"تعليم الشرابية" توجه بسرعة رفع المخلفات وتكثيف أعمال التشجير بالمدارس    رئيس الرقابة على الصادرات: معمل اختبار الطفايات المصري الثالث عالميا بقدرات فريدة    بيام هام من وزارة الاسكان بشأن أزمة أرض نادي الزمالك (تفاصيل)    حزن في كفر الشيخ بعد وفاة والد كابتن محمد الشناوي إثر حادث سير    114 ألف دولار نفقة شهرية.. تعرف على شروط انفصال كريستيانو وجورجينا    فرقة لاثونا جايتيرا الكولومبية تقدم حفلا فى مهرجان القلعة (صور)    البيت الأبيض: ترامب يريد أن يرى نهاية للحرب في غزة    الخارجية الأمريكية ل«الشروق»: ملتزمون بدعم حوار يؤدى للسلام وينهى معاناة السودانيين    مبابي وفينيسيوس يقودان هجوم الريال ضد أوساسونا في الدوري الاسباني    ترامب يوسع نطاق التعريفات الجمركية على المعادن لتشمل معدات الأطفال والدراجات النارية    تعرف على موعد إعلان نتيجة تقليل الاغتراب 2025    محافظ كفر الشيخ: مدارس حقلية ومشاتل نخيل شراكة رائدة مع «الفاو»    صلاح: قدمت أفضل مواسمي مع ليفربول.. والضغط سيكون أكبر    تقرير: باير ليفركوزن يقترب من استعارة لاعب مانشستر سيتي    انقلاب سيارة محملة بالطماطم على الطريق الصحراوي بالبحيرة    مصرع طالب غرقًا في سمالوط بالمنيا    شروط تركيب عدادات المياه الجديدة 2025.. قرار وزارة التموين والتفاصيل الكاملة    14561 رحلة استقبلها مطار شرم الشيخ هذا العام    مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يكشف عن البوستر الرسمي للدورة ال32    إعلان القائمة القصيرة لجوائز الصحافة المصرية (دورة محمود عوض 2025) وترشيحان ل«الشروق».. تفاصيل    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    صحة الدقهلية: تشكيل لجنة لكشف ملابسات وفاة الطفل مالك أثناء عملية جراحية بمستشفي شربين    انتبه اضطرابات حرارة الجسم قد تكشف لك أمراضًا خطيرة    "ابني كريم رد عليا".. صرخة أم في سوهاج بعد أن ابتلع النيل طفلها (القصة الكاملة)    نابولي يعلن ضم مدافع جيرونا    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    "رقص وفستان جريء".. 20 صورة ل ميريام فارس من حفلها بالسويد    بصحبة زوجة كريم محمود عبدالعزيز.. ريهام أيمن تنشر صور جديدة لها    اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، التشخيص والعلاج عند الأطفال والكبار    بنك القاهرة يطلق حملة ترويجية وجوائز لحاملي البطاقات الائتمانية    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    من تيمور تيمور إلى نيازي مصطفى.. حوادث مأساوية أنهت حياة نجوم الفن    تقارير: 200 طفل يصابون يوميا بسوء تغذية حاد    لليوم الرابع.. "مستقبل وطن" يواصل اجتماعات لجنة ترشيحات النواب استعدادًا لانتخابات 2025    محامي بدرية طلبة يوضح حقيقة إحالتها للمحاكمة ب«إساءة استخدام السوشيال ميديا» (خاص)    4374 فُرصة عمل جديدة في 12 محافظة بحد أدنى 7 آلاف جنيه    جهاز الاتصالات: إيقاف الهواتف التي تجري المكالمات التسويقية الإزعاجية بداية من الأسبوع المقبل    عمرو دياب يرقص على موسيقى «أشغال شقة».. وهشام ماجد: «يا مسيطنا في كل حفلة» (فيديو)    نفق وأعمال حفر إسرائيلية جديدة داخل ساحة البراق غرب المسجد الأقصى    وكيل تعليم بالأقصر يتفقد التدريب العملي لطلاب