قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن الوقت الذى تمر به البلاد ليس وقت المليونيات، وأن مرحلة الحشد المليونى قد انتهت، ونحن فى مرحلة جديدة لها ظروفها المختلفة تمامًا ومستجداتها على الأرض، مشيرًا إلى أنه من الغريب أن يتعامل البعض فى كل الأحوال والظروف بنفس الآليات والأساليب. وأضاف ل"اليوم السابع"، أن هناك مستجدات ظهرت ملامحها منذ شهرين مضت كانت كفيلة بتغيير الاستراتيجيات وسياسة التعامل، إن لم يكن حرصًا على الوطن ومستقبله، فحرصًا على الحركة الإسلامية ومستقبل الدعوة ومستقبل أبنائها، وأهمها زيادة نفوذ التكفيريين والجماعات المسلحة خاصة جماعة أنصار بيت المقدس، الذى أتاح لها الوقت ووفرة السلاح إمكانية الانتقال بعملياتها ضد الجيش والشرطة من سيناء ومحيطها بالعريش والإسماعيلية إلى القاهرة ومحافظات الوجه البحرى، وارتفاع نوعية الضربات الإرهابية التى توجهت بهذا الحادث الضخم الذى استهدف مديرية أمن الدقهلية، بما يدل على أن الدولة تواجه حربًا حقيقية مع كيانات قوية ممولة ومدربة تدريبًا جيدًا . وتابع: حذرنا كثيرًا من تدهور الأوضاع على الأرض وانفلات الزمام، وكان قادة الإخوان قادرين فى البداية على اتخاذ موقف وطنى يمنع تنامى نفوذ هذه الجماعات المسلحة ويضخ الدم فى شرايين العملية السياسية الغائبة عن الوعى، مع تنازلات من قادة الجبش للوقوف معًا على أرضية مشتركة ومنطقة وسط لإنقاذ البلد من مصير مظلم، إلا أن الجميع عاندوا وتشبث الإسلاميون بأعلى سقف للمطالب. وساهم هذا الوضع بقصد أو بغير قصد فى تغذية رغبة الثأر لدى المسلحين والجماعات التكفيرية. وكان فشل الإسلاميين سياسيًا دافعًا قويًا ليقول المسلحون كلمتهم بالتفجيرات والقتل، مما أسبغ غطاء سياسيًا على هذه التنظيمات. وكان من الأخلاقى والوطنى حرصًا على المصلحة العامة واستقرار البلاد ومنعًا لمخاطر كبرى، أن يتنازل الجميع وأن يبدى الإسلاميون بعض المرونة فى بعض المطالب، التى يتفق الكثيرون على عدم واقعيتها وصعوبة تفعيلها فى هذه المرحلة، وليتصالحوا مع الدولة وفق اتفاق معلن متوازن، مع سقوط أول شهيد من الشرطة أو الجيش، دفعًا للعملية السياسية والمسار السلمى، ولسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين والمسلحين، ولتجفيف منابع ومبررات ودوافع العنف.