ربيع 1908، ثورة من شباب الأتراك تضم فى أغلبها ضباط من حركة الاتحاد والترقى.. الثورة تسير إلى سالونيك فيدعمها أتاتورك بقوة، على الرغم من استبعاده منها مباشرةً.. الثورة تمتد إلى العاصمة استانبول وسط حشود من السياسيين الساعين للإصلاح والشعب الساعى لتحسين الأوضاع. أبريل 1909.. شبان من الجيش العثمانى يثورون لصالح السلطان ويسجنون قادة الاتحاد و الترقى فى أغلبهم ويقتلون بعض ضباطهم، فيفر ضابطان إلى مقدونيا طلباً للمساعدة من الجنرال محمود شوكت باشا فيقرر مساعدتهم ويرسل الجيش الثانى والثالث بمقدونيا إلى استانبول حيث عزل السلطان عبد الحميد الثانى ولى السلطان وحيد الدين فى3/7/1918 خلفاً لمحمد الخامس الذى تم عزله.. وهنا أجد نفسى أسميه السلطان الخائن والأخير.. فخلافاً له تولى بعده سلطان آخر، لكنه لم يكن له إلا الاسم ففى وقته كان أتاتورك وتمهيداً لإلغاء الخلافة فصل بين السلطنة والخلافة جاعلاً الاسم الدينى للخليفة والسلطات السلطانية له، كان وحيد الدين على علاقة طيبة جداً بمصطفى كمال أتاتورك منذ رحلتهما معاً بالعام 1918 لألمانيا الحليفة وقتها.. وفى نفس الوقت و فى 30/10/1918 تعلن الدولة العثمانية استسلامها التام والكامل العام 1919 كانت آسيا الصغرى قلب الخلافه كالآتى: البوغاز لإنجلترا أزمير لليونان قونيه وأنطاكيا لإيطاليا الجنوب الشرقى لفرنسا الشمال الشرقى للأرمن باختصار كانت الخلافة قد انتهت فعلياً وحقق الحلفاء حلمهم بالاستيلاء على الدردنيل (كانوا قد فشلوا فى هذا أمام مصطفى كمال أتاتورك بالعام 1915 وتسبب هذا فى طرد ونستون تشرتشل من قيادة القوات البحرية الإنجليزية) و تحقق حلم اليونان والأرمن كذلك فى يوم 17/5/1919 لقاء سرى جداً بين الخليفة والجنرال مصطفى كمال يتم بعده إصدار قرار بتعيينه مفتش عام شمال الأناضول.. هنا يقف المؤرخون فى حيرة.. فمصطفى كمال آخر من يقود أو يفتش فهو سيثور حتماً ضد الاحتلال،- والسلطان يعلم هذا فما السبب فى هذا التعيين؟ يتفق المؤرخون وسط حيرتهم أن هذا من تصرفات القدر..الثابت رفض انجلترا لهذا، و لكن لم تلحق بالتصرف السريع وقتها لسفره مباشرةً اليوم التالى لها وهو يوم إصدار القرار، وبالتالى فالأمر حسب اتفاقهم كان يد القدر.. ومع احترامى لهم أعتقد أن الأمر أبسط. مراد بارتادجى مؤلف ومؤرخ تركى متخصص فى تاريخ الخلافة العثمانية أكد فى كتاب شاه بابا أن السلطان كلف أتاتورك بالثورة وهذا ما أعتقد أنه حدث فالسلطان له حرية محدودة باستانبول و يريد التحرر مما يحدث حوله على غرار رغبه عباس حلمى فى مصر قبلها بسنوات..وأتاتورك بطل قومى ووطنى بامتياز وهو الأجدر والأكفأ لتلك القيادة فجأه تتالى الخيانات: 1-22/6/1919 برقية عاجلة من السلطان لأتاتورك بالعودة فوراً. 2-29/6/1919 محاولة لقتل أتاتورك من الأكراد بإيعاز من السلطان. 3-4/9/1919محاولة لقتل أتاتورك وقادة المقاومة بإيعاز سلطانى و يد كردية. 4-10/8/1920 وقع السلطان على اتفاقيه تقنن الاحتلال وتبقى للخلافة 12000 كيلو متر فقط. 5-16/3/1920 احتلال كامل من الإنجليز للعاصمة وسط صمت سلطانى. 6-4/1919 يكون الخليفة جيش ويرسله لأنقره فيكبد جيش أتاتورك خسائر فادحة. 7-جيش الخليفة بقيادة صهره يقتل ثلث قادة جيش التحرير 8- مفتى السلطنة شيخ الإسلام يصدر فتوى بكفر أتاتورك وإباحة دمه. *3 -8- الجيش اليونانى يقتحم باقى أزمير وسط صمت من الخليفة السؤال الآن: منذ 22/6/1919 و خيانات آخر خلفاء المسلمين تتوالى فلماذا؟ ومادام قد أيد الحركة بل وكلف أتاتورك بها فلماذا الخيانة؟ فى العام 1919 كانت للسلطان حرية الحركة والقوة الكافيه ليفكر فى ثورة ويدفع إليها بأبطال الحرب العالمية الأولى أتاتورك وكاظم قرة بك وغيرهم، ولكن نتيجة لهذا التصرف غضب الإنجليز وهددوه بشدة فلم يكن أمامه إلا محاولة استدراك الأمر وطلب من أتاتورك العودة وتلاها بترضيات مثل تكوين جيش لقتال أتاتورك والثوريين الأتراك وتوقيع اتفاقية سيفر وغيرها من ترضيات للإنجليز خاصةً بعد استيلائهم على كامل العاصمة وتهديد عرشه. فى تقديرى كان الخليفة مثل عباس حلمى له رغبة فى التحرر، لكن خوفه على العرش وتغير الظروف جعلته يميل للمحتل، فالمحتل قادر على خلعه ببساطة، وهو يريد البقاء فى الحكم.. هكذا خاننا آخر الخلفاء.. ببساطة يأمر بصنع حركة ثم يقاتلها.. و يوقع معاهدة بيع أرضه. كان هذا سؤال حيرنى كثيراً.. لماذا خاننا آخر الخلفاء؟.. أعتقد أن الإجابة كلمتان: كرسى الخلافة.