سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الفنكوش".. منشط جنسى يتداوله الأطفال.. المنتج موجود بمحلات السوبر ماركت والصيدليات ويباع بالجملة فى "الموسكى".. وزير الصحة تقدم بلاغا للنائب العام.. وأطباء: يسبب أمراضا سرطانية وعقما للأطفال
شيكولاته صغيرة الحجم لا يزيد سعرها عن جنيه واحد، تباع فى الأسواق والمحلات الصغيرة والسوبر ماركت، يطلق عليها "الفنكوش"، الاسم اللافت للنظر فى البداية قد يبدو مضحكا ولكنه حقيقى فهو منتشر فى الأسواق المصرية ويباع باعتباره منشطا جنسيا. وفى خطوة متأخرة إلى حد كبير تقدمت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان اليوم، ببلاغ للنائب العام ضد وجود حلوى بطعم الشيكولاته يتم تداولها بالأسواق تحت الاسم التجارى "Top Cal- الفنكوش"، مجهولة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وقامت الوزارة بإيقاف ترخيص المستحضر المذكور من قبل معهد التغذية نظراً للغش التجارى وتعريض حياة المواطنين للخطر، وكذلك إرسال منشور لجميع المحافظات لقيام الرقابة على الأغذية بسحب المنتج من الأسواق وإخطار جهاز حماية المستهلك وإبلاغ مباحث التموين لضبط المنتج والتحرى لمعرفة مصادر الإنتاج، إلا أن الوزارة لم تشر فى بيانها أن الفنكوش هو فى الأساس منشط جنسى يتم الإعلان عنه، ويباع أحيانا للأطفال. وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أنه خلال الحملات المركزية من الإدارة العامة لمراقبة الأغذية للتفتيش على بعض المنتجات المتداولة بالأسواق والتى تحمل أسماء تجارية خاصة ببعض المصانع، تبين وجود حلوى بطعم الشيكولاته يتم تداولها بالأسواق تحت الاسم التجارى "Top Cal- الفنكوش"، مجهولة المصدر. وأوضحت أنه بتحليل المنتج بمعامل الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية التابعة للوزارة تبين أنها تحتوى على مواد شديدة الخطورة، وغير مصرح بتداولها أو تناولها على هذه الصورة، مما يعرض المواطنين بجميع فئاتهم وأعمارهم لخطر مباشر على حياتهم فى حالة تناولهم هذا المنتج. "الفنكوش" جاءت شهرته من خلال الإعلانات على القنوات الفضائية من القنوات الفضائية التى تعلن عن بيعه ك"منشط جنسى" وتؤكد على أنه مرخص من وزارة الصحة، اليوم السابع خاضت تجربة شراء المنتج للتعرف على الأماكن التى يباع بها والطرق الحصول عليه وأعمار المواطنين الذين يتناولونه. تبين من جولة اليوم السابع أن الفنكوش يباع بشكل عشوائى فى محلات السوبر ماركت والصيدليات، إضافة إلى بيعه بالجملة فى منطقة الموسكى، والشركة المخصصة له التى تبيعه من خلال خطوط ساخنة تطلب من خلالها المنتج ثم تحصل عليه مباشرة. البداية مع منطقة الموسكى اتجهنا إليها بعد اتصالنا بالموزع المعتمد المنشور رقم هاتفه على الإعلان المذاع على القنوات الفضائية، اتصلنا به وطلبنا الشراء فحدد لنا مكانه فى منطقة الموسكى بشارع بورسعيد، هناك قابلنا شابا 20 عاما يبيع فى أحد محلات الماكياج والإكسسوار، وعندما سألناه عن المنتج رد "كم عدد العلب الذى تحتاجونها"، وعندما أخبرناه بأننا نريد علبة واحدة أكد أنه يبيع بالجملة فقط. تحتوى علبة الفنكوش الواحدة على 75 قطعة وتباع بسعر 75 جنيها، وتكمن خطورة الفنكوش فى بيعه بشكل عشوائى، مما يتسبب فى قيام أطفال بتناوله وهو ما رصدته أحد منظمات الحقوقية بالأقصر من ضمنها منظمة العدل والتنمية التى أكدت انتشاره بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حينما اكتشف بعض أهالى المدينة تداول "الفنكوش" مع أطفالهم، مع أنها تعتبر أحد المنشطات الجنسية، على حد وصفهم. بكرى الدرديرى مدير منظمة العدل والتنمية بالأقصر قال ل"اليوم السابع" إنه برغم أن الفنكوش منشط جنسى إلا أنه يتم تداوله وبيعه للأطفال، لافتا إلى أن المنظمة قامت بشراء عينة من "الفنكوش" لإجراء تجربة حقيقية بتناول أحد النشطاء قطعة من هذا المنتج أصابه الدوران وفقدان التوازن وعدم النوم خلال ساعة من تناوله وتبين أن المنتج مسجل برقم بوزارة الصحة على العلبة. وطالبت المنظمات الحقوقية بمحافظة الأقصر السلطات بسرعة التدخل فى موضوع بيع المنشطات الجنسية التى تعرف ب"الفنكوش" فى المحلات التجارية بدلا من الصيدليات بالمحافظة, وحل هذه المشكلة عن طريق تدخل وزارتى الصحة والتموين بالأقصر لحماية حياة المئات من الأطفال الذين قد يتعرضوا للأذى نتيجة تناولهم لتلك الحلوى. وأوضح درديرى أنه بعد هذه البلاغات تمكنت الإدارة