شالوم كوهين كوهين فشل فى كسر عزلته بعد مرور عام على انتهاء فترة عمله بالقاهرة ستة أشهر ولايزال الخلاف قائما حول تعيين السفير الإسرائيلى الجديد فى مصر، بعد رفض أكثر من شخصية سياسية ودبلوماسية خلافة السفير الحالى شالوم كوهين، الذى انتهت مدته القانونية منذ عام، دون أن يخلفه أحد. الإسرائيليون فى الوقت الحالى منزعجون من العزلة التى تلقاها بعثتهم الدبلوماسية بالقاهرة، وفشلهم فى تسويق التطبيع الثقافى والإعلامى، وهو ما دفع سفراءهم السابقين بالقاهرة إلى الإعلان عن حالة الكبت التى أصابتهم طيلة فترة وجودهم بمصر، بسبب ما يلقونه من عزلة وتجاهل أصاب معظم سفراء إسرائيل السابقين لدى القاهرة بأمراض نفسية واكتئاب، دفعت السفير السابق لإسرائيل فى مصر موشيه ساسون إلى أن يطلق عبارته الشهيرة فى رسالة غاضبة إلى تل أبيب «نحن نعيش فى محيط من الكراهية يدفعنا إلى الجنون». داخل وزارة الخارجية الإسرائيلية ازدادت الخلافات بين الدبلوماسيين بشأن ترشيح السفير الجديد، خاصة أن كوهين أبلغ رؤساءه عدم رغبته فى مد إقامته بالقاهرة لفترة أخرى. الخلافات انتقلت من داخل الخارجية إلى رئاسة الوزراء، وخلال الفترة الأخيرة تجددت الأزمة بشأن اختيار سفير إسرائيل الجديد لدى القاهرة، ليخلف السفير الحالى شالوم كوهين، الذى يخدم فى القاهرة منذ خمسة أعوام، وتم التمديد له مرتين بشكل استثنائى، بعد فشل الخارجية الإسرائيلية فى حسم اسم خلفه، خاصة بعد أن اضطر وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان إلى سحب ترشيحه لصديقه والعضو البارز فى حزبه «إسرائيل بيتنا» ذى الخلفية العسكرية المتطرفة شاؤول كميسا، بعدما أثار هذا الترشيح حفيظة العديد من الدوائر الدبلوماسية والسياسية الإسرائيلية التى رأت أن صديق ليبرمان لن يساهم فى تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل بل سيزيد من حدة التوتر بين البلدين، كما أوردته صحيفة «ها آرتس» الإسرائيلية منذ أيام بإعلان الخبر الذى يفيد بسحب ليبرمان ترشيحه بل وترشيح أى شخصية أخرى من جانبه. الصحيفة الإسرائيلية كشفت أن القاهرة اتخذت موقفاً صارماً من التعامل مع هذا الناشط السياسى ذى الخلفية عسكرية لقربه من ليبرمان المنبوذ من جانب القاهرة. هذه الأزمة ليست وليدة مرحلة «الاحتقان» التى تعيشها العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب فى عهد ليبرمان، لكنها ممتدة منذ عهد سلفه تسيبى ليفنى، والتى شهد عهدها رفض عدد من الدبلوماسيين تولى منصب السفير فى القاهرة، ما اضطر وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى تمديد ولاية سفيرها فى مصر شالوم كوهين إلى ثلاثة أشهر إضافية. وحسب «يديعوت أحرونوت» فإن شاؤول كميسا (53 عاما) الذى رشحه ليبرمان ليدير مهامه من أعلى العمارة المكونة من 15 طابقا بالعقار رقم 6 شارع ابن مالك «سابقا» بالجيزة، هو ناشط سياسى مقرب من ليبرمان، أنهى خدمته فى الجيش برتبة عقيد بعد سنوات من الخدمة فى جهاز الاستخبارات، وخسر مؤخرا فى انتخابات محلية، ومتهم بفضائح مالية لم ينته التحقيق فيها. السفير محمد بسيونى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وسفير مصر السابق فى إسرائيل، يؤكد أن إسرائيل تضع اعتبارات قومية لتحقيق مصالحها عند ترشيح سفير لها فى القاهرة شرط أن يجد قبولا لدى الدولة الأخرى، وهذا ما تقوم به تحديدا عند ترشيح اسم لها لمصر، حيث توجد عدة شروط، منها أن تكون عنده دراية بالشرق الأوسط، ويفضل أن يكون ملما باللغة العربية وبالثقافة المصرية، وأن تكون آراؤه معتدلة لكى يجد قبولا لدى السلطات المصرية وإلا سيكون الرفض مصيره، وهذا ما كان ينطبق على شامون شامير السفير الأسبق فى القاهرة. بينما قال السفير حسن عيسى، قنصل مصر العام فى تل أبيب سابقا، إنه علم بصورة شخصية أنه تم ترشيح شخصيتين قبل أن يرشح ليبرمان سفيره الذى تراجع وسحب ترشيحه مؤخرا، وهما إحدى الصحفيات بصحيفة «يديعوت أحرونوت» تدعى سيمدار بيرى، وهى ملمة باللغة العربية والثقافة المصرية وترجمت العديد من روايات الأديب نجيب محفوط إلى العبرية، والشخصية الأخرى كانت لشخص يعمل بالتليفزيون الإسرائيلى يدعى إيهود يعارى.