يحتفل المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط بحصول اسم الرئيس الراحل محمد نجيب على قلادة النيل يوم الأربعاء 25 ديسمبر فى الحادية عشرة صباحا ويقيم معرضا وندوة عن أول رئيس لجمهورية مصر العربية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية. يصاحب المعرض عرض إلكترونى لموقع محمد نجيب الذى أصدرته المكتبة يقدمه عمرو شلبى، الباحث بمكتبة الإسكندرية، ويليه كلمة لمحمد يوسف، حفيد الرئيس الراحل محمد نجيب، وكلمة لأحمد كمالى، المشرف العام ومدير مجلة أيام مصرية. جدير بالذكر أن المعرض يؤرخ لحياة الرئيس الراحل محمد نجيب منذ طفولته ومرورًا بمراحل حياته ودرجاته العسكرية المختلفة ووصولًا للثورة وأيضًا صور له فى أواخر حياته. جدير بالذكر أن "محمد نجيب يوسف"، يعتبر قائد ثورة 23 يوليو 1952 وأول رئيس لمصر، سليل أسرة عسكرية اشتهرت بالشجاعة والإقدام، ووالده كان ضابطاً فى الجيش المصرى فى السودان واشترك فى حملة دنقلة الكبرى ضد الثورة المهدية. ولا أحد يعرف تحديداً تاريخ ميلاد نجيب، بل إنه ذكر فى مذكراته أنه حائر بين ثلاثة تواريخ لميلاده: 28 يونيو 1899، أو 19 فبراير 1901، أو 7 يوليو 1902. والتاريخ الموجود فى ملف خدمته فى الجيش هو 19 فبراير 1901، إذ ولد فى ساقية معلا فى الخرطوم- طبقاً لملف خدمته- ونشأ فيها. وعاش نجيب فى السودان إلى أن أتم دراسته الثانوية ثم عاد إلى مصر والتحق بالمدرسة الحربية العام 1917. وارتبط نجيب بالسودان ارتباطاً عميقاً، فهناك بدأ حياته العملية ضابطاً فى الجيش المصرى عقب تخرجه فى الكلية الحربية، وأطلق السودانيون لاحقاً اسمه على أحد أكبر شوارع الخرطوم باعتباره رمزاً لوحدة وادى النيل. عمل نجيب فى السودان حتى مقتل السردار الانجليزى فى العام 1924 ثم عاد إلى مصر. تشبع نجيب بروح التمرد والثورة على الأوضاع القائمة منذ أن كان ضابطاً صغيراً برتبة ملازم ثان فى الكتيبة 16 مشاة فى الجيش المصرى فى السودان، فعندما اندلعت ثورة 1919 فى القاهرة، أصرّ على تحدى رؤسائه من الإنجليز، وسافر إلى مصر سراً، كانت الروح الوطنية عند نجيب مقدمة على القواعد العسكرية، ولذلك لم يخف إعلان تأييده لسعد زغلول باشا عندما ذهب مع مجموعة من الضباط الصغار وهم يرتدون ملابسهم العسكرية إلى مقر إقامة زغلول بيت الأمة ليعبروا عن احتجاجهم ورفضهم لنفيه إلى جزيرة سيلان. وعقب حادث 4 فبراير 1942، وهو الحادث الذى حاصرت خلاله الدبابات البريطانية قصر الملك لإجباره على إعادة مصطفى النحاس باشا إلى رئاسة الوزراء أو أن يتنازل عن العرش، قدم استقالته من الجيش، نظراً للتدخل الإنجليزى السافر فى شؤون مصر الداخلية، ولكن الملك رفض الاستقالة، فاضطر إلى العودة إلى صفوف العسكر. واشترك فى حرب فلسطين وجرح ثلاث مرات كان آخرها فى معركة التبة فى دير البلح فى 23 ديسمبر 1948، وهى أهم المعارك التى خاضها فى فلسطين وعددها 21 معركة. كانت بداية صلته بتنظيم "الضباط الأحرار"من خلال لقائه مع عبد الحكيم عامر عندما عين أركان حرب فى اللواء الذى يرأسه نجيب أثناء حرب فلسطين، ثم عرفه بجمال عبد الناصر، قبل أن يلتقى ببقية "الضباط الأحرار"، وكان عبد الناصر هو مؤسس التنظيم ورئيسه. وحين وقع حريق القاهرة عام 1951، وحدث الصدام بين نجيب والملك فاروق الذى قام بترقية حسين سرى مديراً لسلاح الحدود بدلاً منه، بدأ التشاور جدياً بين نجيب و"الضباط الأحرار" لتغيير الأوضاع جذرياً. وبدأت المواجهة الفعلية أثناء انتخابات "نادى الضباط"، إذ استقر رأى "الضباط الأحرار" على ترشيح نجيب رئيساً لمجلس إدارة النادى ضد مرشح الملك حسين سرى عامر باشا، مدير سلاح الحدود، وهى المواجهة التى أدت إلى التعجيل بقرار الثورة. وفى عام 1952، أذاع البكباشى، محمد أنور السادات، أول بيان للثورة بلسان القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد نجيب، وفى 26 يوليو 1952، أجبر الثوار الملك فاروق على التخلى عن العرش، وعلى إقامة حكومة جديدة برئاسة سياسى مستقل مخضرم هو على ماهر الذى يتمتع بسمعة حسنة، على