التقى سفير مصر لدى البرتغال السفير عمرو رمضان مع رئيس مجلس أمناء مؤسسة "جولبنكيان" الثقافية أرتور سانتوس سيلفا، وهى أكبر صرح ثقافى فى البرتغال وتملك أصولا تقدر ب 27 مليار جنيه بينما يبلغ حجم ميزانيتها السنوية 640 مليون جنيه. وقد طرح السفير المصرى الجديد- خلال اللقاء - فتح مجالات للتعاون الثقافى مع المؤسسة، خاصة فى ظل التقدير المتبادل بين المصريين والبرتغاليين وما يمكن أن تساهم به البرتغال كجسر بين الثقافة العربية/ الإسلامية والثقافة الغربية، لاسيما وأنها خضعت للحكم الإسلامى فترة طويلة من الزمن ويتمتع شعبها بانفتاح على الثقافة العربية، وأن هناك قواسم مشتركة بين اللغتين البرتغالية والعربية رصدها قاموس صدر مؤخراً للباحث البرتغالى "أدالبرتو ألفيس" كشف فيه عن أن هناك أكثر من 18 ألف كلمة فى البرتغالية من أصل عربى مثل الجيش وصفر والقميص ...إلخ، بما يعكس مدى التأثير العربى على الحضارة البرتغالية علماً بأن مناطق معينة فى وسط البرتغال استوطنها مصريون مثل "ألنتيجو" و"بايكسا"، فضلاً عن تدريس الحضارة الفرعونية بالمدارس البرتغالية. ومن جانبه، فقد أبدى رئيس المؤسسة استعداده للتعاون مع مصر فى مختلف المجالات الثقافية بما لها من إسهامات حضارية وثقافية عبر التاريخ، وكذلك إقامة مناسبات بالبرتغال بمشاركين من مصر سواء معارض صور أو فن تشكيلى أو نحت أوعروض موسيقية أو استعراضات فنية وعرض أفلام وكتب مصرية. يذكر أن اللغة البرتغالية هى سابع لغة على مستوى العالم من حيث عدد المتحدثين إذ يتكلم بها 250 مليون شخص؛ منهم 10 ملايين بالبرتغال وقرابة 200 مليون بالبرازيل والباقى موزعين على عدد من الدول الأفريقية مثل أنجولا وموزمبيق وغينيا وبيساو والرأس الأخضر وساوتومى وبرنسيب، بالإضافة إلى تيمور الشرقية شرق إندونيسيا. تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "جولبنكيان" الثقافية تمتلك متحفاً يعد السابع على مستوى العالم من حيث تنوع مقتنياته التى تضم مجموعة من اللوح والتحف المصرية، حيث أن " كالوست جولبنكيان" الذى سميت المؤسسة على اسمه قد بدأ مشواره من أرمينيا مروراً بمصر وتركيا وبريطانيا قبل الوصول إلى البرتغال، وكان يهوى اللوحات وجمع أكثر من ستة آلاف لوحة من مختلف أرجاء العالم قبل وفاته عام 1951، وأهدى المتحف البريطانى بعضاً منها عام 1936 ثم متحف الفنون بواشنطن بعضاً آخر عام 1948، حتى أمكن إنشاء المتحف فى لشبونة عام 1960 .