" أنت مش أحسن من ابنى ولا زوج ابنتى" عبارة أعلن فيها عميد إحدى كليات المحافظات، عداءه ونيته فى عدم تحقيقه لحلم أحد طلبته من استكمال درجته العلمية "الماجستير" من خلال منحة مجانية بإحدى الجامعات الكبرى بأوروبا، والتى لم يتبق على انتهائها سوى أسبوع واحد. محمد سامى سعد موسى، معيد بكلية التجارة فرع السادات جامعة المنوفية، والأول على دفعته حاول تحقيق حلمه باستكمال دراسته بإحدى كبرى الجامعات بالخارج لنيل درجة علمية، فبدأ فى مراسلة عدد من الجامعات، حتى وافقت عليه كلية ماسترخت للإدارة بهولندا ، والتى أرسلت للكلية موافقتها، لنيل درجة الماجستير فى علوم الإدارة والتجارة الدولية، وهنا بدأ المعيد فى التردد على كل من رئيس قسم المحاسبة التابع له، وعميد كليته، ورئيس الجامعة، لإنهاء الأوراق الخاصة باستخراج موافقة بمنحه إجازة يطلق عليها "استمارة عضو موفد لإجازة دراسية" لمدة عام بالخارج، معلنا أن جامعته بالمنوفية لن تتكبد أية نفقات تذكر، بل إن الجامعة الهولندية ستتكبد نفقات الدراسة والتى تبلغ 150 ألف جنيه مصرى تقريبا، بل وقام بإيداع مبلغ 8 آلاف يورو بأحد البنوك، معلنا تحمله لنفقاته الشخصية بالخارج، إلا أن المفاجئة كانت بانتظاره، حيث لم يجد من أساتذته سوى المماطلات، والوعود بسرعة إنها أوراقه. أسبوع هى المهلة التى لم يتبق لمحمد غيرها لتحديد مصيره إما بسفره أم بقائه، إلا أن أحدا لا يجيب بل بتوجه إلى عميد كليته لمساعدته على إنهاء الأوراق، فقال له العميد "أنت مش أحسن من ابنى ولا زوج ابنتى كلهم هنا وخدوا شهادات من هنا، أشمعنى أنت تسافر؟" عبارة حطمت آمال محمد بل وأعلنت بوضوح الموقف المتعسف الذى اتخذته إدارة الكلية معه، لفوات فرصة المنحة عليه، التى ظهرت فى العديد من التصرفات أولها فرض شروط تعجيزية عليه، منها أن يثبت وجود كلية بهولندا باسم ماسترخت، وأن يثبت وجود طلبة مصريين حصلوا من قبل على منح دراسية من هناك، وأمام ذلك لم يجد أمامه حلا سوى اللجوء إلى تحرير محضر إثبات حالة حمل رقم 868، خاصة بعد منعه من الإمضاء اليومى بكليته، بالإضافة إلى تقدمه بشكوى إلى وزير التعليم العالى حملت رقم 1011، ودعوى قضائية حديثة بمحكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، للمطالبة بأحقيته فى استكمال دراسته العلمية وسط عدم تكليفه لجامعته لأية مبالغ تذكر، إلا أنه بدلا من تشجيع زملائه وأساتذته فوجئ بصدور إنذار له بالفصل، دون أسباب واضحة سوى أنه حاول أن يكون أفضل وأكثر طموحا.