حماس: لا نرغب بالمشاركة فى أى ترتيبات تتعلق بحكم أو إدارة قطاع غزة    الزمالك يدك ديكيداها الصومالي.. أمطروهم بسداسية في ليلة الكونفدرالية    «الغرف التجارية»: الحكومة تتدخل لتخفيف أثر ارتفاع السولار على إنتاج الخبز المدعم    سعر الريال العماني أمام الجنيه في البنوك اليوم (آخر تحديث)    سيدات يد الأهلي يهزمن فاب الكاميروني ويتأهلن لنهائي بطولة إفريقيا أبطال الدوري    استئناف الرحلات الجوية في مطار بنجلاديش الرئيسي بعد حريق ضخم    قرارات عاجلة للنيابة بشأن المتهم بقتل والده بالجيزة    ياسر عزت يكشف كواليس شخصية الإرهابي في مسلسل "الاختيار"    الليلة.. منة شلبي ضيفة لميس الحديدي في برنامج "الصورة"    منها الحمل والحوت.. 5 أبراج تحب المفاجآت (هل أنت منهم؟)    4 أعراض رئيسية لمرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال    وزارة المالية: بدء صرف مرتبات أكتوبر 2025 في هذا الموعد    من رؤيا إلى واقع.. حكاية بناء كنيسة العذراء بالزيتون    هل نستقبل شتاءً باردًا لم نشهده منذ 20 عامًا؟ الأرصاد تُجيب وتكشف حالة الطقس    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب مقاطعة سوريجاو دل سور الفلبينية    إى تاكس تشارك في مؤتمر جامعة القاهرة الأول للذكاء الاصطناعي    «الوطنية للانتخابات»: إطلاق تطبيق إلكتروني يُتيح للناخب معرفة كثافة التواجد قبل الذهاب للتصويت    3 وزراء ومحافظ القاهرة يشاركون في حفل الاتحاد المصري للغرف السياحية لتكريم الدكتور خالد العناني    "الإفتاء" توضح حكم الاحتفال بآل البيت    نادية فكرى بعد الفوز بذهبيتى الرواد فى بطولة العالم للأثقال الباراليمبى: وجعوا قلبى وكسروا فرحتى وأفكر فى الاعتزال    هل تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟.. 7 نصائح فعالة لعلاج «القاتل الصامت»    مي الصايغ: اعتراض أول شاحنة مساعدات كبّد الهلال الأحمر المصري خسائر كبيرة    عمر محمد رياض يفجر مفاجأة بشأن مسلسل لن أعيش في جلباب أبي    الرماية المصرية تتألق فى أثينا.. أحمد توحيد وماجي عشماوي رابع العالم    الضفة.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتدي على طفلين في الخليل    قصور الثقافة تفتتح أول متجر دائم لمنتجات الحرف التراثية في أسوان    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة آرسنال × فولهام Twitter بث مباشر دون "تشفير أو فلوس" | الدوري الإنجليزي الممتاز 2025-26    الصحة تختتم البرنامج التدريبي لإدارة المستشفيات والتميز التشغيلي بالتعاون مع هيئة فولبرايت    يلا شووت بث مباشر.. الهلال VS الاتفاق – مواجهة قوية في دوري روشن السعودي اليوم السبت    الدفاع الروسية: السيطرة على بلدة بليشييفكا بدونيتسك والقضاء على 1565 جنديًا أوكرانيًا    محافظ الشرقية يثمن جهود الفرق الطبية المشاركة بمبادرة "رعاية بلا حدود"    قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 6630 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    اليوم الرسمي ل بدء التوقيت الشتوي 2025 في مصر بعد تصريحات مجلس الوزراء.. (تفاصيل)    رامي ربيعة يقود العين ضد بني ياس في الدوري الإماراتي    موعد مباراة الأخدود ضد الحزم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    غادة عادل عن ماجد الكدواني: فنان حقيقي وعميق وحساس وبيحب شغله جدًا    طريقة عمل الفطير الشامي في البيت