الثانوية الفندقية على أساسيات المطبخ الإيطالي    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    بالصور- وزير العدل يفتتح مبنى محكمة الأسرة بكفر الدوار    صور.. النقل تحذر من هذه السلوكيات في المترو والقطار الخفيف LRT    بي بي سي ترصد طوابير شاحنات المساعدات عند معبر رفح بانتظار دخول غزة    بعد جولة مفاجئة.. محافظ الدقهلية يحيل مسؤولين بمستشفى نبروه للتحقيق    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    التربية المدنية ودورها في تنمية الوعي والمسؤولية في ندوة بمجمع إعلام القليوبية    الأرصاد: اضطراب الملاحة على البحر الأحمر وخليج السويس والموج يرتفع ل3.5 متر    ضبط 433 قضية مخدرات فى حملات أمنية خلال 24 ساعة    "الموعد والقناة الناقلة".. النصر يصطدم بالاتحاد في نصف نهائي السوبر السعودي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    وزير الدولة للاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني: الاقتصاد المصري يحتل أهمية خاصة للاستثمارات    إلغاء إجازة اليوم الوطني السعودي ال95 للقطاعين العام والخاص حقيقة أم شائعة؟    «100 يوم صحة» تقدم 52.9 مليون خدمة طبية مجانية خلال 34 يومًا    عماد النحاس يكشف موقف الشناوي من مشاركة شوبير أساسيا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2025 بعد انتهاء تسجيل رغبات طلاب الثانوية العامة 2025 للمرحلتين الأولي والثانية    «ثغرة» بيراميدز تغازل المصري البورسعيدي.. كيف يستغلها الكوكي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوجة الثانية للدكتور مصطفى محمود تكشف أسرارا جديدة

زينب حمدى.. الزوجة الثانية فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. ورفيقة أكبر مشروع خيرى تم إنشاؤه فى مصر عام 82.. تزوجته أربع سنوات فقط بعد أن تعرفت عليه، وفجأة انفصل عنها بعد رحلة فى سانت كاترين.
زينب وهى ابنه الفنان التشكيلى حسين حمدى، تتحدث بعد صمت دام أكثر من خمسة وعشرين عاما، وتكشف الكثير من الجوانب الغامضة فى حياة المفكر الراحل، تروى كيف تزوجها، وكيف انفصل عنها، ومن كان صديقه وعدوه، عما يفرحه وما يحزنه.
كيف تم التعارف بينك وبين الدكتور مصطفى محمود؟
- تعرفت على الدكتور مصطفى فى مجلة صباح الخير.. حيث كان يكتب مقاله الأسبوعى، قرر أن يتزوجنى وطلب يدى يوم المولد النبوى فى عام 81.. وقتها دعا نفسه على العشاء فى بيت أسرتى.. ورمى القنبلة فى وجهى وطلبنى من أخى أحمد ومن والدتى.. لم أتوقع طلبه رغم أننا كنا قد تعرفنا وبدأ التقارب بيننا فى كل شىء فى الفكر وفى الطموح.. حتى فى أسلوب الحياة البسيطة.
وهل كانت لك شروط؟
- تزوجته بعقلى قبل قلبى ولم أكن قرأت له كتابا أو شاهدت أيا من حلقات برنامجه «العلم والإيمان»، تزوجته بدون شروط، بعد أن تعرفت عليه فى مجلة صباح الخير.... يكفينى فخرا أننى زوجة للدكتور مصطفى محمود أربع سنوات -عمر زواجنا- لكنها كانت بمثابة نهر تدفق خيرا بلا حدود.
كيف تم الزواج وأين؟
- مصطفى كان يتمنى أن نتزوج فى مكة المكرمة حتى يضفى المكان بعده الإيمانى على زواجنا.. لكن الظروف حالت دون ذلك فتزوجنا فى المسجد النبوى.. وحضرت والدتى وأخته
عقد الزواج، قبل الزواج قمنا بأداء العمرة.. بعدها عدنا إلى مصر فى اليوم التالى لزواجنا.
