كل علاقة لابد أن يكون لها هدف، كل شاب وفتاة يحلمان بالنهاية السعيدة التى تجمعهما للأبد، هناك قصص حب تبدأ بداية سعيدة لكنها تنتهى بالفراق لأسباب كثيرة، أهمها قناعة أحد الطرفين بأن الطرف الآخر لا يصلح لأن يكون هو رفيق العمر، اختلاف وجهات النظر، القيم، العادات، الأفكار وغيرها، فمن خلال المواقف التى تحدث بينهما يقرر أحد الطرفين إنهاء العلاقة. من المهم أن نضع فى اعتبارنا عدم رغبة الطرف الآخر فى الانفصال، رفضه للفكرة، إصراره على الاستمرار، بذل مزيد من المحاولات، إلى جانب أنه قد يستخدم وسائل للضغط، كالإلحاح والملاحقة، أياً كان قرارك لابد ألا تتأثر أو تتراجع عنه لمجرد خوفك من تهديد معين أو أذى قد ينتج من الطرف الآخر، مع محاولة إنهاء العلاقة بدون نتائج سلبية أو عداوة، وتجاوزها وبدء حياة جديدة. اتخاذ قرار بإنهاء علاقة لابد أن يكون عن اقتناع، وليس نتيجة موقف انفعالى مؤقت، الصدق مع النفس، مناقشة الأسباب والدوافع التى أدت إلى اتخاذ هذا القرار يتطلب قدراً مناسباً من التفكير المنطقى بعيداً عن أى مؤثرات خارجية، مع تقييم المواقف التى أدت لذلك لنتداركها فى المستقبل. من الخطأ أن نأخذ هذا القرار فى حالة الغضب، حتى لا نتفوه بكلام جارح، مما يجعل الطرف الآخر كرد فعل طبيعى يقول كلاماً جارحاً أيضاً، كما أن اختيار المكان والوقت المناسبين له أهميته، فيجب أن يتم فى مكان له خصوصية منعاً للإحراج ورد الفعل غير المتوقع، كما أنه لا يصح أن أبلغ شخصاً بإنهاء علاقة وهو مقبل على امتحانات أو يستعد للسفر، أو يمر بظروف صحية أو نفسية سيئة مما قد يؤدى لتدمير نفسيته. طالما انتهت العلاقة، فلا داعى لأن نعيد التفكير فى الطرف الآخر، لأن التفكير فى اللحظات الإيجابية من شأنه أن ينسينا الأحداث التى دفعتنا لقطع العلاقة، بل الأفضل أن نفكر فى الأسباب بدقة متناهية للتأكد من أننا كنا على حق فى قرارنا. إذا قررنا أن نستمر كأصدقاء، علينا أن نكون واضحين ونترك مسافة محددة، بمعنى ألا نرى بعضاً كثيراً، لا نتحدث بصفة دائمة، ولا نكون من الأصدقاء المقربين. من الضرورى أن نبعد عن ذهننا أننا لا نستحق الحب، أو غير محبوبين من الآخرين، ومن المفيد أن نكتب مشاعرنا على الورق لكى نتخلص من أى مشاعر سلبية، وعلينا أن نوجد لأنفسنا مساحة من السعادة فى حياتنا، من خلال ممارسة هوايتنا أو الرياضة المفضلة لدينا، التواصل مع الأهل والأصدقاء المقربين سيكون له دور فعال فى مساعدتنا على تجاوز هذه المرحلة والنسيان. وأخيراً علينا أن نمنح أنفسنا فترة من الوقت قبل أن نبدأ فى أى ارتباط جديد، حتى نستعيد توازن المشاعر والتوازن النفسى مرة أخرى.