بخطوات بسيطة.. دلّعي أولادك بطعم حكاية    ضبط لحوم غير صالحة وتحرير 300 محضر تمويني خلال حملات مكثفة بأسيوط    تشييع جثمان الطفل ضحية صديقه بالإسماعيلية (صور)    مرشح وحيد للمنصب.. «الشيوخ» يبدأ انتخاب رئيسه الجديد    ما هو حكم دفع الزكاة لدار الأيتام من أجل كفالة طفل؟.. دار الإفتاء توضح    الرئيس السيسي يستقبل رئيس مجلس إدارة مجموعة «إيه بي موللر ميرسك» العالمية    رئيس جامعة القاهرة: مصر تمضي نحو تحقيق انتصارات جديدة في ميادين العلم والتكنولوجيا    الدويري: خروج مروان البرغوثي سيوحد حركة فتح ويمنح الموقف الفلسطيني زخمًا    تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 بمحافظة بورسعيد    مصرع سيدة وإصابة 10 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بوسط سيناء    100 مُغامر من 15 دولة يحلقون بمظلاتهم الجوية فوق معابد الأقصر    مجلس أمناء جامعة بنها الأهلية يوافق على إنشاء 3 كليات جديدة    البنك الأهلي ضيفا ثقيلا على الجونة بالدوري    عبير الشرقاوي ترد على تجاهل ذكر والدها: نقابة المهن خسرت كتير    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    زراعة 8000 شتلة على هامش مهرجان النباتات الطبية والعطرية في بني سويف    رئيس وزراء مالطا يشيد بدور مصر في وقف حرب غزة خلال لقائه السفيرة شيماء بدوي    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 18 أكتوبر 2025    رد صادم من متحدثة البيت الأبيض على سؤال بشأن قمة ترامب وبوتين يثير جدلًا واسعًا    هل يجوز للمريض ترك الصلاة؟.. الإفتاء تُجيب    زيادة الشيدر 65 جنيها والفلمنك 55، آخر تطورات أسعار الجبن في ثاني أيام ارتفاع الوقود    حكم التعصب لأحد الأندية الرياضية والسخرية منه.. الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مافيا شهادات"معادلة"الثانوية العامة بالبحيرة:ادفع 10 آلاف دولار وادخل كليات القمة بشهادة ليبية..طالب:مدير مدرسة بالإسكندرية يتولى إخراج أوراق المتقدمين..والأهالى يطالبون بضمان حق أبنائهم وتكافؤ الفرص

بالتوازى مع كل الإجراءات التى بدأت وزارة التربية والتعليم فى تنفيذها استعدادا لاستقبال امتحانات نهاية العام، بدأ ما يقرب من 200 طالب بالمرحلة الثانوية فى محافظة البحيرة مركز أبو المطامير، فى شد رحالهم للسفر إلى دولة النيجر فى نهاية الأسبوع المقبل، وذلك لأداء امتحانات الثانوية العامة لخوض المرحلة بمجموع يؤهلهم لدخول كليات القمة التى طالما حلموا بها، وذلك مقابل دفع عدة آلاف من الدولارات لمدير مدرسة!.
وأكد أولياء أمور طلاب بالمرحلة الثانوية بمركز أبو المطامير، ل"اليوم السابع"، أن عددا كبيرا من طالبات وطلاب مدرستى " فؤاد عويس" الثانوية للبنات، و"المطورة" الثانوية بنين، الذين لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر يعرض عليهم بعض السماسرة السفر إلى خارج البلاد للحصول على الشهادة الثانوية بدرجات خيالية ليتمكنوا من الالتحاق بكليات الطب والقمة، وأنهم لا يعلمون مدى قانونية ذلك الأمر، وأن هناك من يسافرون لفترة وجيزة للسودان أو ليبيا للامتحان، مشيرين إلى أنهم أرادوا إلحاق أبنائهم بالأمر لكنهم قلقوا حيال رفض الوزارة الاعتراف بشهادتهم، وطالبوا المسئولين بإلقاء القبض على القائمين على الأمر، لضمان حق أبنائهم فى الالتحاق بالكليات التى طالما اجتهدوا للالتحاق بها، وحرصا على تكافؤ الفرص بين كل الطلاب.