المرأة فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. كيف كانت ومن هى المرأة التى أثرت فى شخصيته؟
- الدكتور مصطفى لم يحب فى حياته ولم يرتبط بشخص مثلما ارتبط بشقيقته الحاجة زكية، التى تكبره بسنوات كثيرة، وكان شديد الاحترام والتقدير لها، ولا يتحدث إلا عنها، عن طريقة إعدادها للطعام «اللى ما فيش زيه».. وهى التى تولت رعايته منذ كان صغيرا.. وكان لا يتحرك بدونها حتى فى رحلاتنا معا كانت معنا.. أما عن والدته فلم يكن يتحدث عنها مطلقا رغم أن اسمها مثل اسمى زينب، فقد تزوجت ثلاث مرات ووالده كان الزوج الثالث فى حياة والدته.
وقد توفى والده وهو مازال صغيرا.. ومختار وزكية كانا شقيقى الدكتور مصطفى من أم واحدة وأب واحد.. وترتيبه الثالث بعد الحاجة زكية ومختار.
وهل باركت الحاجة زكية زواجكما أم عارضته؟
- علاقتى بالحاجة زكية منذ البداية كانت طيبة.. رغم أنها فى البداية بدت متحفظة على زواجنا، لكن حدث بيننا تقارب وتحولت علاقتى بها إلى صداقة وطيدة.. واحترمت تأثر الدكتور مصطفى بها وبآرائها وكانت تلازمه فى جميع الأماكن لدرجة أن البعض كان يظن أنها زوجته.
الفرق كبير بينك وبين الدكتور مصطفى فى العمر.. هل كان سببا من أسباب ترددك فى الزواج؟ وهل قدم الدكتور مصطفى لك شبكة؟
- إطلاقا لم أشعر بفارق السن كان سنى وقتها 35 سنة وهو60 عاما وتزوجنا بمنطق العقل، وكان هناك هدف يجمعنا بدأناه بتأسيس جمعية محمود الخيرية الإسلامية التى افتتحناها معا فى عام 82، وشقيقه مختار رحمه الله كان له دور كبير فى تأسيس المركز فى بدايته.
أما عن هدية زواجى فكانت عبارة عن عقد لولى.. كان هدية من أمير قطر.. ومازلت محتفظة به حتى الآن.. أما مهرى فهو خمسة آلاف جنيه قدمها الدكتور مصطفى وتبرعت بها لجمعية مصطفى محمود باسمى.
أين كنت تقيمين مع الدكتور مصطفى؟
- جمعنى بالدكتور مصطفى حب البساطة فى كل شىء.. لم نختلف أبدا فى المكان الذى يجمعنا حتى أننا طوال أربع سنوات -هى فترة زواجنا- كنا نسكن أعلى الجامع فى مكان عبارة عن حجرة بحمام وصالة صغيرة.
وهل هناك فارق بين مصطفى الزوج ومصطفى محمود المفكر؟
- مصطفى الزوج طفل كبير.. عفوى.. يضحك من قلبه ويغضب أيضا من قلبه.. كنت أعرفه من عينيه.. وصمته أكثر دليل على غضبه أو حزنه.. لم يكن يأكل كثيرا بسبب آلام فى معدته كانت تسبب له حالة من الإسهال المستمر.. لكنه كان يعشق الملوخية والسمك والشيكولاتة البيضاء.. يكره الأكل الجاهز.. وكان بيحب الأكل من إيدى.. أكثر ما كان يزعجنى فى مصطفى الزوج أنه إنسان فوضوى لكننى كنت أتعايش مع الفوضى الطفولية له.
هل كنت تتفقين معه سياسيا؟
- رغم أننى ناصرية بشدة، فإن مصطفى كان يحب الرئيس الراحل أنور السادات، وأنا أحببت فيه حبه الطاغى للرئيس السادات.. دائما كان يقول لى (عبدالناصر زعيم).. لكننى أحب فى السادات خفة دمه.. وذكاءه السياسى.. وخبث الفلاحين.
