أكد الدكتور جميل صبحى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن الشخصية الدورية، تتسم بفترات من الاكتئاب والانعزال، وفترات أخرى من المرح والتفاعل الاجتماعى بصورة عالية، فدائما تكون نوبة الاكتئاب والمرح لديها بدون سبب واضح أو أسباب تافهة، وتتفاوت مدة ودرجات الاكتئاب والمرح تبعا لطبيعة الشخصية والظروف المحيطة، البعض منهم تسيطر عليه فترات اكتئاب طويلة ويعودون للوضع الطبيعى وليس المرح، والبعض الآخر تسيطر عليه فترات المرح لمدة طويلة ويعودون إلى الطبيعى أو فترات اكتئاب بسيطة. ويختلف تماماً عن دخول الشخصيات الأخرى فى الاكتئاب نتيجة المواقف أو الظروف الصعبة بدرجات تناسب الموقف، وتعود لطبيعتها بعد انتهاء تلك الظروف أو يدخلون فى فترة المرح نتيجة لمؤثرات وظروف سعيدة، ولكن فى كلا الحالتين يمكنهم التحكم فى إظهار مشاعر الاكتئاب أو المرح أمام الآخرين. ويوضح "صبحى"، أن الشخصية الدورية، أبسط المواقف تدخلها فى نوبة الاكتئاب بسرعة، وغالبا ما تشعر أن السبب فى اكتئابها هو تصرفات المحيطين، وقد تسترجع كل المواقف السيئة من الماضى مع أحد المقربين بسبب مواقف غير مقصودة وبسيطة وتنسى أى شىء إيجابى لهؤلاء الأشخاص ويكون رد فعلها نوبات غضب عالية مع أقل استفزاز غير مقصود ويوجهون الاتهام لهؤلاء الأشخاص على أنهم سبب تعاستهم وفشلهم . لفت دكتور صبحى إلى أن الشخصية الدورية فى فترات الاكتئاب تميل إلى العزلة والابتعاد عن المجتمع بصورة عامة ويقل نشاطهم وتفقد الشعور بالمتعة فى أى شىء، وبعضهم تنتابه شكوك اضطهادية تجاه بعض الأشخاص ويتصورون أنه سبب أذيتهم فيتخذ مواقف عدائية تصل إلى قطع العلاقات. وأضاف بعد مرور فترة الاكتئاب طالت أو قصرت يمكن أن تدخل فى نوبة فرح مفاجئ لأسباب تافهة وغير منطقية، فيزيد نشاطها وتفاؤلها بالحياة فتتعامل مع نفس الأشخاص الذين انقلبت عليهم بحب وود شديد، وتنسى كل المواقف السيئة فجأة وتتحول إلى نوبة من المرح والفكاهة وقد تميل إلى استخدام الألفاظ الخارجة بشكل كوميدى والتهور والاندفاع فى مشاريع غير مدروسة بجرأة شديدة قد تضربها، وتميل الى البذخ للاستمتاع بالحياة بكل صورها. إلى أن يأتيها نوبة الاكتئاب المفاجئ مرة أخرى بدون سبب، ومن هنا جاءت تسمية "الدورية" والحياة مع تلك الشخصية خصوصا إذا كانت النوبات لديها عبء شديد، لأنهم فى كل نوبة يكونون فى شكل مختلف تماما وذلك النوع من الشخصيات عرضة لما يطلق عليه "الاضطراب الوجدانى" وهو ذهان المرح والاكتئاب الذى تكون نوبات الاكتئاب شديدة جداً قد تؤدى إلى الانتحار ونوبات المرح تصل إلى حد الهوس وعدم القدرة على التحكم فى التصرفات والقرارات قد تؤدى إلى خسارة كل ما يملكون فى مشاريع بعيدة عن مجال تخصصهم، ولا يستطيعون النوم لأيام كثيرة ولا يدركون حالاتهم وهنا لابد من التدخل العلاجي السريع، وتلك النوع من الشخصيات تختلف عن بعض الأشخاص الذين يدخلون فى مود الاكتئاب نتيجة ظروف معينة قد تكون فسيولوجية مثل الدورة الشهرية، أو نتيجة الآثار الجانبية لبعض العقاقير الطبية.