وروت طالبات مدرسة "فؤاد عويس الثانوية للبنات" أن عددا من صديقاتهن سافرن العام الماضى للامتحان بدولة تونس بدلا من ليبيا والتى اعتاد عليها الطلاب، إلا أنها نتيجة لسوء الأحوال السياسية بها لم تعد ملائمة للسفر هذا العام، وكان ذلك مقابل 10 آلاف دولار لطالبات الصف الثانى الثانوى الراغبات فى تخطى الصف الثالث، أما عن طالبات الصف الثالث فتدفعن حوالى 7 آلاف دولار فقط، لافتين إلى أنه بالرغم من ضخامة المبالغ التى تُدفع خلال تلك الرحلة إلا أن الإقبال عليها فى تزايد مستمر.
وأبدت الطالبات قلقها من المعلمين المؤيدين لتلك الطرق غير القانونية، والذين يرون أن كل شىء فى البلاد أصبح ينتهى بالأموال، ولا مانع من دفع تلك المبالغ مقابل تجاوز الطلاب لعدة سنوات والالتحاق بكليات القمة!.
وأوضحت الطالبات الصورة بشكل أكبر، فقالوا: "نحن كطالبات لا نمانع من دفع تلك الأموال لكن أولياء أمورنا لا يستطيعون دفع تلك المبالغ الباهظة، بالرغم من تفوقنا على مدار دراستنا، نشعر أن ذلك الأمر يتيح لغيرنا فرصتنا، وأننا مكتوفى الأيدى أمام ما نراه مخالف ولا نستطيع الحديث به، فبعض المعلمين والعاملين بشئون الطلاب بمدارس المنطقة يعملون لحساب سمسار الإسكندرية، ويحصلون على نسبة مقابل كل طالب ينضم إلى رحلتهم، نتمنى أن نسافر مع أصدقائنا للتغلب على صعوبة الامتحانات هنا، لكن عزاءنا الوحيد هو أن كل من يصبح طبيب منهم سيصير فاشلا لأنه لم يكن أهلا يوما لها، فلدينا صديقة حصلت على 55% فى ثانية ثانوى، وتخطت ثالثة وأصبحت الآن فى أولى صيدلة، سافرت للسودان لمدة أسبوعين قبل بداية امتحانات الثانوية العامة هنا، وعادت لتؤدى امتحاناتها معنا، ولم نرها هذا العام معنا لكونها أصبحت ضمن طلاب الجامعات".
وأضافت أخريات: "الدفعة السابقة أعداد الملتحقين بها كان حوالى 50 طالبا، إلا أن العام الحالى تضاعفت الأعداد حتى أصبحت تتجاوز ال200، منهم أعداد كبيرة من مدرستى فؤاد عويس الثانوية بنات، والمطورة الثانوية للبنين، ومن المقرر أن يغادروا البلاد لمدة أسبوع فى بداية شهر مايو القادم، واتجاههم فى تلك المرة لم يحدد بعد، قد تكون تونس أيضا"، وحول طرق الإقامة والسفر أكدن أن الطالبات والطلاب المشاركين بالرحلة عادة ما يقضون وقتهم فى بعض الفنادق البسيطة بأى دولة، ومن اللافت للنظر لعدم قانونية الأمر أن عددا كبير من أصدقائنا تأخر التحاقهم بالكليات العام الماضى حتى قُرب امتحانات منتصف الفصل الدراسى.
وتابع طالب بالمدرسة المتطورة للبنين قائلا: "إن أصدقاءنا يأتون إلى المدارس معنا لقضاء أوقاتهم ولإثبات تواجدهم فقط، ويلتحقون بالدروس الخصوصية معنا ويدفعون ثمنها ويتصرفون كما أنهم لن يسافروا ولن يفعلوا أى شىء غير قانونى، لكن مع اقتراب الامتحانات يختفون لمدة أسبوعين، وفى كل مرة أجرى اتصالا على أحد منهم فى منزله لا أجده ويؤكد لى والده أنه عند أقاربه مرة، وأخرى ذهب لشراء أشياء لهم، وعلمنا منهم أنهم لا يمتحنون بشكل جدى، فالسمسار هو من يمتحنهم ويعطيهم ورقة الأسئلة ونموذج الإجابة، ومن ثم يعطيهم أعلى الدرجات".
