فى تطور غير متوقع لطرق تدريس المناهج العلمية، اختار "عمر حامد" مدرس الفلسفة وعلم النفس الشهير بإدارة حلوان التعليمية، الرقص على أنغام الموسيقى الشعبية أسلوبًا لتدريسه، بعدما قدم المحتوى العلمى لمواد علم النفس والاجتماع والفلسفة أنغام بالموسيقى و"الدى جى"، لتتحول الدروس إلى أغنيات على طريقة الأغنية ذات الإيقاع الشعبى، وسط تصفيق وتطبيل الطالبات، وتقديم عدة عروض من التنورة، بدعوى تحفيزهن على فهم المقرر الدراسى وإدخال البهجة. أثار ذلك المشهد حفيظة وغضب المعلمين لما وجدوه تقليلا من قيمة المعلمين ومكانته، من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحاب الرسالات، إلى عارض مسرحى شعبى، مشهد الطالبات فى القاعة ووقوف المدرس أمامهن بجواره راقص التنورة يخطف نظر المشاهدين لمحتوى المقطع المسجل، ليشعر فى البداية أنها فقرة فنية من الفلكلور الشعبى يجسد خلالها المعلم دور المغنى الذى يردد كلماته ومن خلفه الجمهور. الواضح من الفيديو، أنها محاضرة يلقيها المعلم على طالبات بإحدى القاعات الخاصة المستأجرة، وهو إجراء متبع داخل القاهرة الكبرى يقوم خلاله المدرسون باستئجار القاعات بالمراكز التعليمية لجمع الطلاب، أثناء مرحلة المراجعات النهائية للمواد الدراسية، وبالأخص طلبة الثانوية العامة. الطريقة التى اتبعها المعلم، اعتمدت على ترديد المعلومات مع وجود موسيقى شعبية ولاعب التنورة، ومن ثم رددت الطالبات خلفه بطريقة فكاهية ممتلئين بالبهجة، هى طريقة اشتهر بها بين طلاب الثانوية العامة، الذين يتلقون دروس مواد علم النفس بالمركز الذى يعمل به. وبين مؤيد ومعارض، تباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن تلك الطريقة، فى الوقت الذى قال فيه أحد المدونين يدعى محمد نور "ده أستاذ عمر حامد مدرس الفلسفة والمنطق بمنطقة حلوان التعليمية.. بجد أستاذ جامد جدا كنت من تلاميذه وجبت الدرجة النهائية على إيده".. واتهمه آخرون بأن هذه الطريقة تشتت الطلبة، وتمنعهم من التركيز خلال شرح المنهج، نظراً لبث أغانٍ شعبية أثناء المحاضر. واتفق المؤيدون أن هذا الأسلوب فى الشرح مشوّق ومحفز، بغض النظر عن الأغانى الشعبية التى تم بثها فى القاعة، مدللين على ذلك بحالة الطالبات أثناء المحاضرة وتفاعلهن مع المعلم. وقال أحمد الأشقر، رئيس اللجنة النقابية للمعلمين بمدينة أكتوبر والشيخ زايد، ومنسق الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، إن ما يقوم به المدرس أحد مظاهر العشوائية التى تعيشها وزارة التربية والتعليم والمنظومة التعليمية كاملة التى تدع لكل شخص حرية فى اتخاذ الطرق الأمثل بالنسبة إليه فى التدريس، والتعامل مع الطلاب، واصفًا العام الدراسى الحالى بأسوأ الأعوام الدراسية التى شهدتها مصر منذ فترات طويلة، وأسوء وزير للتعليم تولى مهام المنظومة كان الدكتور محمود أبو النصر. وأضاف الأشقر ل"اليوم السابع"، على وزارة التربية والتعليم، أن تدريس الأسلوب الذى انتهجه معلم الفلسفة فى تدريس مادته لبيان إذا كانت مفيدة ودراسة إمكانية تعميمها بالمدارس، وفى حال إثبات وجود بعض المخالفات الأخلاقية لما يقوم به، فعلى الوزير أن يتخذ حياله الإجراءات القانونية اللازمة لإيقافه عن العمل، مستنكرًا تصريحات وزير التعليم الخاصة بعدم مسئوليته عن العديد من القرارات الخاصة بالعملية الدراسية، وتأكيده أنها تقع على عاتق المحافظين ووزارة المالية دونه، واصفًا أبو النصر بوزير الامتحانات فقط. وأضاف حسين إبراهيم، وكيل أول نقابة المعلمين المستقلة بمحافظة القاهرة، أن تلك الواقعة لم تكن الأولى من نوعها التى يخرج فيها المعلم عن المألوف لطرق التدريس، واصفًا ذلك بالدعوة للانحلال، والكلام "الفارغ"، مؤكدًا أن كافة الأجيال التى تخرجت وحصلت على شهادات عليا بما فيهم المعلمين أنفسهم من مماثليه بالأعمار، لم تدرس لهم المناهج بتلك الطرق الخارجة. وطالب الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، بالتدخل لاتخاذ الإجراءات الإجراءات القانونية اللازمة ضد هذا المعلم، مستنكرًا رقص المعلم وتأديته للمنهج بالطرق الشعبية، معتبرًا ذلك تقليلا من كرامتهم كمعلمين، وأضاف: "ناقص أنه يمسك فلوس فى إيده وينقط الطلاب، هذا المعلم لا يصلح أبدًا لوجوده ضمن منظومة التعليم". أكد مدحت مصطفى، وكيل مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، أن المديرية لا تملك توقيع عقوبة أو تحويل المدرس صاحب فيديو، الرقص، فى سنتر الدروس الخصوصية، بمنطقة حلوان بمحافظة القاهرة، إلا بعد تقديم شكوى رسمية ضده من قبل أولياء الأمور أو الطلاب. وأضاف مدحت ل" اليوم السابع" بعد التحقيق معه وثبوت صحة الفيديو الذى تداوله نشطاء "الفيس بوك"، سيتم أخذ تعهد عليه إذا كان الخطأ جسيما، أو تحويل توقيع العقوبة التى تقررها وحدة الشئون القانونية بالمديرية. أكد أحمد حسن، مدير إدارة المستقبل التعليمية، أن عمر حامد، المعروف على اليوتيوب ب"مدرس وصلة الرقص"، فى إجازة بدون مرتب منذ 4 سنوات ويجددها كل عام، وأكد أنه قرأ مثل الجميع انتماء هذا المدرس لإدارة حلوان التعليمية، وتابع قائلاً: "من غير المعقول أن أحفظ كل مدرسى الإدارة"، ووعد أنه سيشاهد اليوتيوب ويفحص ملفاته. يذكر أن ميرفت مصطفى، مدير بإدارة حلوان التعليمة، أكدت فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن المدرس المذكور لا يتبع إدارتها، وإنما يتبع إدارة المستقبل التعليمية "15 مايو"، وأنه خلال الفترة الزمنية التى كانت فيها منطقة حلوان محافظة كانت الإدارة التعليمية بحلوان تضم كلا من إدارة حلوان التبين و15 مايو والصف أطفيح، ولكن بعد إلغاء المحافظة، وتحويلها لجنوب القاهرة تم فصل الإدارات عن بعضها، وأصبح كل من إدارة حلوان و15 مايو إدارة مستقلة.
