فى ظروف غير مواتية ووسط أحداث جسام (!!!) مر عام على الكتابة لليوم السابع، لم يكن هذا العام عاما سهلا أو بسيطا بل كان شديد التعقيد والعمق معا. فالكتابة وسط وحوش يعرفون عالم الصحافة ويحفظونه عن ظهر قلب هى مسألة شائكة ومخيفة، والكتابة لصحيفة جديدة لم أكن أعرف توجهها ولا خلفيتها التى تنطلق منها سوى من إعلاناتها المنتشرة عبر شاشات التلفزة (كلام يزق البلد قدام) هو أمر مثير ومتعب ومغر ولكنه أيضا يجعل الكاتب يتحدى ذاته ويسأل نفسه مع كل مرة يكتب فيها ويتحسس كلماته قبل إرسالها للنشر. الكتابة وبشكل عام وإن كانت مغامرة إلا أنها مغامرة محسوبة لأن القلم كان وسيظل مسئولية من يحمله أولا ومن ينشر له فى المقام الثانى. والكتابة للمثقفين أمر ممتع لأنهم (ذواقة) بالفعل، وإن اختلفت معهم فى ذوقهم... لكنهم يجبرونك على أن تبدع وتحلق بعيدا فى أفكارك وأرائك.. وهم وعلى عكس ما هو شائع قادرون على التحليق معك، لا بل وتزويدك بالوقود فى أعالى سماء الإبداع. فى اليوم السابع وجدت قراء مختلفين لأنهم ينتمون إلى طبقات متعددة من طبقات مجتمعنا المتنوع ثقافة وفكرا ووضعية اجتماعية وحتى من حيث محل الإقامة والعيش.. وفى اليوم السابع وجدت إدارة معنية بجذب الناس إلى ساحة الحوار والجدال والنقاش وإن كانت بعض القضايا ليست بالأهمية التى قد يراها البعض، ولكن الموقع أصبح منتدى فكريا كقطعة موزاييك تثير نظر القارى والكاتب معا. فى اليوم السابع وعلى مدار عام شهدت ارتقاء مستوى ردود القراء وتعليقاتهم والبعض من تلك التعليقات كان مصدر وحى وإلهام لموضوعات كتبتها أنا وزملائى من المشاركين. وفى اليوم السابع واجهت اختلافا فى وجهة النظر مرات قليلة ودخلت فى حوار مع إدارة الموقع للوقوف على حقيقة الأمر واحتفظ كل منا برأيه.. ولكن يبقى الود والاحترام من أجل القارئ ومن أجل أهداف نبيلة نسعى معا لتحقيقها. فالخلاف لا يعنى القطيعة أو إعلان الحرب على الطرف الآخر بل هو زاوية مختلفة للرؤية كل من زاويته.. وكما قال سعيد شعيب وأتفق معه (أنه لا أحد متهم أو فى موضع الاتهام).. عام مضى على الكتابة لليوم السابع وكنت أتمنى أن أكتب فى نفس اليوم الذى كتبت فيه لأول مرة لكن معركة آم درمان طغت على الأحداث ونالنى بعض دخانها.... لكن لا يهم فالمهم هو أن تبقى الكلمة الحرة منارة.. لا نسمح لأحد بالمساس بها.. فى العيد الأول للكتابة لليوم السابع أشكر القراء على تفاعلهم وأشكرهم على التواصل وأشكرهم على النقد وأشكرهم على الدعم وأشكرهم على تكبد مشقة القراءة فى ظروف صعبة وخانقة أحيانا. آخر السطر صعب فى زماننا هذا أن نكسب صديقا جديدا فكيف نتصور أن نفقد صديقا قديما فكر فى الأمر يا عزيزى!