سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحزن يخيم على 3 قرى بالفيوم بعد اختطاف 40 مصريًا بليبيا.. الأهالى يصرخون: انقذوا أبناءنا.. والمحافظ: نتابع باهتمام ما يتعرض له المختطفين.. وهناك اتصال مباشر ب"الخارجية" للإفراج عنهم وعودتهم سالمين
صرخات وبكاء لا ينقطع، وحزن يخيم على قرى قلهانة ومنشأة ربيع والخشاب بمركز إطسا، وهى القرى الثلاث التى استيقظ أهلها على نبأ اختطاف 40 من أبنائهم الذين يعملون فى ليبيا، بعدما اقتحم مسلحون ملثمون مكان إقامتهم فى ساعة مبكرة من صباح الجمعة الماضى واقتادوهم إلى مكان غير معلوم، وانقطعت كل وسائل اتصالهم بأهلهم ولولا أن مصريا يقيم بالطابق الرابع بالمبنى السكنى الذى تم فيه اختطاف المصريين ما كان أهلهم قد علموا بما وقع لأبنائهم. كان أكثر من 40 من أبناء القرى الثلاث قد سافروا منذ فترات متفاوتة بعضهم منذ 6 أشهر وآخرين منذ 9 أشهر إلى ليبيا للعمل "عمال يومية" فى أعمال البناء وغيرها من الأعمال التى يطلب فيها الليبيون عمالا مصريين ويقيم جميعهم بمبنى سكنى بمنطقة صلاح الدين بالهضبة الشرقية بمدينة طرابلس الليبية، وكانوا على اتصال دائم بأسرهم يخبرونهم بأن الأمور على ما يرام، ولم تكن هناك أية مضايقات لهم من قبل السلطات الليبية. وفى السابعة من صباح الجمعة فوجئ أسر هؤلاء العمال باتصال من مصرى يقيم بالطابق الرابع بالمبنى السكنى الذى يقيم فيه هؤلاء العمال يخبرهم فيه أن ملثمين مسلحين هاجموا المبنى فى الواحدة من صباح يوم الجمعة، وقاموا باقتياد جميع المصريين إلى مكان غير معلوم، وأكد أن عدد المختطفين يبلغ 70 مصريا منهم 40 من محافظة الفيوم و30 من محافظات الصعيد، وأشار إلى أنه تم قطع النور على المبنى بعدما شاهد هؤلاء الملثمين يتسللون بداخله، وأنه راقب الوضع وشاهدهم وهم يخرجون جميع المصريين من المبنى ويقتادونهم إلى عدد من السيارات ثم انصرفوا بهم. وكان هذا الاتصال هو بداية حزن وصراخ لأمهات هؤلاء المختطفين خوفا على فقدان أبنائهن أما الآباء ورجال القرية فكانت كل محاولاتهم تتمثل فى إجراء اتصالات مكثفة بكل مصرى يتوصلون لرقم هاتفه من المصريين المقيمين بليبيا، حتى يتوصلوا إلى أية معلومات تطمئنهم على أبنائهم ولكن كل محاولاتهم كانت فاشلة، فلم يخبرهم أى أحد بكلمة تطمئن قلوبهم مما جعل كل دعواتهم وتوسلاتهم إلى الله أن يكون هؤلاء الذين اختطفوا أبنائهم من الشرطة الليبية وليسوا بلطجية. ومن بين القرى الثلاث المنكوبة قرية قلهانة وهى على بعد أمتار من مدخل القرية حيث تجد منزلا بسيطا مظلما من شدة بساطة أثاثه تجلس فيه والدة فرج محمد رشاد 22 سنة أحد المصريين المختطفين بعد أن راح صوتها من كثرة العويل والصراخ ويلتف حولها نساء القرية لمواساتها على مصيبتها تقول "ابنى فرج ولد وحيد على 3 بنات، شقيت وتعبت عليه لحد ما بقى راجل ومسئول عننا بيصرف عليا أنا وأبوه وبيشتغل على دراعه سافر من 6 شهور وآخر مرة اتصل بيا من 3 أيام لما سلم عليا أنا واخواته. وقال إن كله كويس، ولما قولتله يا بنى أنا قلقانة عليك من ساعة ال7 اللى ماتوا عندك قالى يا أمى متقلقيش أحنا بنجرى على أكل عيشنا ومحدش هيأذينا لأننا مش بنأذى حد ومش بنضايق حد قولتله طيب يا بنى خلى بالك