سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير ألمانيا بالقاهرة: القيادة المصرية أوفت بوعودها بتحقيق خارطة الطريق.. لا يوجد فى الإعلام المصرى مناخ إيجابى لكنه يذكى الإثارة.. وعلى الحكومة مشاركة الدول الأخرى بمعلوماتها عن إرهاب "الإخوان"
قال ميشائيل بوك، السفير الألمانى بالقاهرة إن القيادة المصرية أوفت بوعودها بتحقيق خطوات فى خارطة الطريق، تضمنها إنشاء لجنة لوضع الدستور، وبعدها عملية الاستفتاء عليه، وسيتم إجراء انتخابات رئاسية تليها انتخابات برلمانية وهى عمليات مهمة من أجل العملية الديمقراطية فى مصر. ورأى بوك أن هناك بعض الأشياء السيئة كذلك التى شهدتها مصر فى الآونة الأخيرة، متمثلة فى ارتفاع وتيرة الإرهاب بشدة، وقال " ونرى يوما بعد يوما كيف أن أفراد قوات الأمن يقتلون من جانب الإرهابيين، ونحن نقول إن الإرهاب غير مقبول بالمرة أيا كانت دوافعه، وأقدم للشعب المصرى وأسر الضحايا عن خالص عزائنا". وبسؤاله عن زيارة وزير الخارجية المصرى، نبيل فهمى إلى برلين، وما إذا كانت ستعقبها زيارة مماثلة إلى مصر، قال بوك "بالطبع سيكون هناك رد للزيارة وهذا الأمر مطروح للوزارتين للتفاهم، ولن يستغرق وقتا طويلا". وأضاف بالقول فى مؤتمر صحفى عقد صباح اليوم فى مقر إقامته، ردا على تعريف معنى مكافحة الإرهاب إنه ليس خبيرا باللغة العربية، ولا يدرى تداعيات الألفاظ فيما يتعلق بذلك، مؤكدا أن الإرهاب ومكافحته واجبة، لأن الإرهاب لا إنسانى ويهدد كيان الدولة والمجتمع والمهم فى ذلك أن نكافح ونحارب الإرهابيين وليس غيرهم وأن تكون العملية ناجحة. وفى تعليقه على اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى الاثنين وبيانه بشأن مصر، أشار بوك إلى أن هناك جوانب كثيرة ذكرت فى بيان المجلس وعلقت عليها الخارجية المصرية وامتدحت جوانب وانتقدت أخرى، و"يوجد اختلاف فى الرؤيتين المصرية والاتحاد الأوروبى ونحن لا نقسم العالم إلى أبيض وأسود، لوجود درجات متفاوتة بينهما، وهناك أمور إيجابية وأخرى غير إيجابية، ونحن نتناول ذلك من منطلق الحرية التى نتمتع بها خاصة عندما بتعلق الأمر بحقوق الإنسان، والشئون الداخلية لم تعد شأنا داخليا وإنما نتعامل معه من منطلق إنسانى. والدولة المصرية يمكنها أن تتناول حقوق الإنسان فى أى دولة أخرى". وبسؤاله عما تعرضه وسائل الإعلام الألمانية عن مصر، قال ميشائيل بوك إن الإعلام الألمانى لا يعرض الوضع فى مصر من وجهة نظر واحدة، وإنما وجهات متعدد، ولكن الإعلام المصرى عندما ينقل عن الإعلام الألمانى لا ينقل سوى وجه نظر أحادية. "وعندما عبر وزير خارجية ألمانيا عن صدمته عن العملية الإرهابية فى مديرة أمن القاهرة، لم تتطرق أى وسيلة إعلام مصرية لذلك ويتهموننا بأحادية الرؤية وهذا الشئ مؤسف." وسرد السفير الألمانى كيف تعرض طاقم تصوير من محطة التلفزيون الألمانى عندما سارع لتغطية العملية الإرهابية "البشعة" أمام مديرية أمن القاهرة، وليظهروا بشاعة هذه العملية، إلى اعتداء بعد أن تجمع حولهم عدد من الناس المنفعلين وأصابوا بعضهم وكادوا أن يفتكوا بهم لولا أن أنقذهم أحد رجال الشرطة المصرية. وعندما يتحدثون ويشعرون أن حريتهم مقيدة، وعندما يشعرون أن هناك مشاعر مضادة للصحافة الأجنبية وكل ما هو أجنبى، تكون هناك أزمة. "ولا تندهش حين تنقل وسائل الإعلام الأجنبية صورة ليست إيجابية عن مصر. أنتم تعرفون دعمى المطلق للسياحة فى مصر، وأنا على اتصال بوزير السياحة لبحث كيفية تنشيط السياحة بين ألمانيا ومصر، لأن السياحة فرع أساسى من فروع الاقتصاد. السياح يأتون بشكل متزايد ولكن ليس كافيا من وجهة نظرى ومرجع ذلك إلى الأشياء التى تحدث فى الإعلام، ليس لدينا فى الإعلام