفوضى، لأنه فى اليوم التالى، ستخرج الجماهير إلى الشوارع وسيصبح إنتاجك وكل شىء فى حالة فوضى". ويجادل عدد من رجال الأعمال بأن الفقراء سيستفيدون فى نهاية الأمر من إلغاء نظام الدعم، الذى طالما فشل فى أن يخدمهم، بينما يزيد من أرباح رجال الأعمال الذين تدار مصانعهم بالوقود الرخيص. وقال حسين صبور، صاحب شركات التنمية العقارية "لا ينبغى أن نظل كسالى، لا نستطيع أن نعيش بينما تدعم الحكومة كل شىء"، ويضيف صبور الذى يذهب إلى مكتبه على ضفاف النيل بالقاهرة، وهو يقود سيارته التى تعمل بوقود مدعم لا يكلفه أكثر من ثمن المياه المعبأة، "إن الجمود فى مجال الطاقة كان يقوض مصالح العمل، وعلى المدى الطويل سيكون من السيئ لنا جميعا الاستمرار على هذا الحال". فى حين قال أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة حديد المصريين، "إن نظام الدعم تجاوز فائدته، أنا أركب فى سيارتى، ولدى مصنع، أنا رجل أعمال، فلماذا تدعمنى الدولة؟، لا تقدموا لى الدعم". وتقول رويترز "إن حجم مشكلة قطع الدعم نتذكرها فى عام 1977 عندما خفض الرئيس السادات الدعم عن الخبز وسلع أخرى، حيث اندلعت أعمال شغب لم تهدأ إلا مع انتشار القوات فى الشارع وعدول السادات عن قراره. وقد ظلت صناعات مثل الأسمنت والحديد والأسمدة تعتمد على الغاز الطبيعى المدعم لعقود، لكن رجال الأعمال الآن يعتقدون أن الضرر الذى لحق بالاقتصاد من جراء الدعم يفوق مكاسب الطاقة الرخيصة، فى ظل غياب الاستثمار. والوضوح بشأن خفض الدعم يمكن أن يعيد الثقة بين المستثمرين الذين رأوا أن الحكومات المتعاقبة لم تكن حاسمة. من جانبه، قال طارق زكريا توفيق، نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية "إنه على الرئيس الجديد أن يتصرف، فظهرك خلف الجدار، وإما أن تقوم بإصلاح أو تفشل وتكون هناك ثورة ثالثة".