قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى جابى أشكينازى مؤخرا أن الجيش لابد أن يدخل قطاع غزة بكامل قواتة فى إطار عملياتة العسكرية ضد الفلسطنين . و أكد أشكنازى أن النصر سيكون حليف جيش الدفاع هذة المرة ، ما أثار عديد من تعليقات الصحف الإسرائيلية والمحللين الذين اعتبروة يرمى إلى تسليط الضوء على فشل سلفة رئيس الأركان السابق دان حلوتس فى حرب لبنان الأخيرة. ويقول محلل صحيفة ال"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية جابى شيفر،عضو قسم العلوم السياسية بالجامعة العبرية، ان مثل هذا التفسير ليس خطأ ، فأشكنازى شأنة شأن كثيرا من السياسين والجنرالات فى إسرائيل يرغب فى تحقيق مجد شخصى لذاتة وكسب ثقة الشعب والقيادة السياسية معا . ولا يمكننا حتى الأن وضع كافة الأعتبارات التى تدفع برئيس الأركان إلى الحديث بمثل هذة الصيغة ، لكنه قد يريد رفع الروح المعنوية لضباطة وجنودة الذين فقدو هيبتهم بعد الحرب الأخيرة فى لبنان التى منى الجيش الإسرائيلى فيها بخسارة فادحة. وقد يكون الدافع من وراء تصريحاتة هو المخصصات المالية الضخمة التى تم أقرارها فى موازنة 2008 . ولا يوجد سبب لشن حرب واسعة النطاق داخل حدود قطاع غزة أبسط من السعى إلى تحسين الوضع فى منطقة سيدروت و سائر مدن الإقليم و الحد من التصعيد المستمر فى اطلاق صواريخ القسام . و استطرد شيفر: ان تصريحات أشكنازى التى لاقت استحسان كثيرا من معلقى الصحف بدافع تجديد الثقة فى قوة الردع الإسرائيلية ستؤدى بمنطق الأشياء إلى دفع الأمور إلى دخول الجيش فى قطاع غزة وذلك سيخلق اشكالية فى احترام العالم لإسرائيل . ونحن هنا نقع فى خطئان كلاهما متصل بالآخر. الأول هو تعريفنا لل"نصر" بشكل عام خاصة فى حال تجدد احتلال قطاع غزة والبقاء هناك عام أو عدة أعوام كما قال وزير الدفاع ايهود باراك . ويقول شيفر أنه مع إفتراض ان القوات الإسرائيلية قادرة على احتلال قطاع غزة مجددا دون خسائر كبيرة فى الأرواح من داخل الجيش و خارجة وهذا مستبعد وحتى مع نجاح إسرائيل فى اعتقال قادة حماس والجهاد الإسلامى فلن يمكننا الصمود أمام مقاومة الفلسطنيين لهذا الأحتلال . وبمرور الوقت سنشاهد مجددا انخفاض قوة جيش الدفاع فى مواجة الفلسطنين فى قطاع غزة والضفة الغربية ايضاً . وقبل ذلك كله فاننا سنصعد من حدة التوتر مع الدول العربية و نزيد من رغبة شعوبهم فى مهاجمة إسرائيل ولا داعى للوصول إلى كل تلك النتائج . و أضاف : خطأ أخر سنقع فيه وهو اننا نتجاهل أن جيش الدفاع لم يفوز طوال ال 30 عاما الماضية فى أى حرب دخل فيها سواء كانت بأرادتة او تم فرضها على إسرائيل ، وكل تلك الحقائق أدركها من قبل رؤساء الوزراء السابقين إسحاق رابين ، مناحم بيجن و آريل شارون فى سنواتة الأخيرة وهو ما دفع كل هؤلاء إلى الدخول فى محادثات مع دول الجوارالعربية ومع الفلسطنيين أنفسهم فى بعض الأحيان وقد أدى بعض تلك المحادثات إلى الدخول فى أتفاقيات سلام أو إلى اقناع الفلسطنيين بتغير تصوراتهم . وعلى ذلك ينبغى على رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت المسئول عن الفشل فى حرب لبنان أن يمنع رئيس اركان الجيش و أعوانة من مجرد التفكير فى خوض حرب جديدة فى قطاع غزة ، و أن يدخل فى مفاوضات جادة مع الفلسطنيين وحماس على وجه التحديد اضافة إلى سوريا ، على أن تكون تلك المحادثات بهدف تخفيض حدة الأزمة مع الفلسطنيين فى بادىء الأمر ثم للوصول إلى حل نهائى مع الأطراف الفلسطينية والسورية واللبنانية .