نقلا عن اليومى : «مكثف ودائرة كهربائية ومجموعة فلاتر ولمبة تعقيم» هو كل ما احتاجه ثلاثة مصريين هم اللواء دكتور مهندس أحمد صديق محمد واللواء دكتور مهندس محسن خليل، والدكتور المهندس حسين الشافعى ليبتكروا جهازا لتوليد المياه من الهواء عن طريق تكثيف البخار وتحويل الرطوبة النسبية الموجودة فيه إلى مياه نقية صالحة للشرب لينتج يوميا نحو 70 لتراً من المياه عالية النقاء والمطابقة للشروط والمواصفات القياسية الأوروبية والأمريكية وكود المياه المصرى وهو أمر فى غاية الأهمية خاصة إذا علمنا أن تكلفه تصنيعه لا تتجاوز أكثر من 12 ألف جنيه. المهندس حسين الشافعى أحد مصممى الجهاز ومدير التسويق له قال إن فكرة توليد المياه من الهواء الجوى بدأت مع التهديدات الإثيوبية ببناء سد الألفية قبل أن يتحول اسمه إلى النهضة والذى يمثل إخطارا على مصر وقد يصيبها بفقر مائى فى السنوات القليلة القادمة، مضيفا أن فكرة الجهاز مستخدمة فى السنوات العشر الأخيرة فى عدة دول منها الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تستخدم الجهاز للحصول على مياه نقية لأفراد وحدات الجيش. وأوضح الشافعى أن الجهاز يتكون من وحدتين أحدهما خارجية لتوليد المياه وتوضع فى مكان مفتوح لتمتص كميات كبيرة من الهواء المحمل ببخار الماء بمساعدة طلمبة ماصة للهواء الذى يمر داخل الوحدة عبر مجموعة من مبردات تكثيف بخار الماء الهوائى وتحوله إلى مياه يتم ضخها عبر طلمبة الضخ إلى وحدة داخلية تسمى وحدة الفلترة وتقوم بمهمتين رئيسيتين الفلترة من خلال سبع عمليات فلترة مختلفة، وتعقيم للمياه بالأشعة فوق البنفسجية لتحويلها إلى مياه طازجة ونقية من خلال ثلاثة فلاتر أحدهم كربونى والآخر فلتر ألترا والأخير خاص بجزئيات فضة، ثم وحدة التوزيع وهى التى تستقبل المياه من وحدة التوليد حيث يتم توجيها إلى خزانين فرعيين أحدهما للمياه الباردة والآخر ساخنة عند درجة حرارة 80 درجة، والوحدة الثانية من الجهاز مكونة من خزانات داخلية مصنوعة من الصلب غير القابل للصدأ ولا يتفاعل مع المياه المولدة حيث يجرى تعقيمها. وتابع الشافعى: الجهاز يعمل فى بيئة تتراوح فيها نسبة الرطوبة فى الهواء بين 50 و%90 ليتمكن من إنتاج 80 لترا يوميا ويحتاج التيار الكهربائى العادى «وان فيز» ويمكن وضعه فى المطبخ أو النوافذ أو الأماكن المفتوحة أو أعلى المنزل كما يعمل فى درجة حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية. وأشار اللواء الدكتور المهندس أحمد صديق إلى أنه بعد عامين من العمل فى تصنيع المعدات وتركيبها أجرينا اختبارات للمياه المنتجة للتأكد من سلامتها، شملت تحليلا دقيقا بمعرفة منظمة الصحة العالمية فى القاهرة التى قالت فى تقريرها إن درجة نقاء المياه المولدة من الجهاز تصل إلى %100 وأقرت المنظمة بخلو المياه من أى عمليات معالجة أو كيماويات كما أكدت منظمة الأغذية الأمريكية أن مياه الجهاز مطابقة للمستخدمة فى الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية. وتابع اللواء صديق: رغم ذلك فإن معامل وزارة الصحة اعترضت على نتيجة التحليل الصادر من منظمة الصحة العالمية وقالت إن المياه خالية من نسبة الأملاح ما يؤدى إلى الإصابة بهشاشة العظام وبالتالى فهى غير صالحة للشرب، فاضفنا محلولا ملحيا تمر من خلاله المياه لإضافة نسبة الأملاح المقررة فى الكود المصرى لمياه الشرب وأجرينا تحليلا