المصرى مناخ إيجابى ولكنه مناخ يذكى الإثارة وهذا مؤسف بشدة". أما عن مسألة ترشح المشير عبد الفتاح السيسى إلى الرئاسة وموقف ألمانيا من ذلك، أكد السفير الألمانى أن ألمانيا ليس لديها مشكلة مع أى رئيس يتم انتخابه بطريقة ديمقراطية. أما عن مسألة صفقات الغواصات، أشار السفير الألمانى إلى أن مسألة صفقات السلاح، والقضايا السرية لا يجوز لأى دبلوماسى أن يتحدث بها فى الخارج، لافتا إلى أنه إذا اتخذت الحكومة الألمانية قرارا بشأن التسليح فهى تأخذه بعد دراسة وتمحيص. وبشأن التعاون الاقتصادى بين البلدين، أكد بوك أن الحكومة الألمانية لا تنتظر أى انتخابات فى المستقبل حتى تتخذ قرارا بعينه، والتعاون الاقتصادى بين الجانبين يسير ويتواصل على أعلى المستويات، لأن الجانب الألمانى لديه مصلحة أن تستقر الأوضاع فى المجتمع المصرى وأن يحقق مستقبلا مزدهرا. وأوضح أن الجانب الآخر من هذه العملية، هو جانب المستثمر الخاص، ومسألة مجيئهم هى مسألة يقررها المستثمرون بأنفسهم ولا يوجد عليهم وصاية من جانب الحكومة، مشيرا إلى أنهم يستطيعون منحهم النصائح ولكن لا يمكنهم أن يجبروا أحد على المجئ. وقال إن هناك معايير تدعو المستثمر للقدوم مثل الأمن، والاستقرار، وعدم وجود الفساد، وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، ومع المزيد من الاستقرار سوف يعود المستثمرون. وعن مدى دعم ألمانيا لمصر، وكيفية رؤيته لوضع الشباب فى مصر، قال بوك: نحن فى فترة انتقالية فى مصر، ولم تنته بعد والوضع سيستمر على صعوبته فترة معينة، لذلك فإنه من المهم أن تحصل مصر على دعم من ألمانيا، والحكومة الألمانية تنظر إلى مسألة الاستقرار فى مصر من جانبين، الاستقرار على المدى القصير والآخر على المدى الطويل، الأول مكافحة الإرهاب، وإعادة تدوير عجلة الاقتصاد. أما الثانى، فنحن نرى أنه سيتحقق إذا ما نجحت مصر فى إدماج كافة شرائح وطوائف المجتمع فى العملية السياسية. ونحن قلقون من عزوف بعض طوائف الشباب من المشاركة وهذا يشكل خطرا فى بلد يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر، ولديهم أمل فى مستقبل أفضل.. هذه هى المنطقة الأساسية التى يجب أن يتحملها المسئولون والحكومة الألمانية فى غاية الاستعداد للمساهمة ومساعدة الحكومة المصرية على تخطى الصعوبات." وبسؤاله عن إصرار الإخوان على عدم المشاركة فى الحوار وانتهاج العنف للتعبير عن رأيهم، قال السفير الألمانى بالقاهرة إنه عندما نقول إدماج جميع شرائح المجتمع لا نقصد أن يعود الإخوان إلى سدة السلطة، ولكن نقصد هؤلاء الناس الذين دعموهم وعلقوا عليهم آمال وهم من يجب أن ندمجهم فى العملية، وهم يرون أن ليس لديهم أمل ومحبطون ومهمة الحكومة أن تحسن أوضاعهم وتدمجهم ". أما عن الاعتراف بجماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، مضى يقول إن الحكومة المصرية تقول على الإخوان الآن تنظيما إرهابيا ولكن لم توصفهم بذلك فى الماضى لأنه لم يكن هناك عنف، وإن كان لدى الحكومة معلومات عن إرهاب الجماعة عليها أن تشاركها مع أجهزة الدول الأخرى، حتى تصل لنفس النتيجة، مؤكدا إدانة ألمانيا للإرهاب. وأضاف بوك فى تعليقه على الاستثمارات الألمانية فى مصر، أن حجم الاستثمارات حجم ضئيل معربا عن أمنيته أن يزيد وأن تأتى الشركات، لافتا إلى أنه دائم الاتصال معهم، ويسمع منهم "نحن مهتمون ولكننا ننتظر بعض لشىء". وعن عملية المصالحة مع الإخوان، قال بوك إن الحكومة ليست من السذاجة أن تصدق كل ما يقال، والأمر يأخذ اثنين لرقص التانجو، ولكى تنجح عملية المصالحة، لابد أن يكون الطرفان لديهما الاستعداد لذلك والنية للجلوس على طاولة واحدة. ونحن مستعدون للمساعدة ولكن لا نتدخل فى شىء.