وجه الناقد حسين حمودة، سؤالا لكل من الروائى بهاء طاهر والكاتبة هالة البدرى، قائلًا: إن السياق الذى بدأت فيه ثم تنامت تجربتا بهاء طاهر، وهالة البدرى، ينتمى لسياقين مختلفين، فإلى أى حد كان هذا السياق مناوء ومغاير؟. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بالمقهى الثقافى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الخامسة والأربعين بعنوان "بين جيلين" بحضور الكاتب الكبير بهاء طاهر، والكاتبة هالة البدرى، والشاعر شعبان يوسف، والناقد حسين حمودة. وأجاب الروائى الكبير بهاء طاهر قائلًا، أعتبر نفسى محظوظًا لأن الذى قدمنى لعالم الأدب هو يوسف إدريس، ودخلت هذا العالم فى ظل وجود كبار الأدباء مثل إدريس ومحفوظ، ولكننى حرصت على عدم تقليدهما، فهما قامتان شامختان، فحاولت شق طريق مستقل ولغة مستقلة وفكر مستقل، وأعتقد أنى وجيلى نجحنا فى ذلك إلى حد كبير، وأعتقد أننا أحدثنا تغييرًا كبيرًا فى اللغة. وأضاف طاهر، أن جيلى أيضًا استطاع الكتابة فى موضوعات مختلفة، وكسر حاجز كبير من التابوهات سواء السياسة أو الجنس وخرجنا على المحرمات، وكتبنا بحرية. وتطرق بهاء طاهر إلى الحديث عن القصة القصيرة والرواية، وقال إن القصة القصيرة أنبل فنون النثر، وأشعر بسعادة غامرة حين أكتبها، وأظن أنها أصعب من الرواية، وربما قصة من صفحة واحدة مثل قصة "نظرة" ليوسف إدريس تغنى عن صفحات كثيرة جدًا، برغم أن القصة القصيرة ليس لها قراء فى أوروبا أو أمريكا. وقالت الكاتبة هالة البدرى، إن جيلنا اختلف عن الجيل الذى سبقنا، فنحن كسرنا الكثير من التابوهات، وأعتقد أن الجيل الحالى يكسر تابوهات أكثر من التى تجاوزنها، فربما لديهم شجاعة أكثر. وأضافت هالة، كانت لدى قناعة بأن الكاتب بالذى بلا حرية ليس كاتبًا، وعليه تتبع الرقيب الداخلى لأنه مراوغ، ومدرك للضغوط الاجتماعية والسياسية أو الدينة، وأحيانًا يجعلنا نتحدد بطريقة كتابة معينة دون أن ندرى، ولذلك علينا التقاطه وإبعاده عن قلمنا، لأن الكاتب يجب أن يظل حرًا، حتى لو اضطر لطبع العمل خارج مصر. وأوضحت هالة البدرى، أنها تأثرتت بكثير من الكتاب مثل يحيى حقى ونجيب محفوظ، والعقاد، وأصبحت الشخصيات فى الروايات تصاحبنى وتعيش بداخلى، فهناك فقرات معينة تأثرت بها، وتأثرت بأفكارها. وأشارت هالة البدرى، إلى أن الغريب إن كل جيلى كانوا يحلمون بأن يكون لهم أسلوب خاص يعرفهم به القراء، بينما أنا فضلت أن أكون على العكس من ذلك، إذ فضلت أن عندى أسلوب مختلف فى كل كتاب أو عمل أكتبه، ولهذا السبب كان هناك فترات طويلة بين كل كتاب أنشره. وأكدت هالة البدرى، ركزت اهتمامى على القصة القصيرة بالقدر نفسه تجاه الرواية، برغم أن القصة مختلفة فى كتابتها تمامًا عن الرواية، فالقصة مثل الطلقة، يجب أن تكون مكثفة وكل كلمة تحمل العديد من المعانى، أما العمل الروائى ففيه براح للتنقل بين المشاهد ومراوغة فى الفكرة والأشخاص. وقال الشاعر والناقد شعبان يوسف، إن هناك دائما الخلاف بين الأجيال، فهناك عناصر فى الكتاب يتم تهميشها، وتغلب عناصر أخرى، ففى جيل الستينات نجد أن العنصر السياسى بارز جدًا فى الكتابة الأدبية، فأول قصة لبهاء كان اسمها مظاهرة سنة 1964م، وكان يوسف إدريس منبهر بها جدًا، والمفارقة أن يوسف إدريس هو الذى قدم بهاء طاهر، وهالة البدرى، ويمكننا القول بأنهما خرجا من معطف إدريس الإبداعى. وأضاف شعبان، أن التشابك بين الأجيال سياسى وثقافى واجتماعى، وكل كاتب من كتاب السيتنيات له مساحة خاصة يتعامل معها، فجمال الغيطانى بعد رواية الزينى بركات كان مهتما بتفعيل التراث، أما عبد الحكيم قاسم ويوسف القعيد فاهتما بالكتابة عن القرية.