المنظومة داخل المجتمع المصرى تفتقر إلى ثبات مبدأ مهم وهو "إتقان العمل" وأصبح الحرفى الماهر الذى يتقن عمله عملة نادرة، وقد لجأ صاحب أحد المصانع إلى أحد الحرفيين المهرة بعد أن فشل خمسة قبله فى إصلاح إحدى الماكينات المهمة داخل مصنعه والتى يتوقف معها عمل المصنع بالكامل وهو ما يكبده خسارة ألف جنيه كل ساعة! وبنظره فاحصة من هذا الحرفى للماكينة مد يده بمفك صغير وربط أحد المسامير ودق بشاكوش خفيف على منطقة معينة فى الماكينة فعادت تعمل بقوة وعندما سأله صاحب المصنع عن أجره طلب 10000 جنيه ولما سُئل عن تقديره لأجره قال "الخبرة لها ثمنها" وقد يدوخ المريض عند الأطباء بحثا عن العلاج الشافى ثم يجده فى حبة دواء صغيرة بقروش قليلة، وهكذا فإن الخبرة وإتقان العمل هى أساس نجاح المجتمع. ويبقى الضمير اليقظ عنصرا مهما فى تحقيق المعادلة، ويحكى فى هذا الشأن أن أحد عمال البناء أراد أن يترك عمله فى الشركة التى يعمل بها، فطلب منه صاحب الشركة قبل أن ينهى علاقته بشركته أن يبنى له بيتا يختم به عمله فضاق العامل من طلب صاحب الشركة وقام ببناء البيت دون أن يحسن الصنعة وبمواد رديئة ولما انتهى وذهب لتسليم المنزل لصاحب الشركة فوجئ به يخطره أن هذا البيت هو هدية الشركه له لقاء انتهاء مدة خدمته! إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدنا عملا أن يتقنه. إننا بحاجة إلى التحول لثقافة الإتقان فى كل أمور حياتنا، بدءا من أسلوب أداء أطفالنا للواجب المدرسى بكل ضيق وتضجر، ومرورا بأسلوب التعليم الجامعى الذى يقوم على الص، وانتهاء بمنظومة العمل داخل المجتمع.