اليوم، الهيئة الوطنية تعلن الجدول الزمني لانتخابات مجلس النواب    اسعار الذهب فى أسيوط اليوم السبت 4102025    أسعار الخضروات فى أسيوط اليوم السبت 4102025    اسعار الحديد فى أسيوط اليوم السبت 4102025    بعد أشمون، تحذير عاجل ل 3 قرى بمركز تلا في المنوفية بسبب ارتفاع منسوب النيل    إيقاف مباراة في الدوري الإسباني بسبب الحرب على غزة (فيديو)    عاجل - حماس: توافق وطني على إدارة غزة عبر مستقلين بمرجعية السلطة الفلسطينية    تتقاطع مع مشهد دولي يجمع حماس وترامب لأول مرة.. ماذا تعني تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني الأخيرة؟    مباشر كأس العالم للشباب - مصر (0)-(1) تشيلي.. الحكم يرفض طلب نبيه    نجم نيوكاسل يكتسح منصات التواصل بسبب تسريحة شعر الأميرة ديانا (صور)    تشكيل الأهلي المتوقع أمام كهرباء الإسماعيلية في الدوري    الأرصاد: طقس دافئ اليوم السبت وغدًا الأحد مع انخفاض طفيف بالحرارة    بيطري بني سويف تنفذ ندوات بالمدارس للتوعية بمخاطر التعامل مع الكلاب الضالة    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالطريق الدائري بالفيوم    نسرح في زمان".. أغنية حميد الشاعري تزيّن أحداث فيلم "فيها إيه يعني"    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم السبت 4102025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    إضراب عام في إيطاليا ومظاهرات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي    لبحث الجزر النيلية المعرضة للفيضانات.. تشكيل لجنة طوارئ لقياس منسوب النيل في سوهاج    سعر السمك البلطى والسردين والجمبرى والكابوريا بالأسواق السبت 04-10-2025    الإثنين أم الخميس؟.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للقطاع العام والخاص بعد قرار رئيس الوزراء    هدافو دوري المحترفين بعد انتهاء مباريات الجولة السابعة.. حازم أبوسنة يتصدر    تامر مصطفى يكشف مفاتيح فوز الاتحاد أمام المقاولون العرب في الدوري    أبرزها قناة kids5 وmbc3.. ترددات قنوات الكارتون للأطفال 2025    نادى سموحة يُعلن عن عدم اكتمال النصاب القانونى لاجتماع الجمعية العمومية    القلاوى حكما لمباراة إنبى وزد.. وعباس لفاركو ودجلة فى دورى Nile    "مستقبل وطن" يتكفل بتسكين متضرري غرق أراضي طرح النهر بالمنوفية: من بكرة الصبح هنكون عندهم    تفاعل مع فيديوهات توثق شوارع مصر أثناء فيضان النيل قبل بناء السد العالي: «ذكريات.. كنا بنلعب في الماية»    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    موعد امتحانات شهر أكتوبر 2025 لصفوف النقل.. التعليم تحدد تفاصيل أول اختبار شهري للطلاب    رابط منصة الشهادات العامة 2025-2026 عبر موقع وزارة التربية والتعليم    مصرع شاب بطلق ناري في مشاجرة بأسوان    النص الكامل ل بيان حماس حول ردها على خطة ترامب بشأن غزة    «عايزين تطلعوه عميل لإسرائيل!».. عمرو أديب يهدد هؤلاء: محدش يقرب من محمد صلاح    الصحف المصرية.. أسرار النصر عرض مستمر    الوادى الجديد تحتفل بعيدها القومى.. حفل فنى وإنشاد دينى.. وفيلم بالصوت والضوء عن تاريخ المحافظة    6 أبراج «روحهم حلوة»: حسّاسون يهتمون بالتفاصيل ويقدمون الدعم للآخرين دون مقابل    عمرو دياب يشعل دبي بحفل ضخم.. وهذه أسعار التذاكر    وزير الرى الأسبق: ليس هناك ضرر على مصر من فيضان سد النهضة والسد العالى يحمينا    وائل عبد العزيز يتوعد صفحة نشرت خبرا عن ضياع شقيقته ياسمين    احتفاء واسع وخطوة غير مسبوقة.. ماذا فعل ترامب تجاه بيان حماس بشأن خطته لإنهاء حرب غزة؟    