رواية "تغريبة العبدي، للمغربي عبد الرحيم لحبيبي، صادرة عن أفريقيا شرق، وتقع في 256 صفحة، وهى ثالث روايات لحبيبي، ووصلت للقائمة القصيرة المرشحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر " 2014. "تغريبة العبدي" تمثل الحراك الثقافي الذي بدأت تشهده مدينة أسفي بالمغرب وهى مسقط رأس لحبيبي، بعد أن عانت المدينة سنوات طوال من خمول في الحركة الثقافية. تأتي الرواية على غرار أولى روايات لحبيبي "خبز وحشيش وسمك" والصادرة عام 2008، والتي تمتاز بأسلوب خاص في الرواية، حيث يميل لحبيبي إلى الخيال الأدبي، وتأتي الرواية مختلفة عن ثاني نصوصه الروائية وهى "سعد السعود" والصادرة عام 2010، حيث وصل لحبيبي لدرجة أعمق في كتاباته. تبدأ الرواية من "سوق العفاريت" بمدينة أسفي المغربية حين يحصل أحد الباحثين، وهو الذي يقوم بوظيفة الراوي، على مخطوطة تحمل اسم "تغريبة العبدي" وهو اسم الرواية. وتعتبر المخطوطة "تغريبة العبدي" هى بطل الرواية، حيث تدفعه للبحث لمعرفة المجهول، ويطرحها على الجامعة التي ينتمى إليها بمعاونة أحد المختصين؛ ليتحقق من المخطوطة، ولكن كل هذا لا يؤتي ثماره وتفشل محاولاته، فيقرر أن يقوم بالتحقق منها بنفسه، دون مساعدة الجامعة. العبدي هو الشخص الذي كتب المخطوطة، والواضح في الرواية أنه كتبها خلال رحلته؛ للبحث عن مصادر العلم من المغرب حتى الحجاز، على غرار علماء المغرب أمثال ابن خلدون، ولكن يحدث تحول في رحلة العبدي، والذي يتحول من البحث عن مصادر العلوم للبحث عن أسباب تخلف العرب والمسلمين، وما هو سر تقدم أوربا، وكيف يمكن أن نستفيد من هذا التقدم، لنعود لسابق عهدنا. وفي النهاية يترك لحبيبي النهاية مفتوحة، حيث يجد القارئ نفسه أمام العبدي وهو مريض يتطلع للشفاء. عبد الرحيم لحبيبي وُلِد عام 1950، وبعد سبعة عشر عامًا في عام 1967 رحل إلى مدينة فاس، وهناك حصل على شهادة في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في عام 1970، وعمِل أستاذًا للغة العربية وآدابها بالتعليم الثانوي من عام 1970 إلى عام 1982 ومفتشًا تربويًا ومنسقًا للبرامج الدراسية من عام 1984. وكان لحبيبي قد تفرغ خلال السنوات الأخيرة للكتابة الروائية، عاملًا على إثراء الحركة الثقافية في أسفي بعد فترة خمول.