سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصوت.. "بدلتى الزرقا" أغنية عمرها 58 عاما وضعت العندليب الأسمر على مشارف سجون عبد الناصر.. عبد الحليم غناها فى عيد العمال.. والوشايات لاحقته بتهم "الشيوعية"
فى تاريخنا الفنى أعمال لا تُنسى سجل أصحابها أسماءهم كما لم تسجل أسماء البشر وصفاتهم من قبل، وفى كل المناسبات الوطنية لا ينصرف الفن عن الحياة، فقد قدم فنانو الزمن الجميل باقة بديعة فى مجال الطرب، وبمناسبة احتفالات مصر بعيد العمال الذى يوافق اليوم الأول من مايو فى كل عام، شدا عندليب مصر الأسمر بأغنية ممتعة كادت تسجنه، بحسب ما نشره موقع "كايرو دار". ربما لا يعرف جيل هذه الأيام أن عبد الحليم حافظ كان على شفا حفرة من السجن حين قدم أغنيته الجميلة "بدلتى الزرقا لايقة فوق جسمى" التى كتبها الشاعر عبد الفتاح مصطفى ولحنها عبد الحميد توفيق زكى، وشدا بها العندليب فى عام 1956. فى ذلك الوقت كان نظام يوليو قد حدد أنصاره واختار أعداءه، بناء على توجهاته الاجتماعية وانحيازاته الطبقية، فتعامل مع جماعة الإخوان بحدة حين كشرت عن أنيابها وسال لعابها على السلطة، ولعلك تذكر محاولتها الفاشلة فى اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954، أما التنظيمات الشيوعية فقد ناصبت عبد الناصر العداء منذ البداية، فاعتقل النظام بعض المنتمين إلى هذه الأفكار عام 1955 "يوسف إدريس" -على سبيل المثال- فلما قدم عبد الحليم أغنية "بدلتى الزرقا" عام 1956 التى يحتفى فيها بملابس العمال ويتغزل فى "البدلة الزرقا" التى يرتديها كل عامل، حينئذ استثمر الجهلة والحاقدون الأغنية ضد العندليب، وقالوا إنه يمجد الطبقة العاملة التى تعد الظهير القوى للشيوعيين. ووفقا لما قاله ملحن الأغنية عبد الحميد توفيق زكى فى برنامج إذاعى قبل سنوات، فإن تهور أجهزة الأمن دفعها لأن تطالب باعتقال الثلاثى حليم والمؤلف والملحن بوصفهم شيوعيين، ولولا تدخل عبد الناصر لارتدى عبد الحليم زى المساجين! ◄يقول مطلع الأغنية: بدلتى الزرقا لايقة فوق جسمى فى جمال لونها مركزى واسمى بدلتى الزرقا من نسيج إيدى لبسها يزيّنى حتى يوم عيدى مش مفارقانى برضه ساترانى حافظة مقدارى ليلى ونهارى بيها ترسمنى يعجبك رسمى