جيش الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدات فى نابلس ويعتقل شابين فلسطينيين    محيط الرقبة «جرس إنذار» لأخطر الأمراض: يتضمن دهونا قد تؤثرا سلبا على «أعضاء حيوية»    عدم وجود مصل عقر الحيوان بوحدة صحية بقنا.. وحالة المسؤولين للتحقيق    متحدث «الري»: أديس أبابا خزّنت كميات مياه ضخمة بالسد الإثيوبي قبل الموعد لأسباب إعلامية    في زفة عروسين، مصرع فتاة وإصابة آخرين خلال تصادم سيارة ملاكي بسور خرساني بمنشأة القناطر    ضبط 108 قطع خلال حملات مكثفة لرفع الإشغالات بشوارع الدقهلية    سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية فى بداية الأسبوع السبت 04-10-2025    أسعار السكر والزيت والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    لزيادة الطاقة وبناء العضلات، 9 خيارات صحية لوجبات ما قبل التمرين    الشطة الزيت.. سر الطعم الأصلي للكشري المصري    داء كرون واضطرابات النوم، كيفية التغلب على الأرق المصاحب للمرض    هل يجب الترتيب بين الصلوات الفائتة؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة قناة السويس تنظم مهرجان الكليات لسباق الطريق احتفالًا بانتصارات أكتوبر    مواقيت الصلاه في المنيا اليوم الجمعه 3 أكتوبر 2025 اعرفها بدقه    افتتاح 3 مساجد بمراكز محافظة كفر الشيخ    رسميًا.. البلشي وعبدالرحيم يدعوان لعقد اجتماع مجلس الصحفيين من جريدة الوفد الأحد    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوجة الثانية للدكتور مصطفى محمود تكشف أسرارا جديدة

زينب حمدى.. الزوجة الثانية فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. ورفيقة أكبر مشروع خيرى تم إنشاؤه فى مصر عام 82.. تزوجته أربع سنوات فقط بعد أن تعرفت عليه، وفجأة انفصل عنها بعد رحلة فى سانت كاترين.
زينب وهى ابنه الفنان التشكيلى حسين حمدى، تتحدث بعد صمت دام أكثر من خمسة وعشرين عاما، وتكشف الكثير من الجوانب الغامضة فى حياة المفكر الراحل، تروى كيف تزوجها، وكيف انفصل عنها، ومن كان صديقه وعدوه، عما يفرحه وما يحزنه.
كيف تم التعارف بينك وبين الدكتور مصطفى محمود؟
- تعرفت على الدكتور مصطفى فى مجلة صباح الخير.. حيث كان يكتب مقاله الأسبوعى، قرر أن يتزوجنى وطلب يدى يوم المولد النبوى فى عام 81.. وقتها دعا نفسه على العشاء فى بيت أسرتى.. ورمى القنبلة فى وجهى وطلبنى من أخى أحمد ومن والدتى.. لم أتوقع طلبه رغم أننا كنا قد تعرفنا وبدأ التقارب بيننا فى كل شىء فى الفكر وفى الطموح.. حتى فى أسلوب الحياة البسيطة.
وهل كانت لك شروط؟
- تزوجته بعقلى قبل قلبى ولم أكن قرأت له كتابا أو شاهدت أيا من حلقات برنامجه «العلم والإيمان»، تزوجته بدون شروط، بعد أن تعرفت عليه فى مجلة صباح الخير.... يكفينى فخرا أننى زوجة للدكتور مصطفى محمود أربع سنوات -عمر زواجنا- لكنها كانت بمثابة نهر تدفق خيرا بلا حدود.
كيف تم الزواج وأين؟
- مصطفى كان يتمنى أن نتزوج فى مكة المكرمة حتى يضفى المكان بعده الإيمانى على زواجنا.. لكن الظروف حالت دون ذلك فتزوجنا فى المسجد النبوى.. وحضرت والدتى وأخته
عقد الزواج، قبل الزواج قمنا بأداء العمرة.. بعدها عدنا إلى مصر فى اليوم التالى لزواجنا.
