صدر عن دار سما كتاب بعنوان "هيكل يبحث عن فرعون" للكاتب أيمن شرف، والذى يشارك فى معرض الكتاب. وفى تصريح خاص ل"اليوم السابع" قالت الناشرة نجلاء قاسم، إن الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، بأسلوبه الأدبى الممتع وكتاباته المعتمدة على المعلومات والوثائق حجز لنفسه مكانة بارزة فى الوسط الصحفى المصرى والعربى، بل واعتبره كثير من الصحفيين أهم صحفى فى عصره. وأضافت "نجلاء قاسم" أن قرب هيكل من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان سببا فى أن يوجه كثير من المصريين– والناصريين منهم على وجه الخصوص- جانبا من محبتهم وتقديرهم لعبد الناصر إلى هيكل، باعتباره كاتبه المفضل، بل والمتحدث باسمه فى كثير من الأحيان. وأشات "نجلاء قاسم" إلى كتابات هيكل المعارضة للرئيسين التاليين أنور السادات وحسنى مبارك أكسبته شعبية إضافية، فارتسمت حوله هالة من التبجيل– تصل أحيانا إلى درجة "التقديس"- مما حفزنا على تقديم رؤية نقدية لجوانب أساسية فى مسيرة الرجل. مؤكدة على أن هيكل لم يكن فقط صحفيا وكاتبا يعبر عن وجهة نظره، بل كان رجل سياسة، يشارك فى صنع قراراتها مباشرة بحكم اقترابه من عبد الناصر منذ ثورة يوليو 1952 وحتى وفاته فى 1970 واستمراره إلى جوار السادات حتى اختلف معه نهائيا فى منتصف عام 1975، (أى بعد خروجه من الأهرام فى فبراير 1974)، سواء فى تقديم المشورة أو تبرير القرارات التى يصدرها الرئيس. كما أوضحت "نجلاء قاسم" أن عبد الناصر نفسه أقر –رداً على اعتراض عدد من كبار الصحفيين على انفراده كثيرا بهيكل دونهم- بأنه "يأتى لى بمعلومات وأخبار"، وفى مناسبة أخرى هى أزمة العدوان الثلاثى على مصر قال إن "وزارة الخارجية انتقلت إلى أخبار اليوم" فى إشارة مجازية إلى المشاورات التى كان يقوم بها هيكل ومصطفى أمين مع مسئولين فى المخابرات الأمريكية لصياغة بنود اتفاقية البوليس الدولى فى سيناء بعد حرب عام 1956. من هنا تأتى أهمية الدفع بهذا الكتاب إلى القارئ المصرى والعربى، ليلقى نظرة أعمق على أحد نماذج العلاقة بين الصحافة والسلطة، وأكثرها إثارة للجدل.