فى حياة الأمم والشعوب دائمًا ما نجد أشخاصًا مبعث فخر واعتزاز لبلادهم وللبشرية بإسهاماتهم العلمية ومحاولاتهم دائمًا عبر الأيام والسنين أن يغيروا وجه الحياة بكل ما كان فيها من شقاء وجهل وظلام إلى نور العلم والتقدم والرخاء الذى تجنيه الآن بلادهم وشعوبهم بفضل علمهم واختراعاتهم التى كانت سببًا فى هذه النقلة العلمية الحضارية للبشرية جمعاء، لذلك نحن فى مصر لا نريد إعادة اختراع العجلة من جديد، ولكن نريد أن نسلط الضوء على الشباب المصرى المجتهد الذى قدم الكثير من الابتكارات والاختراعات والتى لا تزال حبيسة العقول والأدراج والتى حان الوقت لها أن تنفذ وتأخذ على محمل من الجد والاهتمام من الدولة. وفى مصر وحدها يوجد أكثر من 30 ألف براءة اختراع مسجلة فضلاً عن آلاف الأفكار والابتكارات الأخرى غير المسجلة، التى لا تجد من يعتنى بها أو يوظفها عمليًا وإذا كنا نريد بناء الدولة الجديدة لمصر على أسس حديثة عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو فلا يمكن أن نغفل أبدًا البحث العلمى ورعاية الأفكار الجديدة والابتكارات المفيدة والإبداعات الخلاقة، وذلك من منطلق أنها السبب الحقيقى والمباشر لنهوض المجتمعات وتقدم الأمم وإذا كان لزامًا على الدولة والجهات المختصة بمساعدة المخترعين الشباب على تطوير أفكارهم وتنمية إبداعهم على نحو علمى وتلبية لهذه الحاجة الوطنية ومن أجل تحقيق هذا الهدف القومى الكبير، الذى تحتاجه بلادنا بشدة فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر وأيضًا للأخذ بيد المخترعين المصريين. تقديم الدعم المالى والفنى للاختراعات المختارة والتى أثبتت فعاليتها الكبيرة ومن ثم عرضها بعد ذلك على شركات خاصة أو عامة لتنفيذها يساهم فيها رجال الأعمال والمستثمرون والجهات المعنية لتسويق الابتكارات الهامة وعرضها للاستثمار الجاد الذى يسعى لتحقيق نقلة علمية مهمة لمصر سوف يجنى من خلالها أرباحًا كبيرة بسبب امتلاكه لمنتج جديد ينفرد به على مستوى العالم وإذا كان تطوير التعليم مطلبًا شعبيًا وقوميًا متوافقًا مع المعايير الدولية فى نظم التعليم قبل الجامعى بهدف تشجيع ثقافة الإبداع وتحفيز روح الابتكار العلمى لدى الشباب وتحويل أفكارهم النظرية إلى مشاريع وطنية توظف فى خطط التنمية وتساهم بقوة فى الاقتصاد الوطنى وفى ثورة تعمير شاملة لكل نواحى الحياة لذلك يجب أن نراعى فى أولوياتنا مساعدة العقول المبتكرة ونقف بجانبها ونقوم بتذليل كل العقبات التى قد تعترض طريقهم نحو تنفيذ اختراعاتهم بل يجب أن نعتبرهم كنزًا من كنوز الوطن التى يصعب تعويضها إذا هاجرت بعيدًا عن بيتها الكبير مصر كما نتجه بالدعوة لكل الرموز الوطنية وإلى الهيئات والشركات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والشرفاء من رجال الأعمال والمستثمرين باحتضان هذه العقول المبتكرة واعتبار تنفيذ اختراعاتهم وتسويقها من الأمن القومى لمصر حتى يتحقق من خلالهم التنمية فى كل أنحاء مصر.