وأضافت إحدى أولياء الأمور: "إذا كان الأمر قانونى فلتخبرونا أننا نريد توفير العناء الذى نشاهده مع أبنائنا فى الثانوية، دفع مبلغ كبير من المال مرة واحدة أهون كثيرا علينا مما نمر به من دروس ومصاريف وامتحانات على مدار عامين، العائلات الكبيرة والغنية بأبو المطامير صار من عادتها أن تسفر أبناءها فى كل عام، ليجتازوا الثانوية ويعودوا لبلدتنا لفتح العيادات والصيدليات، حرام.. حرام اللى بنشوفه ده.. بنطفح الدم مع عيالنا وفى النهاية يجى طالب فاشل والده معاه فلوس ياخد حق ابنى اللى جايب 92% ومش بينام الليل.. نفسنا حد يلحقهم قبل ما يسافروا.. تعبنا احنا وولادنا نفسيا من اللى بنشوفه.. لكن عارفة الفقير مالوش حظ فى البلد دى".
وتابع أحد أولياء الأمور أنه طالما خاطب وزارة التربية والتعليم، والتنسيق لبيان مدى قانونية الأمر، إلا أن التعليم طالما تؤكد أن الأمر ليس من اختصاصاتها، وأنه تابع للتعليم العالى والتنسيق، بالرغم من أن الطلاب المسافرين يظلوا مقيدون بالمدارس المصرية، والتنسيق نفسه طالبنا فى حال تأكدنا من الأمر بعمل محضر بإثبات حال، والسمسار من ثقته القوية بنفسه يأتى مستقلا سيارته وبصحبته فريق من الحراسة الخاصة لحمايته منا، ولا أحدا يعطى الأمر اهتماما ونحن لا يمكننا مواجهته خاصة أن كثيرا من عائلاتنا مشاركين بالسفر، وأبناءنا أصبحوا يطالبونا بإصرار فى دفع الأموال لسفرهم.
وأضاف "حتى طلاب الصنايع وكل الطلاب الفاشلين اللى خلصوا دراستهم، وحابين يحسنوا من شهادتهم دفعوا ومسافرين، الحقيقة أن (ص.م) أكبر رأس للإخوان فى المنطقة قبل ما يتم القبض عليه كان ماسك الموضوع ليهم حلو أوى دون أن يشعر بهم أحد، إلا أنه عقب سجنه تولى الأمر ابنه الأكبر حتى أُلقى القبض عليه هو الآخر، ليبدأ السماسرة العمل فى العلن"، كانت تلك كلمات لأحد المارة الذى أبدى استياءه لما آلت إليه أحوال البلد.
ومرت دقائق وأتى معلم نظر إلينا وللطلاب بتعجب، وحين وجهنا إليه سؤالا عن الثانوية الليبية، قال: نعم إنها منتشرة هنا فى مدارس المركز، ونصح بعدم إجراء أية محاولات للبحث فى الموضوع، فلا يمكن أن يساهم أحد من سكان "أبو المطامير" فى توفير المعلومات حول حقيقة تلك الشخصية، نظرا لكونهم اعتادوا الأمر لجميع أبنائهم، والجميع داخل المدارس يعلم الموضوع، ولديهم قوائم بأسماء سافرت والتحقت بالمجامعات وأخرى قرروا السفر هذا العام، لكنهم أبدا لن يدلوا أحد عليها.
وخلال لقائنا ب"ع.ص.ع" الطالب بالمرحلة الأولى من كلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة، أحد الحاصلين على الشهادة الثانوية الليبية بالطريقة نفسها، أكد أنه كان من المفترض أنه ما زال طالبا بالصف الثانى الثانوى العام، إلا أنه علم الأمر من خلال أخيه اللى سبقه فى الحصول على شهادة إتمام المرحلة الثانوية عن طريق "ى.أ.غ" مدير مدرسة "أ.ل.س" الليبية بمحافظة الإسكندرية، والذى تربطه علاقة صداقة مع والده، لذا فقرر الالتحاق به واجتياز تلك المراحل بما فيها من دراسة صعبة ودروس خصوصية، مشيرا إلى أن "ى.غ.أ" أكد لهم أن جميع الطلاب الملتحقين بتلك الامتحانات لا يقل أحدا منهم عن 94% فى كل الأحوال، لافتا إلى أن شقيقه أجرى الامتحانات بدولة السودان مرتين لكونه حصل على مجموع 94% فى أول مرة، فأراد التحسين للالتحاق بكلية الصيدلة، فسافر للمرة الثانية.