المركزية لمكافحة التهرب الجمركى بالتعاون مع مباحث الضرائب والرسوم، من ضبط 7200 قطعة من شيكولاته منشطة جنسيا داخل مخزن تابع لأحد تجار المواد الغذائية وشقيقه بمنطقة شرق السكة الحديد بالأقصر، وتم تحرير محضر رقم 5937 إدارى قسم شرطة الأقصر أحيل إلى النيابة العامة فى قضية الشيكولاته المنشطة. ولكنه أشار فى الوقت نفسه أن بيعه ظل مستمرا فى بعض المحافظات الأخرى وهو ما رصده أحد أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى بمحافظة القليوبية بعد ما رأى انتشار بيع الفنكوش بعدد من الأماكن بالمحافظة إضافة إلى إقبال الأطفال على شرائها. وقال حسن أبو السعود المحامى وأحد أعضاء الحزب لليوم السابع إن بيع "الفنكوش" بهذا الشكل بالمحافظة غير قانونى، خاصة أن المنتج لابد أن يمر على وزارة الصحة قبل إعطائه تصريح ببيعه سواء كان غذائيا أو دوائيا. وأضاف أبو السعود أن بيع المنتج بهذا الشكل مخالف لنص القانون رقم 127 لسنة 1955، الذى يجرم أن تباع هذه المنتجات إلا من مصادرها، كما أنه يحظر تداول أى مواد أو مستحضرات مثل هذه إلا عن طريق الصيدلانى سواء كانت محضرة محليا أو مستوردة من الخارج إلا بعد تسجيلها بوزارة الصحة. وأوضح أبو السعود أن تسجيل تلك المستحضرات لابد أن يكون مقدماً من أحد الصيادلة أو الأطباء البشريين أو أطباء الأسنان، المصرح لهم بمزاولة المهنة فى مصر، أو من أصحاب مصانع الأدوية المحلية، أو من أصحاب المصانع الأجنبية فى الخارج أو وكلائهم. ويصحب طلب تسجيل المستحضر برسم قدره 5 جنيهات عن كل مستحضر نظير فحص الطلب وثلاث عينات من المستحضرات فى عبواتها الأصلية كل منها مختومة بالشمع الأحمر وبخاتم الصيدلى الذى قام بتجهيزها أو بخاتم المصنع الذى جهزت فيه ونموذج من صورتين لكل من البطاقة والمطبوعات التى سيغلف بها المستحضر موقعاً عليها من الطالب أو الصيدلى أو من وكيل أو مدير المصنع وعلى صاحب الشأن أن يقدم كافة البيانات الأخرى التى تطلب منه. وحسب المادة 70 والمادة 71 من قانون الصيدلة لا يجوز حفظ المواد الدوائية أو المستحضرات الصيدلية، أو النباتات الطبية ومتحصلاتها الطبيعية، أو بيعها أو طرحها أو عرضها للبيع إلا فى المحال المرخص لها، بموجب هذا القانون كل منها فى حدود الرخصة الممنوحة لها ولا يجوز الإتجار فيها لغير الأشخاص المرخص لهم بذلك كما لا يجوز شراؤها إلا من تلك المحال ومن هؤلاء الأشخاص. مما يؤكد أن الباعة الذين يبيعون هذه المنتجات يخالفون القانون بكل صوره، خاصة أنه ثبت أن الأطفال يتناولون هذه المنتجات بشكل عشوائى من المحلات والصيدليات. وفى منطقة الوحدة بشبرا الخيمة أكد المواطنون، على تداول بيع الفنكوش بين الأطفال والكبار فى أحد محلات البقالة الصغيرة وعندما توجهنا له وسألناه عن المنتج قال إنه نفذ، وأنه سيحضر منه بعد يومين، وعندما توجهنا إليه بعد ذلك أكد أنه يوجد تشديد كبير على بيعه ومن الصعب إحضاره. وقال الدكتور علاء المسلاوى، مدير عام إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة بالقليوبية، إنه لا يعلم شيئا عن تداول الفنكوش فى المحافظة من عدمه وكل ما يعرفه عنه كان من أحد المواطنين الذى حذرهم من انتشاره أثناء جولة لهم بالمنطقة. توجهنا بعد ذلك إلى الشركة المنتجة لشراء المنتج من خلال الرقم المكتوب فى الإعلان، وطلبنا منها المنتج فأكدت أنها تبيع علبة واحدة ولا تبيع بالقطعة. وصلت خلال يومين، وكان مدون عليها أنها مسجلة بوزارة الصحة المصرية، وأن الشركة المنتجة له هى "طيبة" فقط دون توضيح أى معلومات أخرى عن الشركة. بسؤال أطباء الأطفال حول خطورة هذا المنتج عليهم عند تناوله قالت الدكتورة مها رادميس أستاذ التغذية، إن تدول هذه المنتجات بين الأطفال يؤكد على غياب الرقابة خاصة لما بها من خطورة على صحتهم. وأكدت رادميس أن تناول الأطفال لهذه الأدوية سيؤثر سلبا على هرمونات الأطفال وقد يؤدى لإصابتهم بالعقم والأمراض السرطانية، مطالبة وزارة الصحة بكشف المواد الموجودة بها للتعرف على طبيعة تأثيرها على الأطفال. وشددت رادميس على ضرورة منع بيع هذه المنتجات فورا قبل أن تتسبب فى كارثة صحية للأطفال والكبار معا، لما تمثله من نموذج للأدوية المغشوشة المباعة بشكل غير قانونى. موضوعات متعلقة: "الصحة" تحذر من خطورة منتج "الفنكوش" على صحة المواطن المصرى وزيرة الصحة تتقدم ببلاغ للنائب العام ضد منتج "الفنكوش" ضبط 543 ألف سيجارة مستوردة و7200 فنكوش "المنشط الجنسى" بالأقصر