بالنظر الى نتيجة الاستفتاء الأخير على الدستور نجد أن هناك فئة عريضة من هذا الشعب أثبتت أنها أكثر وطنية من جميع القوى السياسية, هذه الفئة التى كانت يسخر منها الجميع ويتهمونها بالسلبية ويسمونها استهزاء بها ( حزب الكنبة ) هؤلاء لم يشاركوا فى أية مظاهرات أو مليونيات طوال الثلاث سنوات السابقة لأنهم يعلمون أن أصحاب تلك المظاهرات لا ينظمونها إلا رغبةً فى الحصول على كرسى السلطة دون مراعاة المصلحة العليا للوطن. ولكن عندما جاءت الفرصة لإنقاذ الوطن فى هذه المرحلة المصيرية من خارطة الطريق شاركت تلك الفئة بنسبة لا مثيل لها فى هذا الاستفتاء التاريخى وهذا يفسر لنا الإقبال الكثيف من كبار السن والنساء على هذا الاستفتاء وهو ما نعتبره رسالة شديدة اللهجة إلى جميع القوى السياسية التى تلهث إلى السلطة تحذر فيها تلك الفئة الجميع بأنهم لن يتنازلوا عن استقرار هذا الوطن وستحبط أية محاولة لزعزعة هذا الاستقرار مرة أخرى وهى التى سيكون لها الكلمة العليا فى اختيار رئيس مصر القادم.