استراتيجية مواجهة إرهاب الجماعة

أمس الأول الخميس نشرت الزميلة إنجى مجدى تقريرا عن صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، انتهى إلى نتيجة غاية فى الأهمية وهى أن جيلا جديدا أصغر سنا وأكثر راديكالية وتطرفا يقود جماعة الإخوان حاليا، وأن هذا الجيل وفقا لما كتبه ديفيد هيرست، هو الأكثر تشددا وعازما على إنهاء مهمة الجماعة التى بدأت فى ميدان التحرير قبل ثلاث سنوات.
بعدها بيوم وتحديدا أمس الجمعة نقلت الزميلة ريم عبدالحميد نسخة من المذكرة التى بعث بها خبيران بمعهد بروكنجز الأمريكى، أحد أهم مراكز الأبحاث المؤثرة فى دوائر صنع القرار فى واشنطن، إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما حيث حذراه من اندفاع الإخوان إلى التطرف، وأن هذا الاندفاع سيقوض استقرار مصر والمنطقة ويؤثر على أمن إسرائيل، لذلك طالبا أوباما بالضغط على القاهرة والتواصل مع من وصفوهما بالإسلاميين السلميين، من أجل السماح لأنصار الإخوان بالمشاركة فى النشاط السياسى المشروع والتعاون مع مصر.
التقرير والمذكرة جاءتا قبل ساعات من سلسلة التفجيرات التى شهدتها القاهرة والجيزة صباح أمس الجمعة، وبما يشير ويؤكد أن مراكز الأبحاث الأمريكية بدأت تفطن بالفعل إلى إرهاب الجماعة واتجاههم للتطرف، وأن هذا التوجه سيؤثر عاجلا أم آجلا على المصالح الأمريكية فى المنطقة وعلى أمن الحليفة إسرائيل، لذلك بدأوا فى تحذير إدارة أوباما من مخاطر هذا التحول ودعوه إلى وضع استراتيجية جديدة لاستيعاب عنف وتطرف الجماعة الإرهابية.
نحن إذن أمام محاولة جديدة بدأت تتبلور داخل المجتمع البحثى الأمريكى حول تورط بعض عناصر الجماعة فى الإرهاب الذى تشهده مصر، حتى إن كانت واشنطن حتى الآن لا تريد الاعتراف بقرار الحكومة المصرية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، إلا أن هناك تحولا حقيقيا فى النظرة الأمريكية.. صحيح أن هذه النظرة مرتبطة بمخاوفهم على مصالحهم بالمنطقة ومصالح إسرائيل، لكنها فى النهاية تصب فى نفس الاتجاه وهو أننا نتعامل مع جماعة أصبحت يدها ملطخة بدماء الإرهاب، وعلينا أن نضع استراتيجية متكاملة للتعامل معها. هذه الاستراتيجية لا تقتصر فقط على البعد الأمنى فقط، وإنما تشمل أبعادا أخرى سياسية ودبلوماسية ومخابراتية أيضا من خلال العمل على تجفيف منابع تمويل الجماعة الإرهابية بالخارج، والضغط على الدول التى تمولهم بتحركات دولية.