قال الأديب الروائى حمدى الجزار إن الكاتب العربى الجديد فى مأزق، لأنه يبدأ تجربته انطلاقا من تراثٍ عظيمٍ، سبقه إليه مجموعة من كبار الكتاب الذين أنجزوا فتوحاتٍ فنيةٍ وإبداعية كبيرة. وأضاف أن إمكانية تقديم إضافة لهذا التراث، كانت السؤال الأساسى الذى راهن عليه طوال خمسة عشر عاما من تجريب الكتابة، حتى انتهى إلى أولى رواياته المنشورة «سحر أسود»، التى سبقتها روايتان تمرن خلالهما على الإجابة على هذا السؤال. وأكد الجزار فى الندوة التى عقدتها لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة الأسبوع الماضى، وجمعته فى حوارٍ مع الروائى الكبير «إبراهيم عبدالمجيد» إن الأخير يعد أحد أهم كتاب الرواية فى العالم. وأنه قدم على مدار تجربته الطويلة إجاباتٍ مختلفة لسؤال عن كيفية كتابة رواية تحترم التراث السابق عليها، وعن ماهية الرواية عبر العالم واللغة، والتى تنوعت لديه ما بين الحسية والتجريد، السخرية والتأريخ. كما أكد الجزار أن روايات عبدالمجيد توازى وتلاحق العالم والواقع، موضحا أن الرواية ألصق الفنون بالرؤية الفكرية للمبدع، ولديها قدرة على إبداع وإنتاج وتوصيل رؤية فلسفية شاملة للعالم. أما الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد فبدأ مداخلته باعترافٍ بأن حمدى الجزار أول كاتبٍ استطاع أن يخرجه من منزله بعدما قرر أن يبتعد، و«يريح دماغه» من الحياة الثقافية. وانتقد عبدالمجيد عددا من الظواهر الأدبية والنقدية المنتشرة فى الشارع الثقافى، خصوصا الأحكام العامة التى يتشارك فى إطلاقها والترويج لها بعض النقاد والصحفيين، كتيارات وأجيال الكتابة، وارتباط الكتاب الجدد بكسر التابوهات والكتابة عن المهمشين، مؤكدا وجود جميع تيارات الكتابة بين مختلف الأجيال. وقال عبدالمجيد إنه متابع ل70% من إنتاج الكتاب الجدد، ومعجب بالعديد منهم كأبوخنيجر، وإيهاب عبدالحميد، وطارق إمام، وحمدى الجزار، إلا أن سر فتنته بكتابة الأخير. هو احتواؤها على حكى أو حكاية تقيم معادلة صعبة بين الواقع والخيال المصبوب فى لغةٍ تجعل الواقع مقبولا وليس فجا، فضلا عن اتساق موضوع كل عمل مع معماره البنائى واللغوى، مستشهدا بروايته الأخيرة «لذات سرية»، والتى أكدت فى رأيه أنه على الطريق الصحيح. وكان الناقد شريف الجيار قد تلى مداخلة الكاتبين بقراءةٍ نقديةٍ فى روايتى «شهد القلعة» لعبدالمجيد، و«لذات سرية» للجزار، كما شارك كل من الكاتبة عزة بدر، ود. محمد السيد اسماعيل بمداخلاتٍ وأسئلة حول ماهية الشكل والمضمون فى الكتابة الأدبية، وكذا مفهوم المجايلة وتخطيها عند كلٍ من الكاتبين. يذكر أن مجموعة من الكتاب والنقاد كخيرى شلبى، ويوسف الشارونى، وسعدنى السلامونى، وشوقى عبدالحميد، قد شاركوا الأربعاء الماضى فى الندوة التى أدارتها الكاتبة «هالة البدري» وحملت اسم «حوار الأجيال».