الابتزاز والخلافات السياسية والانتقام وراء فضائح «أون لاين» لنواب ورجال أعمال جواسيس الموبايل تسببوا فى قتل نساء وفضح بنات ورجال بسبب العبث أو الانتقام فى رواية 1984 لجورج أوريل كان «الأخ الأكبر» يراقب كل همسات ولفتات المواطنين، ويحصى على الناس أنفاسهم. انهارت أنظمة كانت تراقب الناس وتصرفاتهم لكن التكنولوجيا الحديثة رغم أنها فائدة عظيمة تحولت أحيانا إلى أدوات للشيطان. لم يعد التجسس والتنصت مقتصرا على أجهزة الأمن، وأصبح هناك عشرات يسجلون مكالمات بعضهم ويتلصصون على حياة غيرهم، أو يستغلون الثقة أو الغفلة ليلتقطوا صورا وتسجيلات، سرعان ماتتسرب إلى الناس فى صورة سيديهات أو رسائل إيميل وبلوتوث، تفضح أفرادا وتكشف كيف أتاحت التكنولوجيا التجسس للجميع. لقد تفجرت فى الأسابيع الأخيرة عدة معارك كان البطل فيها هو التليفون المحمول أو الكاميرا الصغيرة، اشتهرت بعضها لأنها تتعلق بشخصيات مشهورة أو عامة، لكن الكثير من الفضائح أصبح منشورا ومتاحا على موقع اليوتيوب، أغلبها لأفراد عاديين، وليسوا شخصيات عامة أو مشهورة، تم فضحهم من جيران أو أصدقاء أو أشخاص يمارسون اللهو والعبث دون أن يدركوا أنهم يقتلون ويشهرون وينتهكون الأعراض. هناك عشرات الأمثلة لخطورة مثل هذه التصرفات، منها شاب صور خطيبته ولما انفصل عنها وزع الصور على أهل البلد ففضحها، وقبل ست سنوات كان شاب فى محافظة الغربية قد ارتبط بفتاة ووعدها بالزواج واصطحبها لشقته وصورها بالفيديو، والتقط أحد أصدقائه التسجيل ووزعه، وأصبحت فضيحة الفتاة على كل لسان وأدى إلى أن تهجر مكان إقامتها وتم القبض على الشاب وصديقه لكن كانت الفتاة وأسرتها قد تم فضحهم وخرب بيتهم. هناك أيضا عشرات الأفلام القصيرة تتبادلها أجهزة الموبايل لفتاة مع شاب فى غرفة أو شقة، تم التقاطها خلسة، واتضح أن وراء التصوير شابا اعتاد إقامة علاقات مع فتيات وتصوير اللقاءات بالموبايل. نشر التسجيلات أصابت الفتاة وأهلها بفضيحة اضطرتهم لهجر منزلهم وقريتهم. وهناك سيدة منشية ناصر التى طعنها ابنها وحاول قتلها العام الماضى بعد أن شاهد تسجيلات لها وهى عارية التقطها بعض شباب المنطقة، وتناقلوها، بينما أكدت أنها تم تصويرها وهى فى منزلها خلسة. لدينا قصة «ح. أ» رجل الأعمال الذى كان ملء السمع والبصر، وتحول من رجل أعمال مقترض ومتعثر إلى بطل أفلام بورنو وموضوع للنميمة.. ربما يقول البعض إن الرجل هو الذى سجل لنفسه، لكن المعروف أن التسريب تم عمدا، وتردد أن وراءه منافسات اقتصادية أو سياسية، وصلت إلى الإنترنت، ذهبت تفاصيلها الاقتصادية والمالية وبقى فقط شاهدا على قدرة العصر على التنكيل بالبشر. ولم يتصور أحد ممن تبادلوا هذه الشرائط وشاهدوها للفضول أنهم يمكن أن يكونوا مكان أبطالها، وأن الفضيحة لها أجنحة تطير إلى كل مكان. البطل الثانى هنا هو موقع اليوتيوب وهو موقع للفيديو