عندنا مشكلات كثيرة جدا فى القرى والنجوع.. مشاكل فى حياة الناس البسيطة، مشاكل جوع وفقر، وأمراض متوطنة، ونقص خدمات علاجية. عندنا مشكلات فى طريقة تعليم وتنوير عقول الطلاب وكمان مشاكل فى نقص المدرسين والفصول والإمكانيات مع زيادة عدد الطلاب. عندنا مشكلات فى تفشى الأمية ليس فقط بين المتسربين من التعليم، ولكن كذلك من لم يتلقوا تعليما يؤهلهم لسوق العمل ولم يتلقوا ثقافة اجتماعية تخلصهم من العادات والتقاليد السلبية التى تكبل تلك المجتمعات. عندنا مشكلات بطالة وعدم استفادة ممن تلقوا تعليما عاليا فى تلك القرى والنجوع المحرومة من الخدمات، بينما قراهم تعانى وتحتاج لمن يطورونها. عندنا مشكلات فى خدمات الصرف صحى ومياه الشرب تسبب مشكلات صحية خطيرة على حياة الناس. عندنا مشكلات فى الرى والزراعة التى لا تدر دخلا على الفلاحين بينما التجار يرفعون الأسعار كل يوم، وقد يستدينون للإنفاق على بيوتهم وزراعاتهم. عندنا مشكلات فى توصيل الكهرباء للقرى والمراكز وانقطاع الكهرباء لساعات أطول بكثير من المدن. عندنا مشكلات فى الوحدات الصحية ونقص المراكز العلاجية والأسوأ عدم وجود نظافة وتعقيم فى المستشفيات التى تقدم خدمات. عندنا مشكلات فى الطرق والكبارى والسكك الحديدية والمزلقانات. عندنا موظفين صغار وكبار ضعاف النفوس يرتشون ويفسدون على البسطاء حياتهم، وآخرون يتاجرون بأحلام البسطاء وينصبون عليهم ويأخذون ما تبقى لهم من أرزاقهم. مشاكل البسطاء فى القرى والنجوع من بنية تحتية شاملة وحلول واقعية لأزمات حياتهم لم تعد تحتمل التأجيل، ولا التسويف، فلطالما أجلت أحلامهم وسوفت حلول مشكلاتهم لصالح المدن الكبرى التى تأخذ الاهتمام الحكومى. صحيح كله يحتاج رؤية شاملة لكن الأولويات لابد أن تتحول لتلك القرى والنجوع التى يستغلها المتآمرون والطامعون لنشر الفكر المتطرف، واستغلال معاناتهم لتدعيم أفكار القهر وتطويعها لمآرب أخرى. تلك القرى والنجوع مليئة بطاقات إبداعية وقدرات وعقول وسواعد مخلصة قادرة على البناء والإنتاج والعمل والكفاح ولديهم شباب منتج لديه رغبة فى إثبات وجوده. الريف المصرى يحتاج نظرة شاملة لتطوير خدماته وبنيته الأساسية، وتحسين مرافق وخدمات الريف يظهر مردوده ويظهر أثره فى فترات وجيزة، إن أحسنت إدارة أزمات ومشكلات الريف.
