مطبعة صغيرة وماكينة واحدة بقيت مغلقة فى انتظار فرج لا يأتى، يتشابك المشهد السياسى، تعلن القنوات الفضائية عن تأجيل موسم الانتخابات، ينتظر أصحاب المطابع، ويبقى الوضع على ما هو عليه، هكذا هو الحال بالنسبة لأصحاب "سبوبة" موسم المرشحين والمستفيد الأول من صعود أسهم مرشح أو هبوط أسهم آخر، وهو المشهد الذى انقلب رأساً على عقب بمجرد انتهاء بيان "3/7" الذى وضع فيه المشير عبد الفتاح السيسى نهاية لحكم الجماعة، معلناً عن ظهور وجه آخر للشارع المصرى وموسم لم ينته بعد لأصحاب المطابع التى انشغلت منذ اللحظة الأولى، فى طباعة آلاف الصور بناء على رغبة الجماهير فقط، تغيرت معالم الحملات الرئاسية أو حملات المرشحين التى اعتادوا الاتفاق عليها مسبقاً، وبقيت الكلمة العليا لطبقة شعبية وضعت شكلاً جديداً لعمل المطابع التى تركت الحملات الكبرى وتوجهت إلى موضة جديدة من تلبية "الطلبات الفردانى" لكل من يرغب فى حمل صورة "السيسى" على نفقته الخاصة. "صالح قليوب" صاحب مطبعة "دار الفن" بالقليوبية، لم يكن يتوقع انتعاش الحال بعد ثلاثة أعوام كاملة من الركود فى مجال الطباعة، انتظار موسم الانتخابات بصبر فارغ وماكينة طالها الصدأ، هو ما اعتاد فعله فى ظل مواسم مختلفة احتلها "الإخوان" عن جدارة بمطابعهم الخاصة التى كانت السبب فى وقف الحال الجماعى لأصحاب السبوبة، لحظات بعد انتهاء خطاب السيسى الأول بدأ من بعدها موسم آخر للعمل الذى لم يتوقف داخل مطبعته الصغيرة التى طبعت آلاف الصور ل"السيسى"، وما يقرب من 4 ملايين بطاقة حملت صورته وانتشرت فى الشوارع والمحلات وفرشات الباعة، "مع كل خطاب للسيسى الشغل ما بيقفش" هكذا بدأ "صالح" حديثه لليوم السابع عن موسم آخر من مواسم الطباعة التى تركت انتظار الانتخابات وتفرغت لانتظار مواعيد خطابات السيسى التى تنتعش معها حالة العمل، ويقول: "من أول ما السيسى طلع قال مفيش إخوان وطلبات الأهالى نازلة ترف، فى الأول كنا بنشتغل على الحملات ونستنى موسم الانتخابات، دلوقتى الشغل كله أهالى بس، ناس بتيجى تطلب صور للسيسى وكله على قد اللى معاه، اللى عايز صورة نص متر، واللى عايز صورة متر، وكل يوم من ده". يتحدث "صالح" عن ثلاثة خطابات، كانت هى الأكثر حظاً على مطبعته الصغيرة التى اشتهرت بطباعة صور "السيسى" قائلاً: 3 خطابات للسيسى قلبت الحال، بعد 30 يونيو، ويوم التفويض، وقبل الدستور، أهالى كتير طلبوا صوره، وقال مش هنسى سيدة عجوز دخلت المطبعة وفى إيدها 10 جنيه وبتقول لى اعملى يابنى صورة للسيسى". أما عن المؤشرات السياسية التى تدفع بمرشح فى المقدمة فيعرف تفاصيلها "صالح" جيداً بناء على قانون العرض والطلب، ويقول: أنا من هنا أقدر أعرف الشعب عايز مين، أنا بطبع صورة السيسى وعنان فى فرخ واحد وأقطعه، فى ناس عايزة "سامى عنان" بس مش كتير زى السيسى، لحد دلوقتى طابعين 4 مليون بطاقة "السيسى بجنيه"، ولحد دلوقتى ما فيش حملة رسمية تبع "السيسى" اشتغلت مع أى مطابع، كل الطلبات شعبية من الأهالى والأسر وأصحاب فرشات الفاكهة، وناس بسيطة هى السبب الأول فى سيطرة صور السيسى على كل شوارع مصر".