مبعوث "التعاون الإسلامى" يتوجّه ل "بانجى" لبحث سبل الحوار بين المتناحرين

تنطلق مساء اليوم الأحد مهمة مبعوث "منظمة التعاون الإسلامى" الخاص إلى أفريقيا الوسطى، الشيخ "تيديان غاديو" من "أجل إيجاد سبل للحوار بين المسلمين والمسيحيين وإنقاذ جمهورية أفريقيا الوسطى".
وخلال لقاء حصرى مع وكالة الأناضول، فى داكار قبيل ساعات من توجهه إلى بانجى، قال الشيخ السنغالى "تيديان غاديو" إنّه يعتزم لقاء "كلّ الفاعلين المحلّيين والإقليميين الذين يشملهم الصراع بأفريقيا الوسطى" وعلى رأسهم "الرئيسة الانتقالية لجمهورية أفريقيا الوسطى "كاترين سامبا بانزا".
ولم يحدد "غاديو" بدقة أكثر مواعيد زياراته فى بانجى ولا أسماء الدول التى ستشملها تحركاته ل "أسباب أمنية" على حدّ قوله.
وفى حواره مع الأناضول أضاف "غاديو" قائلا "لقد حظيت بفرصة دعوتى من قبل القادة وكلّ الفاعلين الأساسيين فى النزاع.. وهم يعرفوننى من قبل، وهناك ردود أفعال دولية ايجابية بهذا الخصوص، كما أنّ بلدان وسط أفريقيا عبّرت عن سعادتها بتدخّل منظمة التعاون الإسلامى لإنقاذ جمهورية أفريقيا الوسطى".
ويعتزم مبعوث منظمة التعاون الإسلامى فى خضمّ مهمّته "مساعدة المسلمين والمسيحيين ومختلف الطوائف الروحية بغرض المصالحة بينها من أجل إنقاذ بلادهم"، مشددا على أنّ "الأمّة الإسلامية لا تتبنّى منهج التدخّل فى بلد ما من أجل حماية المسلمين فقط، فمنظمة التعاون الإسلامى لها منهج شامل يقوم على دفع عملية المصالحة، ومرافقة الأشخاص المتضرّرين من أعمال العنف".
ودعا الشيخ "تيديان غاديو" إلى "تشكيل قوة عسكرية افريقية دائمة ومستعدّة للتدخل الفورى لفض أى اشتباك وتعمل على مدار اليوم"، مشيرا إلى "الجهود المبذولة من طرف المجتمع الدولى وخاصة فرنسا لإعادة الأمن إلى أفريقيا الوسطى".
وفيما يخصّ العامل الأمنى، قال "غاديو" إنّ منظمة التعاون الإسلامى "ستحقّق الفارق عبر التوصّل إلى سبل للحوار السياسي، وهو ما سيقود فى النهاية إلى المصالحة"، مسطردا "فمادام جسر الحوار لم يمتدّ بعد بين مختلف الفاعلين السياسيين فى أفريقيا الوسطى، فإنّ الوساطة بين الطوائف لن تؤت أُكُلها، وهو ما يعنى تواصل المشاكل المتعلّقة بالجانب الأمنى".
وتقلّد الشيخ "تيديان غاديو" مهام وزير للشؤون الخارجية فى السنغال من العام 2000 إلى عام 2009، وكان من بين المرشّحين للرئاسة فى العام 2012. ويشغل حاليا منصب رئيس "معهد الاستراتيجيات بعموم أفريقيا"، وهو عبارة عن تجمّع فكرى مستقلّ بداكار، ويضمّ كبار مثقّفى القارة الأفريقية.