ما العيب الذى لم تستطيعى تغييره.. وما الميزة التى تحبينها فيه؟
- لديه عيب ربما يكون عند الكثيرين إلا أننى لم أستطع تغييره لأنه قد وصل إلى السن التى يصعب فيها التغيير بل التأقلم فقط.. وهى إذا اتخذ قرارا حتى ولو كان خطأ فلا يعود عن قراره مهما كانت النتائج، أما عن مميزاته فالدكتور مصطفى امتلك من المميزات الكثير، فهو أستاذى ومعلمى.. علمنى كيف تكون الحياة وكيف يفنى الإنسان حياته من أجل هدف نبيل.
هل تعتبرين قرار الانفصال قرارا خاطئا فى حياة الدكتور مصطفى محمود كان من الممكن التراجع عنه؟
- أنا لا أحب الحديث عن فترة انفصالنا.. ولكن قرار انفصالنا اتخذه منفردا وفوجئت به رغم أننا كنا قبل الانفصال بأيام فى رحلة استجمام فى سانت كاترين فهو يعشق هذا المكان.. وعدت قبله مع أخته إلى القاهرة.. بصراحة كان قرار انفصالنا صدمة كبيرة للجميع أهلى وأصدقائى.. لكنه تم فى هدوء وتفهمت موقفه ورفضنا سويا الحديث عن أسباب طلاقنا.. ورفضنا أى تكهنات بشأن هذا الموضوع شديد الخصوصية.
كم كان مؤخر الصداق؟
- ولا مليم.. أنا لم أتزوج الدكتور مصطفى بشروط مسبقة لأننى اخترته بعقلى وقلبى.. لا وقت لدى للشروط.
تركت عملك كمأمورة ضرائب من أجل الزواج من الدكتور مصطفى واكتفيت بعملك كمدير لجمعية محمود الخيرية لماذا؟ وهل عدت لعملك بعد الطلاق؟
- أنا لم أترك عملى بسبب الزواج، ولكننى تركته لأن عملى الجديد -الذى لم أتقاض عليه أجرا إلا الثواب من عند الله وهذا يكفينى- قد استحوذ على كل وقتى.. وشجعنى الدكتور مصطفى على اختيار الأفضل والذى يناسبنى نفسيا.. فاخترت العمل فى الخير فهو الأبقى.. وبعد الطلاق عدت لعملى فى الضرائب لفترة قصيرة، لكننى فضلت البقاء فى البيت إلى أن عملت فى شركة متخصصة فى نظم الطاقة ومازلت أعمل فيها حتى الآن.
بعد الطلاق هل تزوجت مرة أخرى؟
الانفصال كان أمرا شديد الإزعاج لى وقد أصابتنى فترة من الكمون والذهول حتى بدأت عائلتى محاولات مستميتة لإعادتى مرة أخرى للحياة العامة والاندماج، فتقدم لى الدكتور أسامة رحمه الله، كان خطيبى قبل زواجى من مصطفى وتزوجنا لمدة عشر سنوات بعدها توفى إلى رحمة الله.
الصداقة فى حياة الدكتور مصطفى محمود.. ماذا تعنى ومن هم الأصدقاء المقربون؟
-الموسيقار عبدالوهاب والدكتور زكى نجيب محمود فقط هم الأصدقاء المقربون.. كنا ندعوهم أحيانا لقضاء بعض الوقت معنا ولكن الدكتور مصطفى لا يحب السهر.. ونادرا ما كنا نلبى دعوات الأصدقاء.. كان عبدالحليم حافظ من أصدقائه وحدثنى كثيرا عن علاقته به ودائما كان يقول لى فى عينيك نفس النظرة التى كنت أراها فى عين عبدالحليم.. نظرة الموت، ومن كثرة عشقه لعبدالوهاب غنى لى فى أول لقاء بيننا أغنية «حبيبى ياللى خيالى فيك» عندما كان يوصلنى للبيت.. صوته كان حلوا جدا.. لكنه كان قليل الكلام عموما.
من كانوا أعداء الدكتور مصطفى محمود؟
- الشخص الناجح يستفز الكثير من الحاقدين هكذا كان الدكتور مصطaفى.. الدكتورة بنت الشاطىء هاجمته بشدة طوال سنوات طويلة، حاولت كثيرا حثه على الرد حتى يظهر الحق من الباطل ويدافع عن نفسه.. لكنه كان يقول لى مثل جميل أوى (لو كلب عضك هتروحى تعضيه).
