تولت حكومته بعد الشكوك فى الببلاوى وما تزال نفس الملفات مفتوحة، قدم تعهدات مثل سابقيه وينتظر أن يغير سياساته حتى لا يكرر مصيرهم. كان اسم المهندس إبراهيم محلب مطروحا لرئاسة الوزراء، منذ أسابيع، وذلك بعد أن لمع محلب كوزير للإسكان، وظهر أكثر من مرة فى جولات ميدانية يتابع العمل. وبالرغم من لمعانه فإن اختياره رئيسا للحكومة أعاد جدلا يتكرر مع كل رئيس وزراء عن علاقة محلب بنظام مبارك. قيل هذا مع كل رؤساء الوزارات. لكن الأهم هو أن محلب جاء فى أعقاب غضب جماهيرى على حكومة الببلاوى التى أفرطت فى الوعود لكنها عجزت عن تنفيذها مما فتح باب الاحتجاجات. فهل ينجح محلب فيما فشل فيه رؤساء وزارات متتالية بعد ثورتى يناير. ويونيو؟ الأمن: تعهد رئيس الوزراء الجديد المهندس إبراهيم محلب بدعم جهاز الأمن وقال فى مؤتمر صحفى عقب إعلان اختياره من قبل الرئيس عدلى منصور إن حكومته الجديدة ستدعم الجهاز الأمنى، متعهدا بأنها سوف «تسحق الإرهاب فى كل أرجاء البلاد»، وقال محلب إن «إعادة الأمن والوحدة الوطنية للشعب المصرى أهم أولوياته»، وأن حكومته ستسعى لمواجهة العنف. وتأتى تصريحات محلب فى وقت أبقى فيه على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بالرغم من الانتقادات. وسوف ينتظر المواطنون النتائج. الخبز: مثلما أطلقت حكومة الببلاوى وعودا وتصريحات بإنهاء أزمة الخبز وضبط الأسواق، أعلن رئيس الحكومة الدكتور محلب نيته فى القضاء على طوابير الخبز، ومساندة الفئات غير القادرة. وهى تصريحات سمعها الناس من قبل وينتظرون أن تأتى مختلفة فى التنفيذ. الوقود: بالرغم من عدم ظهور أزمة بنزين كبيرة مع الببلاوى إلا أن أزمة انقطاع الكهرباء كانت وماتزال مشكلة، ضاعفتها الوعود الغامضة والارتباك بين وزارتى البترول والكهرباء، ولهذا فإن أحد وعود محلب هو إنهاء أزمة الكهرباء فهل يصدق أم تستمر الأزمة أو تتجدد؟. وقد وعد رئيس الحكومة بإنهاء أزمات الكهرباء والوقود. البطالة: ينتظر المواطن برنامجا واضحا من الحكومة لمواجهة البطالة وهى القضية المزمنة من عهد مبارك وتضاعفت خلال السنوات الثلاث، رئيس الحكومة تحدث بشكل عام عن خفض معدلات البطالة وتعهد باتخاذ إجراءات وتنفيذ مشروعات تساعد على تعافى الاقتصاد وتحسين مستوى معيشة المواطنين. لكنها تبقى مثل باقى الوعود مرهونة بمدى قدرة الحكومة على التنفيذ. الأمن: تعهد رئيس الوزراء الجديد المهندس إبراهيم محلب بدعم جهاز الأمن وسحق الإرهاب ولا يمكن الحكم بالنجاح أو الفشل على حكومته وهى فى بداية الطريق، لكن بالطبع فإن الإبقاء على وزير الداخلية، بالرغم من الانتقادات، يشير لاستمرار نفس السياسات الأمنية. فهل تتغير السياسات الأمنية مع بقاء نفس الوزير على قمة رجال الأمن أم تتغير؟ الخبز: بعد أن تعرض الببلاوى لهجوم حاد بسبب معاناة المواطنين فى الحصول على رغيف الخبز والطوابير، هل يفى محلب بوعوده، لإنهاء طوابير الخبز. هذا ما تحدده الأيام القادمة، والأهم هو مدى القدرة على ضبط الأسواق، ووقف التهريب والسلع المجهولة. الوقود والكهرباء أبرز التحديات التى تواجه حكومة محلب، فهل تستطيع مواجهة هذه الأزمة وحلها لتكون روشتة نجاحها أمام المواطنين؟ البطالة: فشلت حكومة الببلاوى فى خلق وظائف وفرص عمل جديدة وتحججت بأن الوضع المتفجر والأمن الغائب والمظاهرات ساهمت فى تعثر الاقتصاد. وما تزال البطالة قابلة للاتساع. فهل يفى المهندس إبراهيم محلب بوعوده، التى أكد فيها أنه خلال أيام أو أسابيع سينهى مطالب الشهر العقارى وغيره. جذب الاستثمارات: هل ينجح محلب فى ملف الاقتصاد، الذى فشل فيه الببلاوى على الرغم من حزم المساعدات العربية التى لم تعلن حكومة الببلاوى عن أوجه صرفها. ملف الاقتصاد مزدحم بالكثير من التفاصيل، سواء توقفت السياحة والبناء والصناعة بسبب غياب الأمن، أو تراجع الاستثمارات الداخلية والخارجية. وبالتالى فإن المهندس محلب تعهد بحل الأزمة، فهل ينجح فيما فشل فيه خمسة رؤساء حكومات. دافع الدكتور حازم الببلاوى فى بيان استقالة الحكومة عن الدور الذى لعبته الحكومة فى مجال الأمن وقبله قنديل والجنزورى وشرف وشفيق، وبرروا الفشل فى التعامل مع الإضرابات أو الانفلات أو الاعتداء على أراضى الدولة ومخالفات البناء والبناء على الأرض الزراعية، وحتى يتلافى محلب فشل سابقيه عليه أن يقدم نموذجا مختلفا، سوف يظهر فى مواجهة الانفلات الأمنى وقطاع الطرق والخطف، فضلا. وما يقال على الأمن يقال على الوقود وينتظر المواطنون خطابا مختلفا، وسياسات مختلفة، حتى لا يتكرر الفشل وتتكرر الاستقالة. والرهان على أن تظهر من البداية، سياسات واضحة اقتصاديا واجتماعية ومواجهة أزمات الكهرباء والوقود. حتى لا ينتهى باعتذار واستقالة.