نقلاً عن اليومى.. أنصت الناس إلى صوت عبدالحليم حافظ للمرة الأولى عبر الإذاعة عام 1951 من خلال أغنيته «لقاء»، وهى قصيدة أبدعها صديقه الشاعر الرائد صلاح عبدالصبور «كان عمره عشرين عامًا آنذاك»، ولحنها صديقه أيضًا كمال الطويل، لكن يبدو أن الأغنية لم تلق قبولاً فى ذلك الوقت، فلم يلتفت الناس إلى الحنجرة الجديدة الناعمة وصاحبها الحزين الذى بالكاد بلغ عامه الثانى والعشرين «ولد عبدالحليم فى 21 يونيو 1929»! لم ييأس الشاب الموهوب المترعة روحه بحماسة غير مسبوقة، فلم يتوقف عن ممارسة الغناء، وقد استثمر بذكائه التحولات السياسية الكبرى التى بدأ عطرها يفوح مع ثورة 23 يوليو 1952، ليبتكر شكلاً حديثًا فى الأداء، مستفيدًا من الطاقات الموسيقية الجديدة لصديقيه محمد الموجى وكمال الطويل، وهكذا قدّم فى عام اندلاع الثورة أغنيتين حققتا قدرًا معقولاً من النجاح هما «صافينى مرة»، و«ظالم». فى ذلك الوقت – مطلع الخمسينيات من القرن العشرين - كان عبدالوهاب وأم كلثوم هما آدم الغناء وحوّاه، وكان بقية المطربين يدورون فى فلك عبدالوهاب بشكل أو آخر، من حيث طريقة الأداء ومنطق التلحين، وتذكر من فضلك الكوكبة الرائعة أمثال محمد فوزى، ومحمد عبدالمطلب، وعبدالعزيز محمود، وإبراهيم حمودة، وكارم محمود، ومحمد أمين، وجلال حرب، إلى آخره، لتتأكد من أنهم جميعًا كانوا بمثابة أغصان وارفة فى شجرة عبدالوهاب المعمرة، فلما هلّ على الساحة عبدالحليم حافظ آثر أن يفترق عن المدرسة الوهابية، فهو من ناحية يمثل جيلاً جديدًا يسعى لإثبات موهبته الخاصة، وهو من ناحية أخرى لا يمتلك قوة الصوت التى تضاهى الآخرين، وتمكنهم من محاكاة كبيرهم الذى علمهم فنون الغناء، وإن كان حليم يحظى بصوت حنون شجى هامس يذوب فى الوجدان بيسر. هنا بالضبط لعب القدر لعبته، إذ تضافرت أجواء الثورة الجديدة، وما أحدثته من تغييرات جذرية فى المجتمع مع الصوت الحنون لعبدالحليم، وأدائه المغاير لكل من سبقه، فأقبل الشباب المتعلم تحديدًا على سماع الصوت الجديد، الصوت الثورى- إذا جاز التعبير- الملائم لمناخات الثورة الجديدة، ولعلك تلاحظ أنه لا يوجد مشهد لحليم فى أى فيلم وفى خلفيته صورة للملك فاروق، رمز العهد القديم، بعكس المطربين الذين ذكرتهم قبل قليل، فجميع أفلامهم تقريبًا تطل فيها صورة جلالة الملك بشكل أو بآخر، الأمر الذى يؤكد أن المقادير أحسنت اختيار المطرب الذى يلائمها، فى الوقت الذى انتبه حليم نفسه إلى إمكانيات صوته المحدودة برغم طموحه الكبير. ليتك تنصت إلى أغنية «ظالم، مدتها نحو 17 دقيقة» التى كتب كلماتها سمير محجوب، ولحنها محمد الموجى، لتلاحظ أن حليم مازال متأثرًا فى أدائه بالأسلوب القديم، وأن طريقته الحديثة مازالت تحبو بعد، لكنه لن يظل كثيرًا هائمًا فى الفلك القديم، فبعد سنوات قليلة جدًا سيتخفف من هذا الإرث القديم فى الأداء عندما يشدو بأغنية «توبة 1954»، ويعقبها «على قد الشوق 1955» لتتغير طريقة الغناء فى مصر تغييرًا جوهريًا، ولكن تلك قصة أخرى. يقول مطلع ظالم: ظالم وكمان رايح تشكى لأ ده إنت كان حقك تبكى الهنا من يوم ما هويتك ماعرفتلوش معنى والحب ياريت يوم ما رأيتك يا ريت ما جمعنا كان هوايا كله إنت كان منايا برضه إنت. للمزيد من التحقيقات والملفات... ننشر خطة الإخوان استعدادًا ل25 يناير.. تسخين الأجواء وتحويل الجامعات إلى ساحات اقتتال.. زحف عناصر الجماعة للقاهرة واستئجار شقق بمحيط التحرير.. إرباك منظومة الأمن واقتحام السجون لتهريب مرسى والقيادات بحضور سياسيين وفنانين ورجال دين.."كمل جميلك" تنظم مؤتمرها العاشر..وتؤكد: 25 مليون توقيع تطالب السيسى بالترشح للرئاسة..فريدة الشوباشى: عليه الاستجابة للجماهير..ونهال عنبر للفريق:الشعب يحتاج حنيتك وقوتك يوسف الحسينى يكتب: حيرة العربى «مصطفى الحسينى»