وأشار إلى أنه حصل على 97% من المرة الأولى، والتحق بكلية العلاج الطبيعى بجامعة القاهرة، ولكنه لم يذاكر يوما للحصول على هذا المجموع بمجهوده الخاص، موضحا أن الطلاب يحتاجون فقط لتقديم أوراق تُثبت حصولهم على المرحلة الابتدائية والإعدادية، وشهادة الميلاد فقط، وباقى الأوراق يتم إنهاؤها من خلال تابعين لمدير المدرسة من السفارة، مشيرا إلى أن الطلاب يتم إثبات قيدهم بالمدرسة المنتسبين لها فى مصر، بالإضافة إلى مدرسة "أ.ل.س" بفرعها فى ليبيا للحصول على الشهادة، وإتاحة فرصة للطلاب فى أداء الامتحانات فى مدرستهم مصر حال إخفاقهم فى السفر، أو عدم الحصول على مجموع مناسب للكلية التى يريد الالتحاق بها.
وأوضح الطالب "ع.ص.ع" أن بدء فتح الالتحاق للسفر من خلال مدير المدرسة يبدأ فى شهر أبريل من كل عام، وأرجع ذلك إلى أن الامتحانات بالخارج تجرى فى نهاية مايو والتى تسبق امتحانات الثانوية العامة فى مصر بشهر، لذا يسافر الطلاب إلى الدولة التى حُددت لهم والتى غالبا ما تتغير فى كل عام، مشيرا إلى أن "ى.غ.أ" لا يتقاضى أموالا بالمصرية، بل بالدولار الأمريكى ومبلغا لا يقل عن 7آلاف دولار، وكلما اقتربت الامتحانات ارتفعت التكاليف، لافتا إلى أنه سافر لمدة أسبوعين نهاية شهر مايو للسودان برفقة والده لأداء الامتحانات.
أما عن دراسة الطلاب للمناهج، فأكد "ع.ص.ع" أنه لم يلتحق بأى دروس خصوصية ولا حاجه للاهتمام بالمذاكرة، نظرا لأن مدير المدرسة وبالتعاون مع عدد من المعلمين يجرون مجموعات لشرح المناهج قُرب الامتحانات فى مدرسة "أ.ل.س" بالإسكندرية، لتدريس ما سيأتى بالامتحانات، مشيرا إلى أن الشهادة دائما تصدر من خلال مدرسة تحمل الاسم نفسه فى دولة ليبيا حتى مع اختلاف الدول فى كل عام، موضحا أن مدير المدرسة دائم السفر مع الطلاب فى كل مكان لتسهيل الأمور لهم وللاتفاق مع مراقبى اللجان الامتحانية.
وتابع طالب المرحلة الأولى بكلية العلاج الطبيعى، جامعة القاهرة أنه عند السفر يخصص لهم مدير المدرسة إقامة مستقلة، مشيرا إلى أنه فى السودان أقام فى فيلا، موضحا أنهم خلال دخولهم للجان الامتحانية يصطحبون معهم الكتب والتليفونات المحمولة للتواصل مع "ى.غ.أ" أو أحد المعلمين التابعين له للإجابة على أسئلتهم، لافتا إلى أن مراقبى اللجان غالبا ما يتعرف عليهم مدير المدرسة للاتفاق معهم حول تسهيل أمور الغش داخل اللجان دون عمل أية مشاكل لهم، ومساعدتهم فى "تظبيط الإجابات"، حسب وصف الطالب.
واستطرد "ع.ص.ع": "سافر والدى معى، وغالبا كان الجميع مسافر لقضاء فسحة لذيذة لن تعوض، لكوننا متأكدين أننا بكل الطرق لن نقل عن 94%، والامتحانات تُصحح من خلال الكمبيوتر والنتائج يتم إرسالها إلى الإدارة بدولة ليبيا لإخراج الشهادات باسمها، والدراسة بالجامعة المذاكرة بها ليست أزمة، فإلى حد كبير لا تعتمد على المذاكرة بشكل دائم ويتم تحصيل المنهج فى نهاية العام الدراسى".