كيميائيا وبكتيريا للمياه من خلال إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة التى أكد تقريرها الصادر منتصف فبراير 2012 أن المياه مطابقة للمعايير الكيميائية المقررة وللمواصفات البكتيرية وصالحة للشرب. وبعد التأكد من سلامة المياه ومطابقتها للمواصفات القياسية لم يتبقى إلا إقرار التصميم وعليه – قال صديق – لجأنا إلى «العربية للتصنيع» –إحدى الهيئات المستقلة والمحايدة – لاختبار وتقييم أداء الجهاز الذى يعمل بكفاءة على مدار اليوم منذ 3 سنوات وينتج مياه صالحة تصل لنحو 70 لتراً يوميا ما يعنى أنه أثبت صلاحيته للعمل فى المناخ المصرى. وأكد العضو الثالث فى فريق إنتاج الجهاز اللواء دكتور مهندس محسن خليل أن الجهاز يعتبر اقتصاديا فى إنتاجه فبحسابات بسيطة يتضح أن ثمن لتر المياه المنتج بواسطته يتراوح بين 10 و12 قرشا، مشيرا إلى أنه ينتج نحو 70 لترا يوميا ويستهلك 1 كيلو وات فى الساعة وبافتراض مدة صلاحيته نحو 10 سنوات وباعتبار ثمنه يصل 12 ألف جنيه فتصبح حسابات استهلاكية الجهاز «ثمن الجهاز 12 ألف جنيه مقسوما على 300 يوم سنويا x 10 سنوات مدة الصلاحية» تصبح استهلاكية الجهاز 4 جنيهات يوميا إضافة إلى 3.6 جنيه يوميا قيمة استهلاك الكهرباء إذن ثمن لتر الماء النقى للشرب يساوى التكلفة مقسومة على كمية المياه المولدة يوميا فيصبح سعر اللتر 10 قروش يمكن تخفيضها بزيادة كميات المياه المولدة من الجهاز كما أن الجهاز ينتج فى المناطق الساحلية نحو 130 لترا يوميا. وأضاف: الجهاز مصنع للاستهلاك المنزلى ويمكن أن يغطى احتياجات من 3 إلى 5 أسر من المياه يوميا بمتوسط يتراوح بين 15 و20 لترا لكل أسرة، إضافة إلى إمكانية استخدامه فى أماكن التجمعات والنوادى والجامعات والمدارس من خلال تبنى مشروع كوب ماء نظيف لكل تلميذ، مشيرا إلى إمكانية إنتاج ماء ساخن أو بارد من الجهاز. وتابع محسن: يمكن مد الجهاز بمصدر للطاقة الكهربائية عن طريق الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وهى التكنولوجيا المتاحة لدى الهيئة العربية للتصنيع والهيئة القومية للإنتاج الحربى ومتوفرة بالشركة العربية العالمية للبصريات التابعة للقوات المسلحة، ليتم استخدامه فى المناطق النائية البعيدة عن مصدر الكهرباء وهى يمكنها أن تخدم سيناء ووحدات الجيش وحرس الحدود والسفن البحرية والمصانع كما يمكن تصميم الجهاز بسعات تتراوح بين 3 و20 ألف لتر يوميا باستخدام الكهرباء «ثلاثة فيز» لأغراض الرى وعندها يمكن إلغاء الفلاتر من مكوناته. «ما نقبل بالسحر».. هكذا قال أحد الأمراء العرب حينما عرض عليه المهندس الشافعى الجهاز لتجربته وبدء إنتاجه وهو ما دفع الشافعى إلى البحث عن ممولين آخرين لإنتاجه وعندما زار وفد سعودى برئاسة القنصل السعودى السابق فى مصر عائض القحطانى الشركة العربية البريطانية للديناميكا شاهد الجهاز وأبدى استعداد بلاده لتمويل إنتاجه نظرا للفقر المائى الذى تعانيه السعودية وأسس شركة تكنولوجيا الماء المولدة من الهواء والتى تنتظر استقرار الأوضاع فى مصر حتى تبدأ عملها كما أبدى استعداده لتمويل إنتاج الجهاز فى مصر وتسويقه فى السعودية وفى السياق أبدى عدد من رجال الأعمال الكويتيين رغبتهم فى شراء الجهاز، وخاصة أن تكنولوجيا الجهاز آمنة بيئيا ولا تؤدى إلى أى أضرار ولا تؤثر على الاتزان البيئى للطبيعة وهى أيضا تكنولوجيا مطلوبة للبلاد العربية.