الحر تقوم فكرته على أن يحق لأى شخص أن ينشر عليه كليبات لنفسه أو لغيره، تحول إلى موقع للابتزاز والفضائح وآخرها «سى دى» شوبير مرتضى، وغيره كثير حيث تحول إلى مكان للتشهير و الانتقام لدرجة أن بعض البنات كن يحتفلن بزواج صديقة أو جارة فالتقط مجهول لهن مشاهد بثها على اليوتيوب، وحولها إلى فضيحة للفتيات اللائى لم تكن أى منهم تتصور أن صورتها وهى ترقص فى غرفة نوم صديقتها تتحول إلى مشهد عام يشاهده ملايين، هناك مئات اللقطات والتسجيلات تم التقاطها بالموبايلات أو كاميرات فيديو صغيرة تكون فى الغالب مخبأة وتصطاد الأشخاص. ويكفى أن يوضع فيلم لشخص ما على الإنترنت، أو ينتقل لجهاز موبايل حتى يصبح مستباحا بين آلاف وملايين البشر، فضيحة أكثر من أن تكون بجلاجل. ووصل الأمر إلى استخدام هذه التسجيلات التى تتم بدون إذن النيابة أو إذن أصحابها فى الابتزاز، مثلما حدث من سيدة اتهمت ابن أخت زوجها بتصويرها عارية وابتزازها ماديا وجنسيا. ربما يرى البعض أن نشر سيديهات تسجل التعذيب فى بعض أقسام الشرطة أو الشارع أو اعتداء بعض رجال الشرطة على المواطنين نوع من الكشف، وهو ما حدث فى قضية عماد الكبير حيث كان المتهمون هم الذين سربوا الاعتداء لإذلال السائق، لكن التوسع فى هذه التسجيلات من شأنه أن يصنع حالة من الفوضى تضيع فيها الحواجز بين جهات التحقيق وجهات التشهير، مثلما حدث فى الفتاة التى روجت السى دى الخاص بتسجيل صوتى منسوب لأحمد شوبير. كما يمكن أن يؤدى لجرائم وثارات عندما يتعلق السى دى بالشرف مثلما حدث فى الصعيد عندما صور شاب مسيحى فتاة مسلمة فى أوضاع مخلة، وتسرب السى دى فقتل أهالى الفتاة والد الشاب، ويتوقع أن تتزايد عمليات القتل والتهديد بفتنة طائفية، تسبب فيها شاب تافه، وكان يمكن أن يحدث القتل لو كان الشاب مسلما لأن الأمر يتعلق بالتشهير والشرف، بسبب جريمة لا عقاب لها حتى الآن. القانون المصرى مايزال يتعامل مع التصوير أو التنصت على أنه جنحة تشهير عادية، لكن مع انتشار أجهزة المحمول والكاميرات الحديثة وأقلام التجسس يصبح الأمر أكثر خطرا ويفتح الباب لمزيد من التجسس على المواطنين من مواطنين مثلهم، وربما يقوم الجيران بالتنصت على غرف نوم بعضهم بالصوت والصورة بما يمكن أن يشعل حرائق تهدد المجتمع كله. لقد كانت أجهزة الأمن تتنصت إما بإذن نيابة أو بدون إذن، وهى أمور ظلت محل انتقادات حقوقية، تعترض على التوسع فى التنصت والتجسس حتى لو بدعوى حماية الأمن، فكيف يكون الحال إذا أصبح التجسس والتشهير نوعا من العبث الصبيانى الذى يفتح الباب للأفراد ليتجسسوا على بعضهم ضمن فوضى لا ضابط لها ولارابط بالرغم من أن كل الشرائع والقوانين تمنع التجسس والتنصت، وتضع ضوابط تجعل هذا الأمر فى يد المجتمع. وإلا تحولت إلى فوضى. لقد تحولت فكرة السيديهات والتسجيلات إلى أدوات ابتزاز، وأحيانا وجدت بعض الفضائيات أو