وهل كنت مجرد مرحلة فى حياة الدكتور مصطفى محمود؟
- أعتقد ذلك فوجودى فى حياته كان مرتبطا بفترة بناء ونجاح المشروع وإنمائه.. وكذلك الدكتور مصطفى مرحلة فى حياتى واعتبرها من أفضل وأكثر المراحل ثراء فى حياتى، بعدها كل منا استكمل حياته وكنا على اتصال ببعضنا.. لكننى تركت العمل فى الجمعية.
متى كانت آخر مرة تحدثت معه فى التليفون أو رأيته قبل الوفاة؟
- منذ ثلاث سنوات ذهبت لزيارته وحزنت كثيرا عندما رأيته، كان يتذكرنى وينادينى باسمى الذى نادانى به أيام زواجنا (إينب).. لكنه لم يتذكر بعض الأشياء من حوله.
الدكتور مصطفى محمود أحاطته حالة من الجدل فى كل أفكاره ومعتقداته؟ كيف ترين ذلك.. زينب الزوجة المقربة والصديقة؟
- الدكتور مصطفى كان أكثر عقلانية من الجميع تنبأ بما حدث وما سوف يحدث، لا أحد كان يصدقه.. والنتيجة هو حال البلد وما وصلنا له حتى الآن.. وكل التهم التى وجهت له كالإلحاد وعلاقته بالجن كانت باطلة.. فهو بطبيعته فيلسوف ومفكر وليس داعية أو مفتيا، فهو يفكر فى كل شىء، وأصل الأشياء هو التفكير والعقل.. كان يصلى ويواظب على الصلاة وحج بيت الله الحرام مرة واحدة، لأن الحج فرض على كل مسلم طالما لديه الاستطاعة.. يؤمن بأن الحجاب فرض.. وكان يؤدى الزكاة.. بل إن كل ما يملكه تقريبا هو ملك للجمعية ويخرج فى سبيل الله.
أما موضوع الجن فكان يضحك من الدجالين والذين يعملون فى هذا المجال.. لدرجة أن بعض البسطاء من الناس كانوا يقبلون عليه من أجل أن يساعدهم فى فك الأعمال والسحر.. فكان يحاول إقناعهم وتبسيط الأمور لهم.. وحكى لى مرة أن أحد الشيوخ المقربين له دعاه لكى يحضر جلسه تحضير الجن وبالفعل انشق الحائط وخرج منه كائن قصير وبدأ فى توجيه حديثه لمصطفى محمود.. ورغم هذه التجربة فهو يرى أن قضية الجن والعفاريت أكذوبة ينصب بها الدجالون على البسطاء ويبتزونهم.. وكثيرا كان يقول لى لما نختلف (أصل الجن بتاعك مش راضى عنى).
أما عن قضية الشفاعة فكان له رأى عقلانى ومنطقى جدا.. كيف يتساوى السارق مع الشريف، وكيف يتساوى القاتل مع شيخ الجامع، فمن يستحق الشفاعة هم الطيبون الصالحون.
متى رأيت مصطفى محمود حزينا جدا؟
- الدكتور مصطفى كان شديد الحساسية ورقيقا وحنونا مع الجميع وكان أبا رائعا.. وأكثر ما يحزنه أنه كان يرى ما لا يراه الآخرون.. ولم يصدقه أحد.. وأكثر يوم وجدته حزينا يوم مقتل السادات، كان معزوما على الغداء قبل زواجنا بحوالى شهر ونصف الشهر، وتلقى خبر الحادث وعندما علم بوفاته كان شديد الحزن والتأثر، خاصة أن الدكتور مصطفى رافق الراحل فى رحلته الأخيرة لأمريكا قبل اغتياله.. كذلك يوم وفاة شقيقه مختار لأنه كان بمثابة أخيه ووالده.. ولكننى لم أره يبكى أبدا حتى فى أوقات حزنه الشديدة، وأحيانا كان الناس يفهمونه خطأ لأن صمته أحيانا يترجمه الآخرون بالتعالى والتكبر، فى حين أنه كان كثيرا ما يشرد بذهنه ويفكر فى قضية ما تستحوذ على كل كيانه، فلا يلاحظ من حوله ذلك.
