أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف عدم السماح إطلاقا بالإساءة إلى الأقباط من منابر المساجد التى يبلغ عددها 105 ألاف مسجد وزاوية. وشدد وزير الأوقاف خلال لقائه اليوم الأحد، بعدد من طلاب الدراسات العليا بكلية اللاهوت الإنجيلية، على أن الإسلام لم يعرف الحكومة الدينية عبر تاريخه ولا يعترف بما يسمى رجل الدين أو السلطة الدينية، ودلل على ذلك بأن اختيار الخلفاء الراشدين جميعهم لم يكن لأنهم أعلم المسلمين بأمور الدين وأكثرهم تفقها، بل لقدراتهم على تصريف أمور الدولة وإدارة شئون المسلمين بما يحقق مصلحتهم وقوتهم. وأشار الوزير إلى أن أقباط مصر ليسوا أقلية بل هم جزء من النسيج الوطنى، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وأحداث التاريخ كتبت انتماء المسلمين والأقباط معا وولاءهم الكامل لأرض مصر، وأنهم شركاء فى مسئولية مواجهة كافة التحديات والسعى بجدية نحو نهضة الوطن وتقدمه. وتناول الوزير علاقة الإسلام بالآخر داخل وخارج مصر، فأكد أن الحوار القائم بين الإسلام والغرب لن ينجح فى تحقيق السلام المنشود إلا إذا تجاوز دائرة النخبة والغرف المغلقة فى المؤتمرات والندوات، ونزل إلى القاعدة العريضة داخل الشعوب نفسها لينعكس بالإيجاب على سلوكيات الناس ومعتقداتهم ويصبح ثقافة سائدة بين الجميع. وطالب الوزير الحكماء المعنيين بسلام العالم بالبحث عن آليات جديدة لزيادة التقارب والتعارف بين الشعوب، ليتعرف كل طرف على حضارة الآخر وثقافته وتراثه الإنسانى، وحقيقة معتقداته الدينية بما يهيىء الأجواء ويمهد الطريق أمام تعايش حقيقى.