تورطت فى إذاعة سيديهات وتسجيلات لأحداث إهمال فى مدارس أو جهات حكومية، لكن هذا الأمر طالما كان بدون ضوابط يتحول إلى خطر، يؤدى لحرائق وأحيانا إلى حروب ولدينا مثال شوبير ومرتضى، ولا يمكن التسامح مع بعض ممن يساهمون فى ترويج أفلام تمت بدون إذن قضائى، بدعوى أن هذا نوع من العمل الصحفى مثلما حدث مع فتاة السى دى التى اتهمت بالتشهير، وأنهت حياتها المهنية قبل أن تبدأ. ولا يمكن اعتبار هذا من أسس الصحافة أو أبجديات المهنة. لقد بلغت الصورة أقصاها مع تهديد كل شخص لآخر بسيديهات تم تسجيلها لدرجة أن قناة فضائية هددت مذيعا استقال منها بإذاعة أجزاء محذوفة من تسجيلات كان يسب فيها خصوما له، ولا شك أن الذين يسجلون أو يتنصتون على بعضهم يفعلون ذلك وهم لا يدركون إلى أى مدى يصل عبثهم، وكيف يمكن أن يصبح البلد غابة والحريات مباحة والخصوصيات منتهكة. ولم تعد أجهزة الأمن فقط هى التى تفعل ذلك، لكن أيضا مئات من الأشخاص يستغلون التكنولوجيا للتلصص والتجسس والابتزاز والفضح، وهى جرائم ما يزال مرتكبوها يفلتون من أى عقاب. أصبحت التكنولوجيا المتقدمة للكاميرات وأجهزة الموبايل هى فى الواقع «أخا أصغر» يراقب الجميع، بعد أن كان التجسس مقصورا على الأخ الأكبر الذى هو أجهزة الأمن والمخابرات فى الدول المتسلطة. التى كانت تحتكر عملية فضح خصومها أو معارضيها. الآن أصبح امتلاك جهاز تليفون محمول، أو كاميرا رقمية كافيا لصناعة فضيحة. حيث لا يمكن للمرء أن يأمن على نفسه من الفضائح. أجهزة الموبايل ساهمت فى كشف انتهاكات أجهزة الأمن واعتدائها على متظاهرين، كما كشفت عن عمليات تعذيب فى الأقسام، لكنها أيضا تحولت إلى وسيلة للتشهير بسيدة أو رجل، تخرب بيته أو تدمر حياته العائلية أو السياسية. ولدينا قصة النائب الذى وزع خصومه له صورا وتسجيلات على البريد الإلكترونى وعلى بعض مواقع الإنترنت، والصحف ووسائل الإعلام، الصور كانت للنائب يداعب فتاة، أو فى لقاء مع سيدتين فى منزل. واتهم خصومه بأنهم وراء الحادث بهدف تدميره سياسيا، وبالرغم من أنه وخصومه ينتمون للحزب الحاكم. بما يكشف أن الصراع السياسى وصل إلى مرحلة من الانحطاط لا يفرق فيها الخصوم بين المشروع والممنوع. ويمكن توظيف مثل هذه الوسائل ضد كاتب، أو سياسى، أو إعلامى مثلما حدث من قبل، ويحدث الآن. بما يكشف أن إدارة الصراعات تغيرت، وسقط الكثير من الحواجز بين العام والخاص، ويصعب الفصل بين تفجير فضيحة وجذورها السياسية. والأزمة فى مثل هذه الفضائح أنها عندما تبدأ لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تنتهى، أو تتوقف وبعد أن تقع الفضيحة يكون من الصعب السيطرة عليها وحتى لو تم عقاب الجانى فإن العقاب لا يصلح آثار الجريمة، تشويه السمعة الذى يشبه تكسير زجاج، يستحيل إصلاحه. لمعلوماتك... 40 سيدة قام طبيب الوراق بتصويرهن سيديهات أثناء ممارسة الجنس معهن