افتتح، أمس، سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر العام لأدباء مصر بعنوان "الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع.. دورة جمال حمدان" بحضور الدكتور محمد رضا الشينى، نائب رئيس الهيئة، والدكتور جمال التلاوى، رئيس المؤتمر، ومحمد أبو المجد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والروائى محمد صالح البحر، أمين عام المؤتمر، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين، وذلك بقاعة سيد درويش بأكاديمية الفنون. قال الروائى محمد صالح البحر، أمين عام المؤتمر، إن مؤتمر الأدباء أحد أهم وأكبر الفعاليات الذى يضخ الدم فى شريان الثقافة المصرية، وتدفع إليه المبدعين والمفكرين مما ساعد على بقاء الروح الإبداعية فى مصر مزدهرة على الدوام وقادرة على طرح ثمارها جيلا بعد جيل بقدرة على إنارة الطريق، فطوال عمر المؤتمر لم ينفصل يوما عن قضايا الوطن، ويتخطى العقبات التى تواجهه. وأكد البحر أن المؤتمر يدل على أهمية المثقف، وأنه أساس العمل الثقافى، والقادر على فرض إرادته ورؤيته دائما، كما أن المؤتمر أصر من قبل على رفض أشكال التطبيع مع إسرائيل طوال العقود الماضية، وأن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة فى ظل العهد السابق، ونحاول أن نتخلص من السلبيات والفساد والتخلف والفقر، لنتمتع فى المرحلة المقبلة بالديمقراطية التى يؤسسها الدستور الجديد. وأوضح البحر، أن الشعب المصرى بحاجة إلى ثقافة إنسانية تضعنا فى قلب العصر الديمقراطى، وتبث فينا الوعى الجديد وتمكننا من السيطرة على المستقبل، وهى مهمة المثقف الوطنى ورسالته إلى شعبه، وأن المثقف يرتبط قلمه وضميره بمبدأ الاستقلال. وأكد البحر، أن مصر العريقة تمتلك من العقول والحكمة والضمير ما يساعدها لتجاوز أزماتها ومحنتها ويصلح أن يكون نموذجا أمام العالم نحو الحضارة والمدنية، وأن الوسطية والتسامح أهم ما يميز الشخصية المصرية. وأضاف البحر، أن أمانة المؤتمر ستقوم بمحاولة وهو اجتهاد بسيط لسد القصور فى لائحة المؤتمر بما يحقق استقلالها وقدرتها على العمل الثقافى الحر، وأوضح أن اللائحة ليست مقدسة لنتحرك به بل ميثاق نتفق عليه من أجل المصلحة العامة. كما قال البحر، إن هناك رجاء أن يختار الأدباء فى الأمانة القادمة من يثقوا فى حرصهم على العمل العام والبعد عن المصالح الضيقة التى لم تغن ولن تسمن من جوع على حد وصفه، ووصى بأن نتذكر مصر كثيراً. وقال الدكتور جمال التلاوى، رئيس المؤتمر، إن مؤتمر أدباء مصر، هو المؤسسة المصرية الثقافية الممتدة على مدى ثلاثين عاما التى تمارس كل فاعليتها بكل ديمقراطية مطلقة وحرية كاملة، ومازال طموح المؤتمر أكبر مما قدم، وما نريده فى سنوات قادمة أكبر مما سبق تحقيقه. وأشار التلاوى، إلى أن يعطى لأمانة المؤتمر الحق فى الترشيح لجوائز الدولة فى مجال الآداب، وأن تنشئ له جائزة سنوية تتبناها الوزارة الثقافة، وأن وزير الثقافة قد يتفق فى إعطاء الأمانة عددا مناسبا من المنح السنوية لاختيار عدد من الأدباء بزيارة الأكاديمية المصرية بروما، وما يتبع ذلك من أنشطة وفعاليات ثقافية. ودعا التلاوى إلى الوقوف ضد الإرهاب الدخيل على المجتمع المصرى والقضاء عليه، وأشار إلى أن هذا لا يتحقق إلا بجهود الشعب المصرى عن طريق توحد الشعب، وأن ننظر للثقافة بمفهوم متكامل وثورى. ومن جانبه نقل الشاعر سعد عبد الرحمن، اعتذار الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، لعدم الحضور، وذلك بسبب سفره للخارج، مقدماً تقديره للحركة الأدبية فى مصر ولممثليها فى هذا المؤتمر. وأشار سعد، إلى أن هذا المؤتمر الذى كان شاهداً على عدد كبير من الطموحات الثقافية يتأهب الليلة للدورة الثالثة على التوالى من أجل مناقشة إحدى القضايا الثقافية الكبرى التى هى عصب الوجود المصرى وسر حيويته وهى "الثقافة المصرية بين الوحدة والتنوع"، وأكد عبد الرحمن، أن المؤتمر الوطنى على مدار تاريخه رافضاً التطبيع مع إسرائيل، وأن الأدباء استطاعوا الربط بين ما تمنوه للثقافة المصرية ذات التعدد والتنوع والتجاور والتواصل، وبين الثقافة المصرية بنت الروح الشعبية العريقة، كما أنهم ربطوا بين هذا وبين عطاء علمى وفكرى وتنويرى قدمه رجل عاشق لمصر وهو الكاتب الكبير الراحل الدكتور جمال حمدان. كما قام عبد الرحمن بتهنئة أدباء مصر على استقلال المؤتمر وتخلص إرادته من الحاجة إلى جهة أو مؤسسة لكى تنظمه وجاء ذلك تعقيباً على عدم إقامة المؤتمر بالغردقة، وأضاف أن هذه الدورة تعتبر الأولى من دوراته التى ترعاها الهيئة رعاية كاملة دون مشاركة من أية جهة وهو ما كان يطالب به الأدباء. وعلى هامش المؤتمر قام سعد عبد الرحمن، بتكريم عدد من الشخصيات الثقافية منهم الدكتور جمال التلاوى والروائى محمد صالح البحر بإهدائهما درع الهيئة. كما قام عبد الرحمن، بإعطاء شهادات تقدير لعدد من أدباء الأمانة العامة وهم الدكتور عبد الحكيم العلامى عن النقاد، ونجلاء محرم عن الأديبات، والروائى نعيم عطية، وقام الدكتور يسرى العزب، باستلام التكريم نيابة عن أسرته، والكاتبة نفيسة عبد الفتاح عن الإعلاميين، والكاتب أحمد عزت سليم عن الوجه البحرى، والكاتب أسامة البنا عن الوجه القبلى، والدكتور صلاح السروى، عن محافظة الجيزة، وفوجئ القائمون على التكريم بالزغاريد من الحاضرين أثناء توزيع الجوائز. كما تم تكريم عدد من قيادات الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهم الكاتب الكبير الراحل سعد كامل، وطلعت مهران، ومحمود عبد العزيز بإهدائهم شهادة تقدير ودرع الهيئة، وإهداء الشاعر عيد طربوش من البحر الأحمر شهادة تقدير. وفى نهاية حفل الافتتاح قُدم العرض المسرحى "على اسم مصر" أشعار صلاح جاهين، بطولة محمود مسعود، إخراج أسامة فوزى.