قال الشيخ على حاتم، القيادى بالدعوة السلفية، إن مشاركة التيار السلفى فى خريطة الطريق جاءت بعد استشرافهم المفاسد والشرور التى كانت تنتظر الإسلاميين جميعا، قائلاً "ولو وضعنا أنفسنا فى الهوة نفسها التى وضع الإخوان فيها أنفسهم، لوصم جميع أبناء التيار الإسلامى بالإرهاب والتطرف"، وعن إمكان دعمهم ل"الإخوان" فى أى وقت، أوضح القيادى السلفى أن "الموقف الشرعى هو الضابط لتصرفاتهم، ولو أدى الموقف الشرعى المبنى على السياسة الشرعية المنضبطة إلى الوقوف بجانب جماعة الإخوان أو التيارات المختلفة معهم فسيدعمونهم". ودلل حاتم على كلامه بأنهم كانوا يقفون إلى جانب الإخوان، وينسقون معهم فى بعض المواقف، "لكن عندما وصلنا إلى النقطة التى لابد فيها أن نأخذ خطوة للوراء لأن الأمر سيقودنا إلى الحفرة نفسها التى قادوا أنفسهم إليها، كان لابد لنا أن نأخذ ذلك القرار". وأضاف القيادى بالدعوة السلفية، لصحيفة "الرأى الكويتية" اليوم الجمعة أن الانحياز إلى خريطة الطريق مبنى على المفاسد والمفاسد الأقل، وأى الخيارين أقل ضررا، فوجدنا أن الوقوف مع الإخوان فى الخندق نفسه يعرض الإسلاميين إلى شرر وأضرار كثيرة تجنبناها، وفى الوقت ذاته حاولنا نصح الأطراف المتصارعة بالحوار بينهم والمحافظة على البلد. وردا على تساؤل عن المكاسب التى تحققت لصف التيار الإسلامى الذى انحاز إلى خريطة الطريق، أشار حاتم، إلى أن "أبرزها المحافظة على الصوت الإسلامى ووجوده، وإلا كان انتهى تماما، إضافة إلى الحرص على أن يعرف المجتمع أن التيار الإسلامى ليس واحدا فى تفكيره، رغم أخطاء الإسلاميين وبعض مواقفهم التى لا تبنى على القواعد الشرعية". ولفت إلى أن "الدعوة السلفية لم تركن إلى الظالمين، وفق ما يردده بعض المنتمين إلى جماعة الإخوان، وعليهم مراجعة مواقفهم الظالمة المبنية على التكفير وإشاعة الفوضى والحرق". وعن رؤيته للخلاف بين بعض الإسلاميين و"الدعوة السلفية"، أوضح "أن الخلاف مع التيارات الإسلامية مبنى على القواعد الشرعية، وليست لنا أى مصلحة من وراء القول إننا انحزنا للدولة ولخريطة الطريق، فموقفنا ليس لمصالح تتعلق بالدعوة والحزب، فهذا قرار مبنى على قواعد السياسة الشرعية التى تقضى بأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح". وأشار إلى أن "عددا من المنتمين إلى التيارات الإسلامية، الذين خالفناهم، هم من يقتلون المسلمين بعد تكفيرهم، ويعتبرون أن قتلهم جهاد فى سبيل الله وهؤلاء من التيارات التى تنسب نفسها إلى الجهاد، ومنهم من يطيع ولى الأمر دون قيد ولا شرط وفقا لمفهوم الطاعة المطلقة". وأضاف: "هذا ما أوصلنا إلى النتيجة التى نعيشها الآن ممثلة فى حالة جهل فريق، ما جعلهم يدوسون بأقدامهم على المصلحة العامة للبلاد ويقدمون عليها المصلحة الشخصية أو مصلحة الجماعة، وتكفير المجتمع ومن يخالفهم يكن كافرا".