قالت الدكتورة زينب شاهين، خبيرة التنمية وقضايا الأسرة والمجتمع، إن الحجاب كان منتشراً فى الماضى بين طبقة الصفوة فقط فى العشرينيات، أما بالنسبة للطبقة الوسطى والدنيا فكانوا لا يستطيعون العمل وهم مقيدون بالحجاب. أوضحت شاهين خلال ندوة أمس الأحد، تحت عنوان "القيم الاجتماعية أساس النهوض بالأسرة والمجتمع" فى ساقية الصاوى، أوضحت أن معنى الحجاب يختلف تبعاً لمن ترتديه وتوقيت ارتدائه والصحبة التى تشاركها فى ارتداء الحجاب. وأضافت د. زينب إن كثيرا من الكتابات عبرت عن أن الحجاب كان يرمز لأشياء مختلفة فى حقب تاريخية متعددة و فى سياقات اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة، فبعض الدول العربية التى كانت تعانى قديما من الاحتلال، كانت نساؤها ترتدى الحجاب احتجاجاً منهن على الاحتلال وما يريده من فرض الهوية الغربية على المجتمعات العربية، متمسكين بالحجاب على اعتبار أنه الزى القومى والإسلامى والذى يعبر عن الهوية العربية. وأشارت د. زينب للدراسة التى قامت بها عالمة الاجتماع آرلين ماكلويد فى الثمانينات فى مصر والتى قامت بتعقيد رمزية الحجاب من خلال ملاحظتها للنساء القاهريات من الطبقة الوسطى والدنيا اللاتى يضطررن إلى كسب المال للحفاظ على الوضع الاجتماعى لأسرهن والمهدد بالانحدار، مع حفاظهن على شرف الأسرة من خلال الالتزام بالزى المحتشم، فالمرأة التى ارتدت الحجاب عبرت بذلك عن تدينها وعن عائلتها المحافظة بالتالى أمكنها الدخول إلى الحيز الممنوعة منه والمطالبة بحقوقها. وأضافت د. زينب أن الأسرة الأبوية لا تعتمد فى تقاليدها على التعاون والمشاركة فى اتخاذ القرار، وإنما تعتمد على قمع الرغبات الذاتية الفردية للأبناء، حيث توجد السلطة المطلقة فى يد الرجل ويطلق عليها الهيمنة الذكورية، وكانت لا تعترف باستقلال المرأة مادياً، ولكن كانت بها ميزة لا أحد يستطيع أن ينكرها وهى عدم عزلة الأفراد داخل الأسرة وإحساسهم بالأمان تحت كيان اقتصادى واحد المتمثل فى عمل الأب. والآن فى الأسرة الحديثة نالت المرأة كافة حقوقها السياسية، كما حصلت على المساواة بينها وبين الرجل فى تكافؤ الفرص التعليمية والوظيفية واستقلال المرأة اقتصادياً، وهو ما ساعد على تغير الأسرة وبالتالى تغير المجتمع بأكمله. وأكدت زينب أن بعض قيم الأسرة الأبوية لا تزال موجودة حتى الآن ولكن بشكل مختلف مع قيام المرأة بالعمل داخل المنزل و خارجه، مع ما فرضه علينا المجتمع الحديث مما أحدث خللا ما فى التوازن التقليدى مما أدى إلى صراع الأدوار، حيث لا يوجد للمرأة الآن دور واضح و محدد بالرغم من أنها أصبحت خط الدفاع الثانى لتماسك الأسرة.