المرأة فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. كيف كانت ومن هى المرأة التى أثرت فى شخصيته؟
- الدكتور مصطفى لم يحب فى حياته ولم يرتبط بشخص مثلما ارتبط بشقيقته الحاجة زكية، التى تكبره بسنوات كثيرة، وكان شديد الاحترام والتقدير لها، ولا يتحدث إلا عنها، عن طريقة إعدادها للطعام «اللى ما فيش زيه».. وهى التى تولت رعايته منذ كان صغيرا.. وكان لا يتحرك بدونها حتى فى رحلاتنا معا كانت معنا.. أما عن والدته فلم يكن يتحدث عنها مطلقا رغم أن اسمها مثل اسمى زينب، فقد تزوجت ثلاث مرات ووالده كان الزوج الثالث فى حياة والدته.
وقد توفى والده وهو مازال صغيرا.. ومختار وزكية كانا شقيقى الدكتور مصطفى من أم واحدة وأب واحد.. وترتيبه الثالث بعد الحاجة زكية ومختار.
وهل باركت الحاجة زكية زواجكما أم عارضته؟
- علاقتى بالحاجة زكية منذ البداية كانت طيبة.. رغم أنها فى البداية بدت متحفظة على زواجنا، لكن حدث بيننا تقارب وتحولت علاقتى بها إلى صداقة وطيدة.. واحترمت تأثر الدكتور مصطفى بها وبآرائها وكانت تلازمه فى جميع الأماكن لدرجة أن البعض كان يظن أنها زوجته.
الفرق كبير بينك وبين الدكتور مصطفى فى العمر.. هل كان سببا من أسباب ترددك فى الزواج؟ وهل قدم الدكتور مصطفى لك شبكة؟
- إطلاقا لم أشعر بفارق السن كان سنى وقتها 35 سنة وهو60 عاما وتزوجنا بمنطق العقل، وكان هناك هدف يجمعنا بدأناه بتأسيس جمعية محمود الخيرية الإسلامية التى افتتحناها معا فى عام 82، وشقيقه مختار رحمه الله كان له دور كبير فى تأسيس المركز فى بدايته.
أما عن هدية زواجى فكانت عبارة عن عقد لولى.. كان هدية من أمير قطر.. ومازلت محتفظة به حتى الآن.. أما مهرى فهو خمسة آلاف جنيه قدمها الدكتور مصطفى وتبرعت بها لجمعية مصطفى محمود باسمى.
أين كنت تقيمين مع الدكتور مصطفى؟
- جمعنى بالدكتور مصطفى حب البساطة فى كل شىء.. لم نختلف أبدا فى المكان الذى يجمعنا حتى أننا طوال أربع سنوات -هى فترة زواجنا- كنا نسكن أعلى الجامع فى مكان عبارة عن حجرة بحمام وصالة صغيرة.
وهل هناك فارق بين مصطفى الزوج ومصطفى محمود المفكر؟
- مصطفى الزوج طفل كبير.. عفوى.. يضحك من قلبه ويغضب أيضا من قلبه.. كنت أعرفه من عينيه.. وصمته أكثر دليل على غضبه أو حزنه.. لم يكن يأكل كثيرا بسبب آلام فى معدته كانت تسبب له حالة من الإسهال المستمر.. لكنه كان يعشق الملوخية والسمك والشيكولاتة البيضاء.. يكره الأكل الجاهز.. وكان بيحب الأكل من إيدى.. أكثر ما كان يزعجنى فى مصطفى الزوج أنه إنسان فوضوى لكننى كنت أتعايش مع الفوضى الطفولية له.
هل كنت تتفقين معه سياسيا؟
- رغم أننى ناصرية بشدة، فإن مصطفى كان يحب الرئيس الراحل أنور السادات، وأنا أحببت فيه حبه الطاغى للرئيس السادات.. دائما كان يقول لى (عبدالناصر زعيم).. لكننى أحب فى السادات خفة دمه.. وذكاءه السياسى.. وخبث الفلاحين.
