تباينت أداء مؤشرات البورصات العربية فى نهاية تداولات، اليوم الأربعاء، وكان مؤشر البورصة القطرية الأكثر هبوطا بعد الإعلان عن سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر. وتراجعت أيضا أسواق الكويت ودبى والبحرينوالأردن، فيما صعدت أسواق مصر والسعودية وأبوظبى ومسقط. وقال محللون وخبراء مختصون فى البورصات العربية، إن المخاوف من تصاعد حدة التوترات السياسية بين الدوحة ودول مجلس التعاون الخليجى، دفع المستثمرين ببعض أسواق المنطقة إلى عمليات بيع عشوائية فى أغلب الأسواق. وأعلنت الدول الثلاث، فى بيان صحفى نشر اليوم الأربعاء، بوكالة الأنباء السعودية الرسمية، سحب سفراءها من قطر لعدم التزامها بالاتفاق الموقع بين دول مجلس التعاون الخليجى، والذى يقضى بعدم تدخل أى دولة فى الشئون الداخلية لأى من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، ويضم مجلس التعاون الخليجى فى عضويته السعودية والإمارات والكويتوقطروالبحرين وعمان. وقادت بورصة قطر تراجعات الأسواق، عقب هبوط مؤشرها العام بأكثر من 2% مقلصا بذلك جزءا من خسائرها التى منى بها خلال منتصف التعاملات، ليغلق عند مستوى 11346.58 نقطة مسجلا أكبر خسائر يومية فى 6 أشهر، فيما تكبد رأس المال السوقى للأسهم المقيدة خسائر بنحو 16.7 مليار ريالا. وقال إبراهيم الفيلكاوى، المحلل الفنى والمستشار الاقتصادى بمركز الدراسات المتقدمة: "إعلان 3 دول خليجية عن سحب سفرائهم من قطر، أدى إلى تراجع أغلب الأسواق العربية، وتحول اتجاه أسواق المنطقة، من الاتجاه الصاعد بعد هدوء التوترات بين روسيا وأوكرانيا". وتوقع الفيلكاوى، فى تصريحات لمراسل "الأناضول" عبر البريد الإلكترونى: "تزايد وتيرة هبوط الأسواق فى تعاملات الغد الخميس، لحين ظهور بيان خليجى مشترك يوضح الموقف ويقلل من حجم الأزمة"، وأضاف: "سيظل المستثمرون فى حالة من الهلع لحين اتضاح الأمور". وقال مجلس الوزراء القطرى، فى بيان صحفى نشر بعد إغلاق السوق القطرية، بوكالة الأنباء القطرية الرسمية: "لا علاقة للخطوة التى أقدم عليها الأشقاء فى السعودية والإمارات والبحرين، بمصالح الشعوب الخليجية، بل باختلاف فى المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون". وقال مهاب عجينة، مدير إدارة التحليل الفنى لدى "بلتون فايننشال": "سارع المتعاملون الأجانب إلى البيع العشوائى فى بورصة قطر، خوفا من استمرار التوترات التى قد تؤثر على استقرار الأوضاع بالمنطقة". وحققت تعاملات الأجانب ببورصة قطر، صافى بيع تجاوز 60 مليون ريال، فى نهاية تداولات اليوم، مقابل مشتريات بنفس القيمة من قبل المستثمرين القطريين. وأضاف عجينة، فى اتصال هاتفى لمراسل وكالة الأناضول، أن "ارتفاع مستويات السيولة بالبورصة القطرية إلى مستويات قياسية هى الأعلى منذ عدة شهور مع هبوط السوق اليوم، يدل على تزايد وتيرة البيع من قبل المتعاملين خوفا من تدهور الأوضاع". وتجاوزت قيم التداول فى بورصة قطر، نهاية تداولات اليوم الأربعاء، نحو 1.4 مليار ريال فى مقابل 651 مليون ريال أمس الثلاثاء، فيما جرى التداول على أكثر من 26.6 مليون سهما مقابل 14.4 مليون سهما أمس الثلاثاء. وقالت منى مصطفى، المحلل الفنى لدى "المجموعة الأفريقية": "تخلى المتعاملون بالبورصة عن أسهمهم خوفا من تصاعد حدة الأزمة، ونال الهبوط جميع القطاعات القطرية بقيادة البنوك والاتصالات". وأضافت منى، فى اتصال هاتفى لمراسل "الأناضول": "أتوقع استمرار نزيف الخسائر بجلسة الغد مع تزايد المخاوف بشأن النتائج المترتبة على هذا القرار". وتراجع المؤشر العام لسوق دبى بنسبة 0.49%، ليبلغ 4100.71 نقطة متخليا عن جميع مكاسبه الصباحية، والتى جاوزت 1% فى بداية التداولات، فيما خالف نظيره مؤشر أبو ظبى الاتجاه مرتفعا بمقدار 0.36%، ليغلق مستقرا عند 4938.07 نقطة بالقرب من حاجز ال5 آلاف نقطة. فيما عادت السوق الكويتية إلى التراجع مرة أخرى، رغم نجاحه أمس الثلاثاء، فى إنهاء رحلة هبوط دامت لست جلسات متتالية، ليتراجع مؤشره السعرى اليوم بنحو 0.73% وصولا إلى مستوى 7476.72 نقطة. وواصلت البورصة المصرية الصعود، وسط حالة من التفاؤل سرت بين أوساط المتعاملين بعد تلميحات المشير عبد الفتاح السياسى، وزير الدفاع المصرى، أمس الثلاثاء، عن احتمالات ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية. وأغلق المؤشر الرئيسى "EGX30" مرتفعا بمقدار 1.15% عند 8025.28 نقطة بعد نجاحه فى تخطى حاجز ال8 آلاف نقطة، بسبب المشتريات المكثفة للمؤسسات العربية والأجنبية والأفراد المصريين، للأسهم القيادية. وقال محمد الأعصر، مدير إدارة التحليل الفنى لدى "الوطنى كابيتال": "دعمت الأسهم القيادية صعود بورصة مصر خاصة فى ظل حالة التفاؤل التى تعم أوساط المتعاملين بعد إعلان السيسى عن عزمه الترشح قريبا فى انتخابات الرئاسة". وأضاف الأعصر، فى اتصال هاتفى لمراسل "الأناضول": "سيواصل السوق مسيرة صعوده صوب مستويات 8200-8500 نقطة، مع احتمالات تعرضه إلى موجات جنى أرباح محدودة بين الحين والآخر". وفيما يلى مستويات إغلاق الأسواق العربية، حيث ارتفعت: أبو ظبى: صعد المؤشر بنسبة 0.36%، مسجلا 4938.07 نقطة، السعودية: نما المؤشر بنسبة 0.14%، إلى مستوى 9161.33 نقطة، مسقط: زاد المؤشر بنسبة 0.45%، ليبلغ 7129.36 نقطة. بينما انخفضت أسواق: قطر: تراجع المؤشر بنسبة 2.09%، إلى مستوى 11346.58 نقطة، الكويت: هبط المؤشر بنسبة 0.73%، مسجلا 7476.72 نقطة، دبى: انخفض المؤشر بنسبة 0.49%، ليبلغ 4100.71 نقطة، البحرين: تراجع المؤشر بنسبة 0.23%، إلى مستوى 1364.71 نقطة، الأردن: هبط المؤشر بنسبة 0.07%، مسجلا 2175.42 نقطة.