أما مدير المدرسة، المسئول عن تلك الرحلات المشبوهة، "ى.أ.غ"، فطالب ولى أمر طالب يرغب فى سفر شقيقه لفشله أكثر من مرة فى اجتياز الثانوية- والذى لم يكن سوى أحد محررى هذا التقرير- بكل بيانات الطالب خاصة تاريخ مولده، وموقفه من الجيش، لسرعة عمل جواز السفر له، لاقتراب موعد المغادرة، مؤكدا ضرورة إثبات انتساب الطالب لأحد المدارس النظامية أولا فى مصر، وإلا فلن يستطيع السفر، وأن جميع الطلاب هذا العام سيتجهون إلى دولة "النيجر".
ونفى السمسار سفرهم إلى ليبيا، موضحا أن الإدارة يقع مقرها فى ليبيا فقط، وعند سؤاله عن تكاليف الرحلة، أكد أنه لا يمكنه تحديد التكلفة نظرا لأنه مكلف فقط بتجميع المعلومات الخاصة بالطلاب، ثم يرسلها إلى الإدارة بليبيا وهى وحدها من تحدد طبقا للبيانات التى استلمتها، إمكانية اجتياز الطالب للامتحان هذا العام أم لا، ومقدار الأموال التى يدفعها كلا منهم، موضحا أن آخر طالب تقدم دفع 10 آلاف دولار.
ومن جانبه، أكد سيد عطا، مدير مكتب التنسيق بوزارة التعليم العالى، ل"اليوم السابع"، أن المجلس الأعلى للجامعات أصدر عدة قرارات فى هذا الشأن والمتضمنة أنه يشترط لقبول أوراق الطلاب الحاصلين على شهادات معادلة، تقديم المستند الذى يفيد الإقامة الشرعية للطالب وولى أمره فى البلد الحاصل منها الطالب على الشهادة، أثناء فترة الدراسة فى المدة التى تمنح الشهادة على أساسها، وذلك من خلال تقديم إقامة فعلية موثقة من المستشار الثقافى المصرى أو من السفارة المصرية بالدولة المانحة أو جواز سفر، موضحاً بها تواريخ الدخول والخروج خلال فترة الدراسة أو شهادة تحركات، موضحاً بها تواريخ الدخول والخروج، لافتا إلى أن المدة يجب ألّا تقل عن عام كامل أقامه الطالب وولى أمره بتلك الدولة فى حال حصول الطالب على الصف الثالث الثانوى فقط، أما الصف الثانى والثالث فلا تقبل إلا عقب ثبوت إقامته لمدة عامين دراسيين كاملين.
وأضاف عطا: "إن الحكومة والوزارة منذ العام الماضى بدأت التركيز مع ذلك الأمر، بالتعاون مع الجهات الأمنية جميعها واتخذت عدة إجراءات للسيطرة على تلك الظاهرة، نظرا لما يترتب عليها من عدم تكافؤ للفرص، فأرسل الدكتور وائل الدجوى وزير التعليم العالى والبحث العلمى، خطاب لوزير العدل، ورئيس مجلس الدولة، وسفراء مصر بدول السودان وليبيا والأردن بضوابط قبول الشهادات المعادلة من تلك الدول، ونشرنا ذلك بالجريدة الرسمية للدولة، حتى لا يلجأ أحد من الطلاب المقبلين على السفر لأداء الامتحانات بالخارج فقط إلى القضاء، وتبرير ذلك بعدم معرفته بالأمر".
وأوضح مدير مكتب التنسيق بوزارة التعليم العالى أنهم فور اكتشافهم للأمر من العام الماضى، لم يسمحوا لهؤلاء الطلاب بالالتحاق بالجامعات، حتى شُرف الفصل الدراسى الأول على الانتهاء، إلا أن حكما قضائى حال دون إتمام قرارنا، ونجحوا فى الدخول والدراسة بالكليات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.