ما العيب الذى لم تستطيعى تغييره.. وما الميزة التى تحبينها فيه؟
- لديه عيب ربما يكون عند الكثيرين إلا أننى لم أستطع تغييره لأنه قد وصل إلى السن التى يصعب فيها التغيير بل التأقلم فقط.. وهى إذا اتخذ قرارا حتى ولو كان خطأ فلا يعود عن قراره مهما كانت النتائج، أما عن مميزاته فالدكتور مصطفى امتلك من المميزات الكثير، فهو أستاذى ومعلمى.. علمنى كيف تكون الحياة وكيف يفنى الإنسان حياته من أجل هدف نبيل.
هل تعتبرين قرار الانفصال قرارا خاطئا فى حياة الدكتور مصطفى محمود كان من الممكن التراجع عنه؟
- أنا لا أحب الحديث عن فترة انفصالنا.. ولكن قرار انفصالنا اتخذه منفردا وفوجئت به رغم أننا كنا قبل الانفصال بأيام فى رحلة استجمام فى سانت كاترين فهو يعشق هذا المكان.. وعدت قبله مع أخته إلى القاهرة.. بصراحة كان قرار انفصالنا صدمة كبيرة للجميع أهلى وأصدقائى.. لكنه تم فى هدوء وتفهمت موقفه ورفضنا سويا الحديث عن أسباب طلاقنا.. ورفضنا أى تكهنات بشأن هذا الموضوع شديد الخصوصية.
كم كان مؤخر الصداق؟
- ولا مليم.. أنا لم أتزوج الدكتور مصطفى بشروط مسبقة لأننى اخترته بعقلى وقلبى.. لا وقت لدى للشروط.
تركت عملك كمأمورة ضرائب من أجل الزواج من الدكتور مصطفى واكتفيت بعملك كمدير لجمعية محمود الخيرية لماذا؟ وهل عدت لعملك بعد الطلاق؟
- أنا لم أترك عملى بسبب الزواج، ولكننى تركته لأن عملى الجديد -الذى لم أتقاض عليه أجرا إلا الثواب من عند الله وهذا يكفينى- قد استحوذ على كل وقتى.. وشجعنى الدكتور مصطفى على اختيار الأفضل والذى يناسبنى نفسيا.. فاخترت العمل فى الخير فهو الأبقى.. وبعد الطلاق عدت لعملى فى الضرائب لفترة قصيرة، لكننى فضلت البقاء فى البيت إلى أن عملت فى شركة متخصصة فى نظم الطاقة ومازلت أعمل فيها حتى الآن.
بعد الطلاق هل تزوجت مرة أخرى؟
الانفصال كان أمرا شديد الإزعاج لى وقد أصابتنى فترة من الكمون والذهول حتى بدأت عائلتى محاولات مستميتة لإعادتى مرة أخرى للحياة العامة والاندماج، فتقدم لى الدكتور أسامة رحمه الله، كان خطيبى قبل زواجى من مصطفى وتزوجنا لمدة عشر سنوات بعدها توفى إلى رحمة الله.
الصداقة فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. ماذا تعنى ومن هم الأصدقاء المقربون؟
-الموسيقار عبدالوهاب والدكتور زكى نجيب محمود فقط هم الأصدقاء المقربون.. كنا ندعوهم أحيانا لقضاء بعض الوقت معنا ولكن الدكتور مصطفى لا يحب السهر.. ونادرا ما كنا نلبى دعوات الأصدقاء.. كان عبدالحليم حافظ من أصدقائه وحدثنى كثيرا عن علاقته به ودائما كان يقول لى فى عينيك نفس النظرة التى كنت أراها فى عين عبدالحليم.. نظرة الموت، ومن كثرة عشقه لعبدالوهاب غنى لى فى أول لقاء بيننا أغنية «حبيبى ياللى خيالى فيك» عندما كان يوصلنى للبيت.. صوته كان حلوا جدا.. لكنه كان قليل الكلام عموما.
من كانوا أعداء الدكتور مصطفى محمود؟
- الشخص الناجح يستفز الكثير من الحاقدين هكذا كان الدكتور مصطaفى.. الدكتورة بنت الشاطىء هاجمته بشدة طوال سنوات طويلة، حاولت كثيرا حثه على الرد حتى يظهر الحق من الباطل ويدافع عن نفسه.. لكنه كان يقول لى مثل جميل أوى (لو كلب عضك هتروحى تعضيه).
