نادوا بالسلام لكنهم قوبلوا بالعنف، نشروا المحبة فلم يجنوا سوى السجن أو الاغتيالات.. هذا هو مصير كثير من زعماء السلام فى العالم الذين كان لهم دور كبير فى القضاء على التمييز الدينى والعرقى وانتزاع الحقوق ونشر الحريات، استحقوا على ذلك جوائز نوبل للسلام، واحترام الملايين حول العالم لكنهم لم يسلموا من السجن تارة، ومن الاغتيال تارة أخرى من قبل المتعصبين والإرهابيين. مارتن لوثر كينج.. قضى على التمييز ضد بنى جلده ومات مقتولا يوافق اليوم 15 يناير 1929م ذكرى ميلاد زعيم السلام والحريات "مارتن لوثر كينج" الزعيم الأمريكى من أصول إفريقية، الذى ولد فى مدينة أتلانتا التى كانت تعج بأبشع مظاهر التفرقة العنصرية، وكان الصبى يتعجب وقتها لماذا ينبذه أقرانه البيض، ولماذا كانت الأمهات تمنعن أبناءهن عن اللعب معه، كانت أمه تقول له دائما "لا تدع هذا يؤثر عليك بل لا تدع هذا يجعلك تشعر أنك أقل من البيض فأنت لا تقل عن أى شخص آخر". كبر الصبى وتزوج وكرس حياته لمناهضة التمييز العرقى وكانت البداية فى شهر ديسمبر 1955، حيث رفضت السيدة روزا باركس وهى سيدة سوداء أن تخلى مقعدها لراكب أبيض، فما كان من السائق إلا أن استدعى رجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليها. مارتن لوثر كينج اختار للمقاومة طريقا آخر غير الدم. فنادى بمقاومة تعتمد مبدأ "اللا عنف" أو "المقاومة السلمية" فكان النداء بمقاطعة شركة الحافلات امتدت عاما كاملاً أثر كثيراً على إيراداتها. كان فى السابعة والعشرين من عمره حين ردد صيحته الشهيرة: أعطونا حق الانتخاب" فى خطابه أمام نصب لنكولن التذكارى الذى هاجم فيه الحزبين السياسيين الرئيسيين (الجمهورى والديمقراطى) ونجحت مساعيه فى تسجيل خمسة ملايين من الأمريكان ذو الأصول الأفريقية فى سجلات الناخبين فى الجنوب. تقديرا لكفاحه حصل فى عام 1964 على جائزة نوبل للسلام لدعوته إلى اللاعنف لكن هناك ما لم يروقه ذلك واغتيل كينج سنة 1968م. "مهاتما غاندى".. عاش حياته بسياسة اللاعنف وقتل بثلاث رصاصات كان رائداً لل"ساتياغراها" وهى مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التى تأسست بقوة اللاعنف الكامل، والتى أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية فى جميع أنحاء العالم. واستحق عليها لقب المهاتما أى "الروح العظيمة"، كما كانوا يطلقون عليه "أبو الأمة". قاد غاندى حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام دينى ووطنى، ووضع حد للنبذ. لكن لم ترق دعوات غاندى للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل فى30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى "ناثورم جوتسى" ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندى صريعا. "نيلسون مانديلا" حارب العنصرية ومكث 27 عاما فى السجن سياسى مناهض لنظام الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا وثورى شغل منصب رئيس جنوب إفريقيا 1994-1999، كان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، انتخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصرى من خلال التصدى للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. مكث مانديلا 27 عاما فى السجن، وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذى تحقق فى عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطنى الإفريقى ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دى كليرك لإلغاء الفصل العنصرى، وإقامة انتخابات متعددة الأعراق فى عام 1994، الانتخابات التى قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية فى محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية، وأسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة، والمصالحة للتحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان فى الماضى. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصرى، منها جائزة نوبل للسلام 1993. "أنور السادات".. نادى بالسلام وانتهت فترة رئاسته بالاغتيال بتاريخ 19 نوفمبر 1977 اتخذ الرئيس قراره الذى سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس، وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر و إسرائيل، وقد قام فى عام 1978 برحلته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر. انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية عام 1979 والتى عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضى المصرية المحتلة إلى مصر. رغم كلمات خطابه وقتها التى قال فيها "بشّروا أبناءكم، أن ما مضى هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة، للحياة الجديدة، حياة الحب والخير والحرية والسلام." إلا أن حياته انتهت بحادثة اغتيال عند المنصة فى أكتوبر عام 1981م. لمزيد من أخبار المنوعات.. هولندا تتفوق على فرنسا وسويسرا فى وفرة الغذاء الصحى 43% من موبايلات الأوروبيين تتلف بسبب سقوطها فى الماء الحيوانات البرية تغزو المدن الأمريكية