رغم أنه نتاج العهد الملكى. وقد شكل نجيب أول وزارة فى 10 سبتمبر 1952، بعد يوم واحد من تعيينه حاكماً عسكرياً، إلا أنه اشترط على الوزراء قبول وثيقة إصلاح الأراضى قبل أداء اليمين الدستورية فى قصر عابدين، واتسمت مجالس الوزراء بدءاً بهذا المجلس بسيطرة الأعضاء البارزين فى تنظيم "الضباط الأحرار" وخصوصاً أعضاء مجلس قيادة الثورة على المناصب الرئيسية مع تطعيم الوزارة ببعض العناصر التكنوقراطية التى يستدعى وجودها التخصص والخبرة. ولما تأكد مجلس قيادة الثورة أن الوقت أصبح مواتياً للتخلص النهائى من تركة العهد الملكى، ألغى الملكية وأعلن الجمهورية فى 18 يونيو 1953، وبالتالى سقطت أسرة محمد على التى تولت عرش مصر نحو 150 سنة. وأصبح نجيب رئيساً للوزراء وللجمهورية فى الوقت ذاته. ثم توالت الأحداث بعد ذلك بسرعة كبيرة، فبعد وقوع أزمة مارس 1954 وتقديم اللواء نجيب استقالته ثم عودته مرة أخرى إلى الحكم بضغط التظاهرات الشعبية المؤيدة له، حاولت جماعة "الإخوان المسلمين" اغتيال عبد الناصر فى 26 أكتوبر من العام ذاته 1954، فانتهز ناصر الفرصة لقمع الإخوان والإطاحة بالرئيس نجيب متهماً إياه بمساندتهم. وهكذا تقرر تحديد إقامة اللواء نجيب مع عائلته فى قصر المرج، وهو قصر كانت السيدة زينب الوكيل حرم الزعيم مصطفى النحاس أعدته لنفسها قبل أن تصادره محكمة الثورة، وكانت الحراسة مشددة على المكان، وكانت الزيارة ممنوعة حتى على إخوته، ومنذ ذلك اليوم الذى حددت إقامته فيه، ظل فى هذا المنزل حتى أفرج عنه الرئيس السادات عام 1971. وفى عهد الرئيس حسنى مبارك، تقرر تخصيص فيلا فى القاهرة لإقامة نجيب، بعدما صار مهدداً بالطرد من قصر زينب الوكيل نتيجة لحكم المحكمة لمصلحة ورثتها، وهو القصر الذى عاش فيه لمدة 29 سنة منها 17 سنة وهو تحت الحراسة. وتوفى اللواء محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع مع المرض دام لأكثر من 4 سنوات، وذلك إثر إصابته بغيبوبة فى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، وأمر الرئيس مبارك بتشيع جنازة الفقيد عسكريا من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر. ومن أهم أعمال محمد نجيب خلال فترة حكمه لمصر -سنتان وأربعة أشهر-: تأسيس جمعية مشوهى الحرب بعد حرب فلسطين، وتحديدا فى 29 / 8/ 1952 وعمل على تحقيق فكرتها، وانتخب رئيساً لها، وهى إحدى الجمعيات الوطنية فى مصر أنشئت عام 1951، وشعارها "جراح الأجساد هى وسام الأبطال". كان أول عمل لوزارة محمد نجيب إصدار قانون الإصلاح الزراعى، (وهو القانون رقم 178 لسنة 1952)، وقانون تنظيم الأحزاب السياسية (رقم 179 لعام 1952)، وقد صدرا فى يوم واحد – 9 سبتمبر 1952. فى 17 سبتمبر 1952: قانون تخفيض إيجارات المساكن بنسبة 15%. إلغاء الأوقاف ما عدا الأوقاف الخيرية (القانون 180 لسنة 1952). فى أكتوبر 1952: صدر قرار العفو الشامل عن المحكوم عليهم أو المتهمين فى الجرائم السياسية التى وقعت فى المدة من توقيع معاهدة 26 أغسطس 1936 إلى 23 يوليو 1952 أو المتهمين بقضايا سياسية خلال هذه المدة ولا تزل قضاياهم أمام المحاكم. فى 2 أكتوبر 1952: صدر مرسوم قانون إنشاء مجلس دائم لتنمية الإنتاج القومى، ومهمته بحث المشروعات الاقتصادية. فى 10 نوفمبر 1952: صدر مرسوم بقانون إنشاء وزارة الإرشاد القومي. فى 27 نوفمبر 1952: صدر مرسوم بقانون قضى بإلغاء مجلس البلاط الملكى. فى 11 فبراير 1953 نقل رفات الزعيم مصطفى كامل من مدفنه الأول بحى الإمام الشافعى إلى ضريحه الجديد المقام فى ميدان صلاح الدين بالقرب من القلعة. فى مارس 1953: أقامت الثورة مقبرة فخمة بحى الغفير شارع السلطان أحمد لتضم أجداث ضحايا حرب فلسطين من مصريين وعرب، أقباط ومسلمين، على غرار مقابر الشهداء فى الدول التى تكرم ضحاياها. فى 8 نوفمبر: قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة أموال أفراد أسرة محمد على وممتلكاتهم. فى 15 نوفمبر 1953: قررت حكومة الثورة الاحتفال بنقل رفات الزعيم محمد فريد إلى جوار زميله فى الجهاد مصطفى كامل.