وهل كنت مجرد مرحلة فى حياة الدكتور مصطفى محمود؟
- أعتقد ذلك فوجودى فى حياته كان مرتبطا بفترة بناء ونجاح المشروع وإنمائه.. وكذلك الدكتور مصطفى مرحلة فى حياتى واعتبرها من أفضل وأكثر المراحل ثراء فى حياتى، بعدها كل منا استكمل حياته وكنا على اتصال ببعضنا.. لكننى تركت العمل فى الجمعية.
متى كانت آخر مرة تحدثت معه فى التليفون أو رأيته قبل الوفاة؟
- منذ ثلاث سنوات ذهبت لزيارته وحزنت كثيرا عندما رأيته، كان يتذكرنى وينادينى باسمى الذى نادانى به أيام زواجنا (إينب).. لكنه لم يتذكر بعض الأشياء من حوله.
الدكتور مصطفى محمود أحاطته حالة من الجدل فى كل أفكاره ومعتقداته؟ كيف ترين ذلك.. زينب الزوجة المقربة والصديقة؟
- الدكتور مصطفى كان أكثر عقلانية من الجميع تنبأ بما حدث وما سوف يحدث، لا أحد كان يصدقه.. والنتيجة هو حال البلد وما وصلنا له حتى الآن.. وكل التهم التى وجهت له كالإلحاد وعلاقته بالجن كانت باطلة.. فهو بطبيعته فيلسوف ومفكر وليس داعية أو مفتيا، فهو يفكر فى كل شىء، وأصل الأشياء هو التفكير والعقل.. كان يصلى ويواظب على الصلاة وحج بيت الله الحرام مرة واحدة، لأن الحج فرض على كل مسلم طالما لديه الاستطاعة.. يؤمن بأن الحجاب فرض.. وكان يؤدى الزكاة.. بل إن كل ما يملكه تقريبا هو ملك للجمعية ويخرج فى سبيل الله.
أما موضوع الجن فكان يضحك من الدجالين والذين يعملون فى هذا المجال.. لدرجة أن بعض البسطاء من الناس كانوا يقبلون عليه من أجل أن يساعدهم فى فك الأعمال والسحر.. فكان يحاول إقناعهم وتبسيط الأمور لهم.. وحكى لى مرة أن أحد الشيوخ المقربين له دعاه لكى يحضر جلسه تحضير الجن وبالفعل انشق الحائط وخرج منه كائن قصير وبدأ فى توجيه حديثه لمصطفى محمود.. ورغم هذه التجربة فهو يرى أن قضية الجن والعفاريت أكذوبة ينصب بها الدجالون على البسطاء ويبتزونهم.. وكثيرا كان يقول لى لما نختلف (أصل الجن بتاعك مش راضى عنى).
أما عن قضية الشفاعة فكان له رأى عقلانى ومنطقى جدا.. كيف يتساوى السارق مع الشريف، وكيف يتساوى القاتل مع شيخ الجامع، فمن يستحق الشفاعة هم الطيبون الصالحون.
متى رأيت مصطفى محمود حزينا جدا؟
- الدكتور مصطفى كان شديد الحساسية ورقيقا وحنونا مع الجميع وكان أبا رائعا.. وأكثر ما يحزنه أنه كان يرى ما لا يراه الآخرون.. ولم يصدقه أحد.. وأكثر يوم وجدته حزينا يوم مقتل السادات، كان معزوما على الغداء قبل زواجنا بحوالى شهر ونصف الشهر، وتلقى خبر الحادث وعندما علم بوفاته كان شديد الحزن والتأثر، خاصة أن الدكتور مصطفى رافق الراحل فى رحلته الأخيرة لأمريكا قبل اغتياله.. كذلك يوم وفاة شقيقه مختار لأنه كان بمثابة أخيه ووالده.. ولكننى لم أره يبكى أبدا حتى فى أوقات حزنه الشديدة، وأحيانا كان الناس يفهمونه خطأ لأن صمته أحيانا يترجمه الآخرون بالتعالى والتكبر، فى حين أنه كان كثيرا ما يشرد بذهنه ويفكر فى قضية ما تستحوذ على كل كيانه، فلا يلاحظ من حوله ذلك.
