سفير مصر فى روما: إيطاليا لا تقدم أى دعم رسمى لسد النهضة الإثيوبى

صرح السفير المصرى فى إيطاليا، عمرو حلمى، بأن إيطاليا تتفهم موقف مصر، وتدعم وتشجع الحوار من أجل حل الخلاف بين مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، مؤكداً أن سد النهضة لا يحظى بأى دعم أو تمويل رسمى من جانب الحكومة الإيطالية، وأن الشركة التى تقوم بتنفيذ مشروع السد الإثيوبى شركة قطاع خاص تعمل بمنطق تجارى ولها خبرات طويلة فى بناء السدود فى أفريقيا.
وأضاف حلمى، على هامش الاجتماع الوزارى للدورة 32 لمؤتمر الفاو لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنعقد حالياً فى العاصمة الإيطالية روما، أن هناك إدراكا وتفهما من جانب إيطاليا لهذا الأمر، وهناك تعاون من جانب إيطاليا فى المفاوضات الجارية مع إثيوبيا بخصوص التوصل إلى حل لهذه الأزمة ترضى جميع الأطراف، خاصة مع تأكيد الجانب المصرى على حرصه على التعاون مع دول حوض النيل بما فيها إثيوبيا بما يحقق مصالح دول المصب (مصر والسودان) ودول المنبع ومساعدتها فى تحقيق التنمية وتلبية احتياجات إثيوبيا من الكهرباء دون أن يلحق ذلك أى ضرر بحقوق مصر التاريخية فى نهر النيل.
وقال "حلمى"، إن مصر تولى اهتماما خاصا بتعزيز العلاقات مع إيطاليا فى مختلف المجالات، خاصة المجال الاقتصادى، حيث تعد إيطاليا أكبر شريك أوروبى لمصر وثانى أكبر شريك تجارى على مستوى العالم، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الإيطالية فى مصر يبلغ 2.6 مليار دولار فى قطاعات متنوعة، سواء القطاع الصناعى أو الزراعى أو قطاع الخدمات المصرفية، وأن هناك توجهات لتعظيم الاستفادة من العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين بهدف تطويرها مستقبلا.
ونوه بالنتائج الإيجابية لزيارة وزير الخارجية نبيل فهمى لإيطاليا مؤخرا، والتى التقى خلالها بالعديد من الوزراء وكبار المسئولين وتم الاتفاق خلالها على استئناف اجتماعات مجلس الأعمال المصرى الإيطالى بالقاهرة فى النصف الثانى من شهر مارس القادم، والذى يضم كبار رجال الأعمال وممثلى كبريات الشركات والمصارف الإيطالية المهتمة بالاستثمار فى مصر.
وأضاف أن هناك إدراكا لضخامة الطاقة الاستيعابية للسوق المصرية، وتنافسية الاقتصاد فى ضوء الاتفاقيات التفضيلية التى تربط الاقتصاد المصرى، سواء بالدول العربية أو بالدول الأفريقية، وشدد على حرص الجانب المصرى على معالجة بعض المشكلات التى تواجه الاستثمارات الإيطالية فى مصر.
وكشف السفير المصرى عن أن إيطاليا اتخذت قرارات متعاقبة لتخفيف التحذير من سفر السياح الإيطاليين إلى مختلف المناطق السياحية، سواء فى الأقصر وأسوان جنوب مصر أو المقاصد السياحية فى شرم الشيخ والبحر الأحمر.
وأضاف أنه منذ أن تم تعديل إرشادات السفر شهدت السياحة الإيطالية إلى مصر زيادة بنسبة 20%، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.
وأعرب عن اعتقاده بأنه مع الأشهر القادمة، وفى ظل استقرار الأوضاع فى مصر وتنفيذ خارطة الطريق، سوف نشهد تطورات إيجابية، ليس فقط على صعيد التدفق السياحى من إيطاليا لمصر، ولكن أيضا على صعيد زيادة الاستثمارات فى مختلف المجالات، سواء فى مجالات الصناعة أو الخدمات، مشيرا إلى أن هناك بالفعل مجموعة من المشروعات تم طرحها ويجرى حاليا دراستها.
وأشار إلى أن هناك اهتماما خاصا من دوائر الأعمال الإيطالية بمشروع تطوير محور قناة السويس، وتم تقديم مجموعة من أوراق العمل إلى الجانب الإيطالى فى هذا الشأن، ومن المتوقع أن يتم خلال جلسة مجلس الأعمال المصرى الإيطالى المقبلة قبل نهاية مارس المقبل إجراء المزيد من الدراسة للمشروعات المطروحة، وفتح المجال أمام استثمارات أخرى فى مجالات أخرى.