ما أسعد أوقاته؟
- عندما كنا نسافر سويا وخاصة فى رحلاتنا لسانت كاترين.. كان يعشق السفر ويجد فيه فائدتين.. المتعة والعمل، حيث كان يجمع المادة العلمية لبرنامجه العلم والإيمان.. وهذا البرنامج أخذ منه الكثير من وقته وجهده.
علاقته بأولادك وعلاقتك بأسرته وأولاده كيف كانت؟
- ابنتى الكبرى جيهان هى أول من عرفنى على برنامجه العلم والإيمان.. فأولادى كانوا من عشاقه وفرحوا كثيرا عندما علموا أنه يريد الزواج منى.. كان الدكتور مصطفى أبا حنونا ويعشق أولادى.. كذلك علاقتى بعائلته وأولاده كانت جيدة والحمد لله.
لمعلوماتك...
تزوجت «السيدة زينب» من خلال «العلم والإيمان»...
الذكرى الغالية التى سوف أسرد لكم مجملها، هى قصة زواجى من السيدة زينب حمدى «ابنة الفنان حسين حمدى»، والتى كانت تعمل مأمورة ضرائب قبل أن تتولى مسئولية إدارة مسجد «محمود».
وحكايتى معها أو حكايتها معى، بدأت على الهواء من خلال برنامجى التليفزيونى «العلم والإيمان»، حيث كانت تحرص على متابعته باهتمام.
وفى إحدى المرات دار بينها وبين الرسام «إيهاب» حديث حول بعض قضايا التصوف والروحانيات، فأخبرها - إيهاب - بأننى أمتلك رأيا فى مسألة تناسخ الأرواح، ودعاها لزيارتى فى مكتبى بالمسجد، ودار بيننا حوار طويل التقت خلاله أفكارنا، وتأكدت أننى أمام إنسانة تفكر وتتأمل. وزاد اقتناعى بها بعد أن أهديتها مجموعة من كتبى «الوجود والعدم»، و«الشيطان يحكم»، و«المسيخ الدجال»، و«أناشيد الإثم» واتصلت بها تليفونيا لأعرف آراءها فى مؤلفاتى، وسررت عندما اكتشفت أننا متفاهمان، وخواطرنا متشابهة، ورؤيتنا للدين والحياة والفن والإنسان رؤية متقاربة جدا، وقويت العلاقة بيننا وتوطدت واتفقنا على الزواج.
وتم زواجنا بعد عودتى من إحدى رحلاتى الخارجية، بعد أن عزفت سنوات طويلة عن الزواج، ولكننى والحمد لله وجدت فى شخصية «زينب» ما كنت أبحث عنه طوال هذه السنوات، فالمرأة ليست شريكة الرجل فى بيته فقط، ولكنها تكون بالنسبة للرجل شريكة هدف وطريق وفكر، فهى الآن تساعدنى وتعيد ترتيب بيتى وحياتى، لأن عقلها منظم بجانب أنها تمتلك حسا فنيا، يدرك تماما تناقضات الفنان ومتغيراته وطباعه التى لا تختلف عن طباع الإنسان العادى.
وبزواجى من السيدة «زينب»، وجدت فيها الأم والأخت والحبيبة والملهمة والصديقة، وبدون المرأة لا تستقيم للرجل حياة، وبهما تكتمل الدائرة.. وتلك القصة اعتبرها من أحلى ذكريات حياتى.
بقلم: د. مصطفى محمود
نشر فى جريدة المساء
بتاريخ 21/4/1983
------------------------------------------------------------------------
مع أولاده
------------------------------------------------------------------------
هكذا كان يكتب مقالاته
------------------------------------------------------------------------
مع الشيخ الشعراوى
------------------------------------------------------------------------
وثيقة الزواج
------------------------------------------------------------------------
وثيقة الطلاق
------------------------------------------------------------------------
نزهة عائلية
------------------------------------------------------------------------
------------------------------------------------------------------------
مع زوجته السيدة زينب
------------------------------------------------------------------------


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.