آآآآآه يا أمى كم اشتاق إليك.. وكم تشتاق عيناى لمعانقه وجهك الطاهر وكم تشتاق ذراعاى لاحتوائك.. وكم يشتاق صدرى المهموم ليذوب حنانا فى حنايا صدرك الحنون ويطلق أنينه المكتوم بين ذراعيك كطفلة صغيرة لا تهدأ حتى تسمع دقات قلب امها تتداخل مع دقات قلبها اليوم يا أمى وحيدة أنا من دونك حتى الموت وحزينة حتى النخاع ومكسوره القلب أراك بعيدة عنى فى السماء. وأنا هنا وحدى انتظر عودتك فى مهب رياح البعد العالية التى تقتلع قلبى من بين أضلعى لتلقى به فى صحارى اليتم والقحط بعيدا بعيدا عن ينابيع حبك الذى كان يتدفق فى عروقى ليملأها هناء وبهجة وسعادة وأتلفت حولى فلا أرى شيئا سوى الظلام الدامس يحيط بى من كل جانب..فأغلق عينى لأسمع صوتك الحبيب ينادينى من داخلى قائلا يا فتونة لا تخافى ولا تحزنى فأنا هنا معك ولن أتركك أبداً فقلب الأم لا يموت ويبقى ينبض بالحب ويخفق بالحنان حتى قيام الساعة فاطمئنى. آآآآآه يا أمى ليتك تعلمين كم أفتقدك وكم أفتقد عذب كلماتك دعواتك وكم وكم أفتقد حبك وحنانك اللامحدود وصدرك الدافئ الحنون الذى كنت أختبئ فيه كلما طاردتنى الهموم والأحزان لألوية بواحة قلبك الكبير وأجد فى ظلاله الهدوء والسكون والسلام. حتى تهدأ نفسى وتطمئن روحى ويستقر قلبى فأهدأ وأنام. آآآآه يا أمى ليتك تعودين اليوم اليوم فقط اليوم فقط يا أمى عودى لتمسحى بحبك عن قلبى عذاباتى لترفعى بحنانك عن روحى الشقاء والتعاسة عودى لأضمك بقوة إلى صدرى وأدفن وجهى فى صدرك... وأشم رائحتك الذكية بكل طاقتى والتمسك بوجودك قربى بكل قوتى... وأبكى وأبكى وأبكى.. وأتوسل إليك حتى الموت كى لا ترحلى كى لا تتركينى وحدى مجدداً وترحلى وأبقى أشمك حتى تتلاشى روحى المنهكة وتنطلق من هذا الجسد السجين إلى سماء الحرية لترحل معك حيث ترحلين وتبقى معك إلى الأبد لتسكن فى نبضك وبين خفقاتك الناطقة حبا وحنيناً. آآآه يا أمى كم أتمنى وأتمنى وأتمنى ويذوب قلبى الشقى حسرة وأنينا وتنهار أحلامى وترحل فى أثر السنين تاركة قلبى يحترق فوق جمر الشوق ونيران الحنين مخلفة وراءها أكواماً من رماد ودخان كثيف يتصاعد من قلبى الملتهب نحو السماء مبتهلاً إلى الله وداعية أن يدخلك يا أمى فسيح جناته ويرزقك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يجمعنى بك قريبا بإذنه تعالى فى مستقر رحمته. إنه قريب سميع مجيب الدعاء وهو أرحم الراحمين. ابنتك التى لن تنساك وتترقب لقاءك بشوق الدنيا والآخرة.