من نفسك وربنا يحميك"، والتفتت فجأة الأم على كلمة أحد الموجودين عندما قال "الخارجية بدأت تتحرك وهيضغطوا على اللى خطفوهم" هنا لم تتوقف الأم عن الصراخ المتصل عندما سمعت كلمة مختطفين حتى فقدت وعيها. أما والده محمد رشاد المزارع البسيط الذى يرهقك قليلا الحديث معه نظرا لضعف حاسة السمع عنده فقد وجه حديثه للمسئولين قائلا "خدونى أنا بس اتحركوا بسرعة ورجعوا ابنى أنا ماليش غيره وأحنا السبب فى سفره، لأنه بيساعدنى وبيجرى عليا أنا وأم وأخواته". ومن جانبه، قال فرج عبد السميع إن أبناء عمومته الثلاثة ضمن المختطفين وهم مصطفى سيد ريان وتامر عبد العليم محمود وأحمد عبد العليم محمود وقال الأخير جاءهم عن طريق مصرى يقيم بالطابق الرابع فى السكن الذى كان يقيم فيه المختطفون بمنطقة صلاح الدين بالهضبة الشرقيةبطرابلس وأنه اتصل بهم فى السابعة من صباح اليوم. وقال إن ملثمين هاجموا السكن فى الواحدة من صباح اليوم، واقتادوا جميع العمال المصريين وعددهم 70 عاملا إلى مكان غير معلوم وأكد أنه يستبعد أن يكونوا بلطجية، لأن لو أنهم لصوص أو بلطجية كانوا سرقوا ما بحوزتهم من أموال وهربوا ولكنهم اقتادوهم جميعا معهم. وقال فرج نوجه نداءً للمسئولين أننا لسنا ضعفاء أو مسلوبى القوة وأننا إذا لم نعلم أين أبناءنا ونطمئن عليهم خلال 24 ساعة سنقوم باختطاف مجموعة من الليبيين المقيمين فى مصر فنحن نعامل الليبيين هنا بكل احترام ويدوس علينا الجميع فى الخارج. وفى أحد شوارع القرية وبين أكثر من 20 سيدة تجلس إحداهن بعد أن أصبح لون عيونها أحمر داميا من شدة البكاء أنها والدة الشابين أحمد وتامر عبد العليم، واللذان يعملان عمال باليومية أحدهما حاصل على دبلوم والآخر فلاح ويعملان فى ليبيا منذ 9 أشهر وهما ضمن العمال المختطفين تقول "آخر مرة كلمنى أحمد قالى يا أمى هبعتلك تشترى هدية عيد الأم قولتله لا يا حبيبى هشترى هدية لعروستك الأول قالى يا أمى إنتى أهم حاجة فى الدنيا. وأكملت الأم المكالمة وهى تبكى "يعنى كان كويس لو ولادنا قعدوا هنا وبقوا حرامية وبلطجية هما كانوا لقيوا حاجة فى بلدهم وسابوها وسافروا مش كفاية الغربة والبهدلة ثم تهدأ وتكمل هو ممكن يحصل إيه لولادى ممكن ما اشوفهمش تانى؟ جدير بالذكر أن من بين المختطفين الذين تم رصد أسمائهم كل من عادل محمود سيد، ورضا إبراهيم، ومصطفى البندارى، والسيد رمضان على، وكريم محمود عبد الباقى، وعبد الباقى محمود عبد الباقى، وجمال محمد أبو سريع، ومحمود أحمد خليفة، وناصر عوض، ومصطفى سيد ريان، وسعيد فتحى السيد، وفرج محمد رشاد، ومحمد كارم وهبة، وعبد الله فتوح دسوقى، وهانى سمير، وأحمد سمير، ورجب نبيل، وناصر محمود. ومن جانبه، قال الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم نتابع باهتمام شديد ما تعرض له عدد من مواطنى محافظة الفيوم من قرى مركز إطسا لحادث اختطاف فى ضاحية صلاح الدين بالمنطقة الشرقيةبطرابلس بالجماهيرية الليبية. وأدان الحادث الإرهابى معربا عن أسفه لما يحدث من حوادث الخطف للمواطنين الأبرياء. وقال إنه يتم حاليا الاتصال المباشر والمستمر على مدار الساعة بالخارجية المصرية، للوقوف على ملابسات الحادث والوصول إلى حلول للإفراج عن المخطوفين وعودتهم سالمين.