ما أسعد أوقاته؟
- عندما كنا نسافر سويا وخاصة فى رحلاتنا لسانت كاترين.. كان يعشق السفر ويجد فيه فائدتين.. المتعة والعمل، حيث كان يجمع المادة العلمية لبرنامجه العلم والإيمان.. وهذا البرنامج أخذ منه الكثير من وقته وجهده.
علاقته بأولادك وعلاقتك بأسرته وأولاده كيف كانت؟
- ابنتى الكبرى جيهان هى أول من عرفنى على برنامجه العلم والإيمان.. فأولادى كانوا من عشاقه وفرحوا كثيرا عندما علموا أنه يريد الزواج منى.. كان الدكتور مصطفى أبا حنونا ويعشق أولادى.. كذلك علاقتى بعائلته وأولاده كانت جيدة والحمد لله.
لمعلوماتك...
تزوجت «السيدة زينب» من خلال «العلم والإيمان»...
الذكرى الغالية التى سوف أسرد لكم مجملها، هى قصة زواجى من السيدة زينب حمدى «ابنة الفنان حسين حمدى»، والتى كانت تعمل مأمورة ضرائب قبل أن تتولى مسئولية إدارة مسجد «محمود».
وحكايتى معها أو حكايتها معى، بدأت على الهواء من خلال برنامجى التليفزيونى «العلم والإيمان»، حيث كانت تحرص على متابعته باهتمام.
وفى إحدى المرات دار بينها وبين الرسام «إيهاب» حديث حول بعض قضايا التصوف والروحانيات، فأخبرها - إيهاب - بأننى أمتلك رأيا فى مسألة تناسخ الأرواح، ودعاها لزيارتى فى مكتبى بالمسجد، ودار بيننا حوار طويل التقت خلاله أفكارنا، وتأكدت أننى أمام إنسانة تفكر وتتأمل. وزاد اقتناعى بها بعد أن أهديتها مجموعة من كتبى «الوجود والعدم»، و«الشيطان يحكم»، و«المسيخ الدجال»، و«أناشيد الإثم» واتصلت بها تليفونيا لأعرف آراءها فى مؤلفاتى، وسررت عندما اكتشفت أننا متفاهمان، وخواطرنا متشابهة، ورؤيتنا للدين والحياة والفن والإنسان رؤية متقاربة جدا، وقويت العلاقة بيننا وتوطدت واتفقنا على الزواج.
وتم زواجنا بعد عودتى من إحدى رحلاتى الخارجية، بعد أن عزفت سنوات طويلة عن الزواج، ولكننى والحمد لله وجدت فى شخصية «زينب» ما كنت أبحث عنه طوال هذه السنوات، فالمرأة ليست شريكة الرجل فى بيته فقط، ولكنها تكون بالنسبة للرجل شريكة هدف وطريق وفكر، فهى الآن تساعدنى وتعيد ترتيب بيتى وحياتى، لأن عقلها منظم بجانب أنها تمتلك حسا فنيا، يدرك تماما تناقضات الفنان ومتغيراته وطباعه التى لا تختلف عن طباع الإنسان العادى.
وبزواجى من السيدة «زينب»، وجدت فيها الأم والأخت والحبيبة والملهمة والصديقة، وبدون المرأة لا تستقيم للرجل حياة، وبهما تكتمل الدائرة.. وتلك القصة اعتبرها من أحلى ذكريات حياتى.
بقلم: د. مصطفى محمود
نشر فى جريدة المساء
بتاريخ 21/4/1983
------------------------------------------------------------------------
مع أولاده
------------------------------------------------------------------------
هكذا كان يكتب مقالاته
------------------------------------------------------------------------
مع الشيخ الشعراوى
------------------------------------------------------------------------
وثيقة الزواج
------------------------------------------------------------------------
وثيقة الطلاق
------------------------------------------------------------------------
نزهة عائلية
------------------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------------------
مع زوجته السيدة زينب
------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.