بينما كان يتجول بسوق العفاريت فى أحد المدن المغربية القديمة قادته الصدفة للعثور على مخطوط قديم لأحد الفقهاء، فألهب حماس عبد الرحيم لحبيبى لكتابة روايته "تغريبة العبدى" والتى وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الرواية العالمية فى نسختها العربية "البوكر". وضع الروائى عبد الرحيم لحبيبى يده على المخطوطة وسافر بها من مدينة أسفى إلى الرباط فى محاولة لتحقيقها، وهى عبارة عن مخطوطة نادرة لرحلة حج قام بها فقيه عبدى تعذرت معرفة اسمه إما بسبب ضياع صفحات من المخطوط وإما برغبة من المؤلف فى إخفاء هويته خوفا من مضايقات السلطة التى فضحها وانتقدها علانية فى مخطوطته التى يبدو أنه حررها بيده. وقد أصبح الراوى مهووسا بنص المخطوطة رغم ما أصابها من تلف ونقص، فارتباطها بمدينته آسفى وإعجابه بلغتها الجيدة، ووجود نسخة وحيدة منها ألهب حماسه من أجل تحقيقها وإخراجها إلى الحياة بعد أن كاد يعصف بها الضياع لولا أن قدرها قاده إليها لينتشلها من هاوية الضياع، وتحد كل الصعوبات التى واجهته من استخفاف المحققين والأكاديميين بها، لكنه أبى أن يستسلم لكل الإخفاقات. لم يبتكر جديدا فى تناوله للرواية واستند لما استند عليه الأسبانى الشهير سيرفانتيس فى رائعته المعروفة "دون كيخوته" والتى اعتمد فيها أيضا على مخطوطة لمؤرخ مغربى يدعى "سيدى حامد بن الجيلى"، ولكن لحبيبى اخترع مؤلفا مجهولا لمخطوطة نادرة، ينتمى إلى نفس منطقته "عبدة"، ثم يسلمه مقاليد سرد رحلته إلى الحجاز مرورا ببلدان أفريقيا بلغة تراثية تشبه فى كثير من مناحيها كتب الرحلات العربية الشهيرة، وهنا تحمل الرواية رحلتين رحلة الراوى صاحب المخطوطة ورحلة لحبيبى فى تحقيق المخطوطة.